06-أغسطس-2016

في 2015، ظل النفط الوقود الأبرز عالميًا، حيث بلغت حصته 32.9% من استهلاك الطاقة العالمي (Getty)

في شهر حزيران/يونيو من العام الجاري، أصدرت شركة بريتيش بتروليم (BP) البريطانية للنفط النسخة الخامسة والستين من تقريرها السنوي الذي يحمل عنوان "استعراض إحصائي للطاقة العالمية" والذي تقوم بإعداده مجموعة من خبراء الطاقة ويضم العديد من الإحصاءات المتعلقة بإنتاج واستهلاك الطاقة حول العالم المتجددة منها وغير المتجددة. فيما يلي ملخص التقرير فيما يتعلق بإحصاءات الطاقة ككل ثم الإحصاءات الخاصة بالنفط والغاز الطبيعي والفحم.

في 2015، سجلت أسعار النفط الخام أكبر انخفاضٍ في تاريخها بحسابات الدولار، وأكبر انخفاضٍ حسب النسبة المئوية منذ عام 1986

استهلاك الطاقة العالمي

ارتفع استهلاك الطاقة العالمي بنسبة 1% فقط في 2015، وهي نسبة مشابهة للنمو أقل من المتوسط الذي تم تسجيله في 2014 والبالغ 1.1% وأقل بدرجةٍ كبيرة من متوسط السنوات العشر الماضية والبالغ 1.9%. بخلاف ركود عام 2009، تمثل هذه أقل نسبة نمو منذ عام 1998.

كان نمو الطاقة أقل من متوسط السنوات العشر الماضية بالنسبة لجميع المناطق عدا أوروبا وأوراسيا؛ وكانت الاقتصادات الناشئة مسؤولة عن 97% من الزيادة في الاستهلاك العالمي. ارتفع استهلاك دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بنسبةٍ طفيفة، حيث وازن النمو في أوروبا الانخفاضات في الولايات المتحدة واليابان.

اقرأ/ي أيضًا: ترامب وبوتين..أكثر من مجرد إعجاب

ازداد تباطؤ الاقتصاد الصيني، لكنه سجل رغم ذلك أكبر زيادة في استهلاك الطاقة الأولية للعام الخامس عشر على التوالي. سجلت روسيا أكبر انخفاضٍ حجمي في استهلاك الطاقة الأولية.

حسب نوع الوقود، لم ينم بمعدلات أعلى من المتوسط سوى النفط والطاقة النووية، حيث زادت حصة النفط من سوق الطاقة العالمي للمرة الأولى منذ عام 1999. استمر نمو توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بنسبةٍ كبيرة، ليصل إلى حوالي 3% من استهلاك الطاقة الأولية على مستوى العالم، مع تسجيل استهلاك الفحم لأكبر نسبة انخفاض في تاريخه. يُتوقع أن تكون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية الناتجة عن استهلاك الطاقة في نفس المستوى تقريبًا.

انخفضت أسعار جميع أنواع الوقود في 2015 بالنسبة لجميع المناطق. سجلت أسعار النفط الخام أكبر انخفاضٍ في تاريخها بحسابات الدولار، وأكبر انخفاضٍ حسب النسبة المئوية منذ عام 1986. انخفض المتوسط السنوي لسعر خام برنت، الخام القياسي العالمي، بنسبة 47%، عاكسًا اختلالٍ متنام في التوازن بين الإنتاج والاستهلاك العالميين. انخفض فارق السعر بين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط القياسي الأمريكي إلى أقل مستوىً له منذ عام 2010. أيضًا انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في جميع المناطق، وتم تسجيل أكبر نسبة انخفاضٍ مئوية في أمريكا الشمالية، حيث انخفض مؤشر هنري هب الأمريكي إلى أقل مستوى له منذ عام 1999. أيضًا انخفضت أسعار الفحم حول العالم للعام الرابع على التوالي.

