25-أكتوبر-2018

13 مليون يمني مهددون بالموت جوعًا من تداعيات الحرب السعودية (رويترز)

صحيح أن العالم انشغل تمامًا بجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، إلا أن ذلك لا يعني أبدًا أن مقتل خاشقجي هي الجريمة الوحيدة التي تورطت السعودية فيها بشكل مباشر، فثمة إلى الجنوب جريمة أخرى وقعها مستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، قد تفضي إلى موت أكثر من 13 مليون شخصٍ؛ إنها الجريمة الناجمة عن الحرب السعودية في اليمن، والتي يستمر حصادها الدموي بدعم أمريكي. فيما يلي ترجمة لتقرير نشره موقع "Common Dreams"، يلقي الضوء على تحذيرات أممية من تفاقم الوضع في اليمن بسبب الحرب السعودية.


مع تزايد التركيز الإعلامي المسلط على جرائم المملكة العربية السعودية، على وقع جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا؛ تحذر الأمم المتحدة في حال استمرار الظروف الحالية في اليمن، فإن الحرب المدعومة أمريكيًا التي تقودها السعودية والإمارات، قد تسبب "في أسوأ مجاعة في العالم منذ 100 عام".

حذرت الأمم المتحدة من احتمالية تعرض 13 مليون مدني يمني لخطر الموت بسبب تداعيات الحرب السعودية الإماراتية على اليمن

وقالت ليز غراندي، رئيسة بعثة الأمم المتحدة في اليمن، في لقاء مع شبكة "بي بي سي": "أظن أن العديد منا شعر حين دخلنا القرن الـ21، أنه من غير المعقول أن نرى مجاعة مثل التي رأيناها في أثيوبيا، أو التي رأينها في البنغال، أو التي شهدنها في أجزاء من الاتحاد السوفيتي، لم يكن هذا أمرًا مقبولًا".

اقرأ/ي أيضًا: اليمن على حافة المجاعة.. التحالف السعودي يحول البلاد إلى مقبرة

وأضافت غراندي: "اعترت العديد منا الثقة في أن ذلك لن يحدث مجددًا، ومع ذلك فإن الواقع يخبرنا بأن هذا ما نشهده تحديدًا في اليمن"، مشيرة إلى أنه من المتوقع تعرض ما يقارب 13 مليون مدني يمني لخطر الموت بسبب المجاعة ونقص الغذاء والدواء.

وحين سئلت عمّا إذا كان على المجتمع الدولي أن يخجل مما أصبحت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أجابت غراندي قائلة: "نعم، لا شك في أن علينا أن نخجل، ويجب علينا أن نجدد التزامنا في كل يوم نستيقظ فيه، بفعل كل شيء ممكن لمساعدة الأشخاص الذين يعانون، وأن ننهي الصراع الدائر".

حتى اليمنيون الذين لا يتضورون جوعًا حتى الموت، أو لم تصبهم الأمراض المتفشية، ما زالوا عرضة لخطر الموت عن طريق الغارات الجوية للتحالف السعودي، فمنذ حزيران/يونيو الماضي، حين شن التحالف هجومًا للسيطرة على ميناء الحديدة؛ ارتفعت أعداد القتلى من المدنيين حول وداخل المدينة ارتفاعًا حادًا. وفي عطلة نهاية الأسبوع قبل الماضي، قتل القصف السعودي 15 مدنيًا على الأقل، وأصاب 20 آخرين كانوا مسافرين في حافلات ركاب.

وأعلنت غراندي، التي أدانت الحادثة ووصفتها بـ"المريعة"، في تصريح لها، أن "وكالات الأمم المتحدة العاملة في اليمن، تدين الهجوم على المدنيين إدانة صارخة، ونجدد تعازينا الحارة لعائلات الضحايا". كما أنها أصدرت مذكرة تفيد بأن استهداف المدنيين أو حتى رفض حمايتهم، يُعد انتهاكًا للقانون الدولي.

وسبقت هذا الهجوم، غارات أخرى مشابهة، من بينها قيام قوات التحالف السعودي بإلقاء قنبلة أمريكية الصنع، على حافلة مدرسية، في آب/أغسطس، ما أودى بحياة 40 طفلًا تترواح أعمارهم بين ستة أعوام و11 عامًا.

وفي أعقاب جريمة قتل خاشقجي، أصبح الرئيس ترامب عرضة لموجة جديدة من الضغط لوقف مبيعات السلاح إلى السعودية، وإنهاء الدعم الأمريكي للتحالف السعودي. لكن في حين هدد ترامب في لقاء تلفزي على شبكة "سي بي إس"، "بعقوبات صارمة"، إذا وجدت الولايات المتحدة أدلة على أن خاشقجي قتل في القنصلية السعودية في إسطنبول، إلا أنه قال أيضًا خلال الأيام الماضية أنه لا يريد وقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية، لأن هذا الوقف سيكلف صناعة الأسلحة الأمريكية خسارة أرباح وفرص عمل.

وفي أيلول/سبتمبر الشهر الماضي، حتى قبل جريمة مقتل خاشقجي، قدم عضو الكونغرس الأمريكي رو خانا، ومجموعة من المشرعين غير الحزبيين، تشريعًا يهدف لإلغاء كل أشكال الدعم الأمريكي للحرب السعودية على اليمن. ولاقى التشريع ترحيبًا من قبل مناصري السلام، باعتباره خطوة تأخرت عن موعدها كثيرًا و"تقدم بصيصًا من الأمل لشعب اليمن الذي يرزح تحت وطأة المعاناة".

في حين رأى ويليام هارتونغ، مدير مشروع الأسلحة والأمن بمركز السياسة الدولية، وأحد داعمي تشريع خانا، "أنه بغض النظر عن مصير خاشقجي، فإن استمرار مبيعات الأسلحة والدعم العسكري للسعودية في الظروف الحالية، هو أمر غير أخلاقي".

قدم مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي غير الحزبيين، مشروع قانون يهدف لإلغاء كل أشكال الدعم الأمريكي للحرب السعودية على اليمن

وأكد هارتونغ قائلًا: "لا يجب أن تكون فرص العمل عذرًا لتسليح نظام قاتل، قد لا يكون المسؤول فقط عن قتل صحفيًا محترم يقيم في الولايات المتحدة، بل أيضًا عن آلاف القتلى من المدنيين في حملتها العسكرية التي بدأت منذ ثلاث سنوات ونصف في اليمن، والذين قتل معظمهم بقنابل وطائرات حربية وعبر خدمات التزويد بالوقود وأنظمة المساعدة في الاستهداف التي تقدمها الولايات المتحدة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

ابن سلمان يستخدم سلاح المجاعة لتدمير اليمن.. نازيّة جديدة والجوقة تصفّق!

التضامن "الرخيص".. لماذا يتجاهل المتعاطفون مع خاشقجي أطفال اليمن؟