10-فبراير-2023
getty

دعت وزارة الخارجية الروسية إلى أخذ التحقيق على محمل الجد وطالبت بتحقيق دولي (Getty)

نشرت صحيفة التايمز البريطانية تحقيقًا للصحفي الاستقصائي سيمور هيرش اتهم فيه الولايات المتحدة والنرويج بتفجير خط أنابيب الغاز الروسي نورد الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، في أيلول/سبتمبر الماضي بواسطة متفجرات وُضعت قبل 3 أشهر من تاريخ التفجير. 

يزعم التحقيق المنشور، يوم أمس، في صحيفة التايمز أنّ عناصر من البحرية الأمريكية بمساعدة النرويج زرعوا في حزيران/يونيو الماضي متفجرات على خط الأنابيب الذي يمتد بين روسيا وألمانيا

وفي حين نفت واشنطن وأوسلو الاتهامات الواردة في التحقيق، طالبت موسكو بتحقيق دولي، علمًا بأنّ الجيش الروسي كان قد اتهم بريطانيا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بالضلوع في الانفجارات التي استهدفت خط نورد ستريم إلا أن البريطانيين نفوا الاتهامات حينها.

يزعم التحقيق المنشور، يوم أمس، في صحيفة التايمز أنّ عناصر من البحرية الأمريكية بمساعدة النرويج زرعوا في حزيران/يونيو الماضي متفجرات على خط الأنابيب الذي يمتد بين روسيا وألمانيا تحت مياه بحر البلطيق، وقاموا بتفجيرها عن بعد، بعد 3 أشهر من تاريخ زرعها.

getty

ويزعم التحقيق أن الأوامر بالتفجير صدرت من البيت الأبيض ضمن عملية سرية تولّت تنفيذها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إي" بحسب مُعدّ التحقيق  الصحفي الاستقصائي سيمور هيرش. والهدف من العملية السرية، حسب التحقيق، هو منع روسيا من الحصول على مليارات الدولارات "من عائدات بيع غازها لأوروبا"، فضلًا عن اعتقاد واشنطن، حسب التحقيق، أنّ خط نورد ستريم "منح روسيا نفوذًا سياسيًا على ألمانيا وأوروبا الغربية يمكن أن يؤدي الى إضعاف التزامها تجاه أوكرانيا"، حسب هيرش.

وذكّر هيرش في هذا السياق  بتصريح لبايدن أدلى به قبل أسبوعين من الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير قال فيه بأن بلاده  لن تسمح بتشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2" الجديد في حال هاجمت روسيا أوكرانيا.

وبحسب مصدر تحدث لهيرش لم يكشف هويته فإن فكرة تفجير خط أنابيب الغاز الروسي، طُرحت أول مرة في كانون الأول/ديسمبر 2021 "خلال مناقشات بين كبار مستشاري بايدن للأمن القومي حول كيفية الرد على الغزو الروسي المتوقع لأوكرانيا"، لتقوم سي آي أي لاحقًا بتطوير خطة لتفجير الخط، واستغلّت "سي آي أي" بمساعدة النرويج المناورات التي قام بها حلف شمال الأطلسي في حزيران/يونيو 2022 لزرع "متفجرات يمكن تفجيرها عن بعد على خط الأنابيب"، وفقًا للتحقيق.

وكانت الدنمارك والسويد اللتان وقعت الانفجارات في مناطقهما الاقتصادية الخالصة، خلصتا في تحقيق مشترك إلى أن خطوط الأنابيب فُجّرت عمدًا، دون توجيه أصابع الاتهام إلى دولة بعينها. وهو ما اعترضت عليه موسكو التي اشتكت من عدم مشاركتها في مسار التحقيق الدنماركي السويدي.

getty

واشنطن تنفي وموسكو تدعو لتحقيق دولي

نفت واشنطن وأوسلو المعلومات الواردة في التحقيق الذي نشرته التايمز البريطانية، وفي هذا الصدد قالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت إن تحقيق هيرش "من نسج الخيال"، فيما قال متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأن تحقيق هيرش "كاذب تمامًا وبشكل مطلق".

من جهة ثانية وصفت وزارة الخارجية النروجية التقرير بالكاذب، دون إعطاء مزيد من التفاصيل في ردها.

في المقابل دعت وزارة الخارجية الروسية إلى أخذ التحقيق على محمل الجد وطالبت بتحقيق دولي، داعيةً واشنطن إلى الرد على "المزاعم الواردة في التحقيق"، وفي هذا الصدد نشرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا بيانًا على تليغرام، قالت فيه إن  "على البيت الأبيض الآن التعليق على كل هذه الحقائق".

نفت واشنطن وأوسلو المعلومات الواردة في التحقيق الذي نشرته التايمز البريطانية

 مردفةً القول: "لقد أعربنا مرارًا عن موقف روسيا من مشاركة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، اللذين لم يخفيا ذلك، وكانا متباهيين أمام العالم كله بنيتهما تدمير البنية التحتية المدنية".