تطورات الطاقة

ظل النفط الوقود الأبرز عالميًا، حيث بلغت حصته 32.9% من استهلاك الطاقة العالمي. رغم استمرار الاقتصادات الناشئة في الهيمنة على نمو الاستهلاك العالمي للطاقة، إلا أن النمو في تلك الدول، والذي بلغ 1.6%، كان أقل بكثير من متوسط السنوات العشر الماضية، والذي بلغ 3.8%.

تستهلك الاقتصادات الناشئة الآن 58.1% من استهلاك الطاقة العالمي. تباطأ نمو الاستهلاك الصيني إلى 1.5% فقط، بينما سجلت الهند زيادةً أخرى كبيرة في الاستهلاك بلغت 5.2%. ارتفع استهلاك دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنسبةٍ طفيفة (+%0.1)، مقارنةً بانخفاضٍ سنوي بمتوسط 0.3% على مدار العقد الماضي. تخطت زيادةٌ نادرة في استهلاك الاتحاد الأوروبي (+%1.6) انخفاض الاستهلاك في الولايات المتحدة (-%0.9) واليابان (-%1.2)، حيث انخفض الاستهلاك إلى أقل مستوىً له منذ عام 1991.

النفط

1-الأسعار

بلغ متوسط سعر خام برنت 52.39 دولارًا للبرميل في 2015، بانخفاضٍ قدره 46.56 دولارًا للبرميل عن مستوى 2014 إلى أقل متوسطٍ سنوي له منذ عام 2004. ارتفعت أسعار النفط في أوائل 2015 مع عودة الاستهلاك العالمي إلى الارتفاع وبدء الإنتاج الأمريكي في تسجيل انخفاضاتٍ شهرية متوالية. لكن النمو القوي لإنتاج دول منظمة الأوبك، وخاصةً في العراق والسعودية، تسبب في انخفاضٍ حاد للأسعار في وقتٍ لاحق من العام. انخفض فارق السعر بين خامي برنت وغرب تكساس الوسيط للعام الثالث على التوالي، ليبلغ 3.68 دولارًا للبرميل.

2-الاستهلاك والإنتاج

ارتفع استهلاك النفط العالمي بمقدار 1.9 مليون برميل يوميًا أو 1.9%، ما يعادل ضعف المتوسط التاريخي (1%) تقريبًا وأقوى بكثير من الزيادة التي بلغت 1.1 مليون برميل/يوم في 2014. قادت دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية القوة النسبية للاستهلاك، حيث ارتفع استهلاكها بمقدار 510,000 برميل/يوم بنسبة 1.1% مقارنةً بمتوسط نسبة انخفاض بلغ 1.1% على مدار العقد الماضي. كان النمو أكبر بكثير من المتوسطات التاريخية في الولايات المتحدة (+%1.6 أو 290,000 برميل/يوم) والاتحاد الأوروبي (+%1.5 أو 200,000 برميل/يوم) بينما سجلت اليابان أكبر انخفاضٍ في استهلاك النفط.

أما خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فقد سجلت دول الاستيراد الصافي للنفط ارتفاعاتٍ كبيرة: حققت الصين (+%6.3 أو 770,000 برميل/يوم) مجددًا أكبر زيادة على الطلب، بينما تجاوزت الهند (+%8.1 أو 310,000 برميل/يوم) اليابان لتصبح ثالث أكبر مستهلكٍ للنفط في العالم. لكن ذلك خفف من تأثيره نموٌ أبطا في الدول المنتجة للنفط، حيث كان نمو الطلب على النفط في الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ككل (+%2.6 أو 1.4 مليون برميل/يوم) أقل من متوسطه التاريخي الحديث.

ارتفاع إنتاج النفط العالمي بصورةٍ أكبر من الاستهلاك للعام الثاني على التوالي، حيث زاد بمقدار 2.8 مليون برميل/يوم أو 3.2%، مسجلًا أقوى نمو منذ عام 2004. ارتفع الإنتاج في العراق (+750,000 برميل/يوم) والسعودية (+510,000 برميل/يوم) إلى مستوياتٍ قياسية، لتقود الدولتان زيادة في إجمالي إنتاج منظمة الأوبك بمقدار 1.6 مليون برميل/يوم ليصل إلى 38.2 مليون برميل/يوم، متجاوزًا الرقم القياسي السابق الذي سجله في 2012.

