23-مايو-2016

(Getty)

قالت صحيفة الاندبدنت البريطانية إن قائد الطائرة المصرية المنكوبة تحدث مع المراقبة الجوية في مصر لعدة دقائق قبل تحطم الطائرة.

قناة M6  الفرنسية: قائد طائرة مصر للطيران المنكوبة أجرى "محادثة استمرت عدة دقائق" مع المراقبة الجوية بمطار القاهرة بعد أن واجهت الطائرة صعوبات

وأضافت الصحيفة نقلًا عن قناة M6 التليفزيونية الفرنسية أن قائد الطائرة أخبر المراقبة الجوية بالقاهرة بشأن الدخان الذي اجتاح أجزاءً من الطائرة وأنه قرر القيام بانخفاضٍ اضطراري لمحاولة التخلص من الأبخرة.

وتتعارض هذه الرواية مع الرواية الرسمية والتي نفت أن تكون الطائرة المنكوبة قد أرسلت نداء استغاثة قبل تحطمها.

اقرأ/ي أيضًا: السيناريوهات الثلاثة لسقوط الطائرة المصرية

لكن وكالة تحقيقات الكوارث الجوية الفرنسية (BAE) لم تؤكد تلك الرواية التي نشرتها القناة الفرنسية نقلًا عن مصادر بالطيران الفرنسي لم تكشف عن هويتها.

وصرحت الوكالة أنه لم تمرر أي معلومات من ذلك النوع من قِبل السلطات المصرية إلى محققي الوكالة الذين وصلوا إلى القاهرة للمشاركة في التحقيق الرسمي.

كانت القناة الفرنسية قد قالت إن قائد طائرة مصر للطيران من طراز A320 قد أجرى "محادثةً استمرت عدة دقائق" مع المراقبة الجوية بمطار القاهرة بعد أن واجهت الطائرة صعوباتٍ في الساعات الأولى من صباح الخميس.

كنتيجةٍ لتلك المحادثة، قرر الطيار القيام بـ"انخفاضٍ اضطراري" لخفض الضغط في قمرة القيادة في محاولةٍ للتخلص من الأبخرة الدخانية التي اجتاحت مقدمة الطائرة.

كان وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس قد صرح أن الطائرة قد دارت دورتين حادتين في الهواء قبل اختفائها في الساعات الأولى من صباح الخميس، حيث "دارت 90 درجة نحو اليسار ثم 360 درجة نحو اليمين منخفضةً من ارتفاع 37 ألف قدم (11,278 مترًا) إلى ارتفاع 15 ألف قدم (4,572 مترًا) وتم فقدان الاتصال مع الطائرة على ارتفاع حوالي 10 آلاف قدم (3,048 مترًا)".

اقرأ/ي أيضًا: حادث الطائرة المصرية..الإرهاب ليس مستبعدًا

وتضاربت الأنباء عقب الحادثة مباشرةً بشأن وجود نداء أو اشارات استغاثة من الطائرة قبل سقوطها، حيث صرح متحدثٌ باسم شركة مصر للطيران المالكة للطائرة في البداية بأنه كان هناك نداء استغاثة من الطائرة، لكن الجيش المصري نفى ذلك لتتراجع الشركة عن تصريحها فيما بعد.

وتأتي تلك الرواية بعد تسرب بيانات تظهر وجود مشكلاتٍ بقمرة القيادة ودخان بمصعد الطائرة في الدقائق الأخيرة قبل تحطم الطائرة.

وحذر مسؤولون من أن الوقت مازال مبكرًا لتحديد سبب سقوط الطائرة، لكن دلائل متزايدة تشير إلى كارثةٍ مفاجئة ومأساوية أدت إلى تحطم الطائرة شرقي البحر المتوسط.

كان الجيش المصري قد نشر يوم الأحد الصور الأولى لحطام الطائرة الذي تم التقاطه من البحر، حيث ضم متعلقاتٍ شخصية ومقاعد متضررة. تقود مصر جهدًا تشارك به عدة دول للبحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة – بيانات الرحلة والتسجيلات الصوتية لقمرة القيادة – وأي أدلة أخرى قد تساعد في تفسير سقوط الطائرة المفاجئ في البحر.

ونقلت الاندبندنت عن خبير الطيران فيليب باوم قوله إنه "إذا كانت الطائرة قد سقطت خلال ثلاث دقائق فإن ذلك سريعٌ للغاية"، وأضاف: "لقد كانوا يواجهون أمرًا شديد الخطورة".

كانت الرحلة 804 قد غادرت مطار شارل ديجول بباريس ليل الأربعاء في طريقها إلى العاصمة المصرية القاهرة وعلى متنها 66 شخصًا. أشارت التسجيلات الصوتية الأولى من الطائرة المنكوبة إلى أن كل شيء كان طبيعيًا مع تواصل قائد الطائرة بالمراقبة الجوية في زيورخ بسويسرا في حوالي منتصف الليل، قبل أن يتم تسليمه إلى المراقبين الجويين بمدينة بادوا الإيطالية.

وقعت هاتين المحادثتين قبل حوالي ساعتين من فقدان المراقبين الجويين اليونانيين التواصل مع الطائرة.

يقول المسؤولون اليونانيون إنه في حوالي الساعة 2:24 صباحًا بالتوقيت المحلي دخلت الطائرة قطاع أثينا من المجال الجوي لليوناني. بعد 24 دقيقة تحدث المراقبون الجويون مع الطيار الذي بدت روحه المعنوية مرتفعة.

في الساعة 3:12 صباحًا تجاوزت الطائرة جزيرة كاسوس اليونانية قبل أن تتجه نحو شرق المتوسط، حسب بيانات الطيران التي يحتفظ بها موقع FlightRadar24.

وقبل أن تمر 15 دقيقة، في منتصف الطريق تقريبًا بين مصر واليونان، التقط جهاز استشعار دخانًا في المصعد ومشكلة باثنتين من نوافذ قمرة القيادة، حسب بياناتٍ مسربة للرحلة نشرها موقع Aviation Herald.

عادةً ما تعني الرسائل من ذلك النوع "بداية حريق"، حسب سباستيان بارث المتحدث باسم وكالة تحقيقات الكوارث الفرنسية. لكنه حذر من استنطاق الكثير من القراءة، قائلا إن "كل شيء آخر هو محض افتراض".

في الساعة 3:27 صباحًا بالتوقيت اليوناني حاول المراقبون الجويون في أثينا الاتصال بالطائرة لتسليم مراقبة الرحلة من السلطات اليونانية إلى المصرية، حسب المسؤولين اليونانيين. لم تكن هناك استجابة من قِبل الطائرة رغم تكرار النداءات، من بينها نداءات على تردد الطوارئ. في ذات الوقت، التقط جهاز استشعار أن الحريق قد وصل إلى الكترونيات الطائرة، وهي شبكة الحاسبات والأسلاك التي تتحكم بها، حسب بياناتٍ مسربة للرحلة.

اقرأ/ي أيضًا: 

هل كان يمكن لحدود مختلفة أن تنقذ الشرق الأوسط؟

أبرز حوادث الطيران في مصر