تباطأ النمو خارج منظمة الأوبك من مستواه القياسي العام الماضي لكنه نما بمقدار 1.3 مليون برميل/يوم. حققت الولايات المتحدة (+1 مليون برميل/يوم) أكبر نموٍ سنوي في العالم لتحتفظ بمركزها كأكبر منتجٍ للنفط في العالم. أما في بقية العالم، فقد وازن نمو الإنتاج في البرزايل (+180,000 برميل/يوم) وروسيا (+140,000 برميل/يوم) والمملكة المتحدة وكندا (110,000 برميل/يوم) الانخفاضات في المكسيك (-200,000 برميل/يوم، وهو أكبر انخفاضٍ في العالم) واليمن (-100,000 برميل/يوم) وأماكن أخرى.

اقرأ/ي أيضًا: الجولاني ينفصل عن القاعدة، إلى أين؟

3-التكرير والتجارة

 في 2015 ارتفعت كمية النفط المكرر بمقدار 1.8 مليون برميل/يوم (+%2.3)، أي أكثر من ثلاثة أضعاف متوسط نسبة النمو في السنوات العشر الماضية

ارتفعت كمية النفط المكرر بمقدار 1.8 مليون برميل/يوم (+%2.3)، أي أكثر من ثلاثة أضعاف متوسط نسبة النمو في السنوات العشر الماضية، رغم الانخفاض في أمريكا الجنوبية والوسطى وأفريقيا وروسيا.

رفعت هوامش التكرير القوية كمية النفط المكرر في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 1 مليون برميل/يوم، حيث حقق النمو في أوروبا (+720,000 برميل/يوم) أعلى مستوىً له منذ عام 1986. في المقابل، ارتفعت قدرة التكرير العالمية بمقدار 450,000 برميل/يوم فقط، وهي أصغر زيادة خلال 23 عامًا.

أسفر تأخر التوسع في الصين، مترافقًا مع عمليات إغلاق في تايوان وأستراليا، عن انخفاضٍ في قدرة التكرير الآسيوية للمرة الأولى منذ عام 1988. ارتفعت نسبة استغلال مصافي التكرير بمقدار 1% لتصل إلى 82.1%، وهو أسرع ارتفاعٍ خلال خمسة أعوام.

بعد نموٍ ضئيل في 2014، توسعت التجارة العالمية للنفط الخام والمواد المكررة بمقدار 3 مليون برميل/يوم (+%5.2) في العام الماضي، وهي أكبر زيادة منذ عام 1993. زادت تجارة النفط الخام بسبب نمو الصادرات من الشرق الأوسط (+550,000 برميل/يوم) بينما حققت أوروبا والصين أكبر ارتفاعاتٍ في الواردات (+770,000 برميل/يوم و+530,000 برميل/يوم على الترتيب).

قادت الولايات المتحددة مجددًا النمو في صادرات النفط المكررة (+470,000 برميل/يوم)؛ وانخفض صافي واردات البلاد من النفط إلى 4.8 مليون برميل/يوم، وهو أقل مستوى منذ عام 1985.

الغاز الطبيعي

1-الاستهلاك والإنتاج

ارتفع الاستهلاك العالمي من الغاز الطبيعي بنسبة 1.7% في 2017، وهو ما يمثل زيادةً كبيرة عن النمو شديد الضعف (+%0.6) الذي شهدته 2014 لكنه لا يزال أقل من المتوسط العالمي للسنوات العشر الماضية البالغ 2.3%. كما هو الحال بالنسبة للنفط، كان نمو الاستهلاك أقل من المتوسط خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (+%1.9، تمثل 53.5% من الاستهلاك العالمي) لكن أعلى من المتوسط داخل دول المنظمة (+%1.5). بين الاقتصادات الناشئة، سجلت إيران (+%6.2) والصين (+%4.7) أعلى زياداتٍ في الاستهلاك، على الرغم من أن النمو في الصين كان ضعيفًا مقارنةً بمتوسط السنوات العشر البالغ 15.1%.

بينما سجلت روسيا (-%5) أكبر انخفاضٍ حجمي، تلتها أوكرانيا (-%21.8). بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، سجلت الولايات المتحدة (+%3) أكبر زيادةٍ في النمو، بينما عاد استهلاك الاتحاد الأوروبي (+%4.6) إلى الارتفاع عقب انخفاضه في 2014. عالميًا، بلغت حصة الغاز الطبيعي 23.8% من استهلاك الطاقة الأولية.

ارتفع الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي بنسبة 2.2%، وهي تتجاوز نسبة ارتفاع الاستهلاك لكنها أقل من متوسط السنوات العشر الماضية البالغ 2.4%. كما هو الحال بالنسبة للاستهلاك، سجلت الولايات المتحدة (%5.4) أكبر زيادةٍ في الإنتاج، كما سجلت إيران (+%5.7) والنرويج (+%7.7) أيضًا زياداتٍ كبيرة في الإنتاج.

كان النمو أعلى من المتوسط في أمريكا الشمالية وأفريقيا وآسيا المحيط العادي. انخفض إنتاج الاتحاد الأوروبي بحدة مجددًا (-%8)، حيث سجلت هولندا (-%22.8) أكبر انخفاضٍ في العالم. أيضًا شهدت روسيا (-%1.5) واليمن (-%71.5) انخفاضاتٍ حجمية كبيرة.

2-التجارة

انخفض الإنتاج العالمي للفحم بنسبة 4%، نتيجة انخفاضاتٍ كبيرة في الولايات المتحدة (-10.4%) وإندونيسيا (-14.4%) والصين (-2%)

عادت تجارة الغاز الطبيعي العالمية إلى الارتفاع في 2015، مسجلةً نموًا بلغت نسبته 3.3%.

زادت شحنات خطوط الأنابيب بنسبة 4%، متأثرةً بالنمو الصافي لصادرات خطوط الأنابيب الذي سجلته روسيا (+%7.7) والنرويج (+%7). كانت أكبر زيادةٍ حجمية في صافي وارادات خطوط الأنابيب من نصيب المكسيك (+%44.9) وفرنسا (+%28.8).

زادت تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية بنسبة 1.8%. قادت أستراليا (+%25.3) وبابوا غينيا الجديدة (+%104.8) نمو الصادرات، لتوازن انخفاض عدد الشحنات من اليمن (-%77.2). زيادة صافي الوارادات الأوروبية (+%15.9) من الغاز الطبيعي المسال وزيادة كمية واردات الشرق الأوسط (+%93.8) وازنها جزئيًا الانخفاضات التي شهدتها الواردات في كوريا الجنوبية (-%10.4) واليابان (-%4). بلغت حصة تجارة الغاز الطبيعي العالمية 30.1% من الاستهلاك العالمي؛ بينما ارتفعت حصة خطوط الأنابيب من تجارة الغاز العالمية إلى 67.5%.

الفحم

انخفض الاستهلاك العالمي للفحم بمقدار 1.8% في 2015، وهو ما يقل كثيرًا عن متوسط نسبة النمو خلال السنوات العشر الماضية البالغة 2.1% وأكبر نسبة انخفاضٍ مئوية (وانخفاضٍ حجمي) ضمن مجموعة البيانات.

جاء صافي انخفاض الاستهلاك بالكامل من الولايات المتحدة (-%12.7، أكبر انخفاضٍ حجمي في العالم) والصين (-%1.5)، ووازنه جزئيًا ارتفاعاتٍ متواضعة في الهند (+%4.8) وإندويسيا (+%15). انخفض الإنتاج العالمي للفحم بنسبة 4%، نتيجة انخفاضاتٍ كبيرة في الولايات المتحدة (-10.4%) وإندونيسيا (-14.4%) والصين (-2%). كما انخفضت حصة الفحم من استهلاك الطاقة العالمي إلى 29.2%، وهي أقل حصةٍ له منذ عام 2005.

اقرأ/ي أيضًا: 

النازحون في العراق..مخيمات الموت المهملة

2016..النظرية التي تفسر عامًا سيئًا للغاية