22-ديسمبر-2020

طفل من الفلبين (Getty)

بعد مرور نحو عام على بدء جائحة كوفيد-19، التي أودت بحياة 1.7 مليون شخص حول العالم حتى اللحظة، وألقت بظلال الشك على المستقبل، أصبح تأثير الفيروس على الأطفال والشباب أكثر وضوحًا، ليثير بذلك المزيد من القلق. وفي تقرير أصدرته اليونيسف تبين أن الأطفال والشباب يشكلون 11% من الإصابات هذا العام من مجموع 26 مليون إصابة حول العالم لغاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أي ما يقدر بحوالي 3 مليون طفل ومراهق دون العشرين سنة أصيبوا بفيروس الكورونا.

 يونيسف: الإصابات بين الأطفال بفيروس كورونا في تزايد مستمر، حتى وإن كانت أعراض إصابتهم أخف، لكن تقع بينهم حالات شديدة من الوفيات

وبحسب التقرير فالضرر لا يتوقف عند الإصابة بالفيروس، بل يلحق بالأطفال من انقطاع الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والتغذية والحماية وخدمات الصرف الصحي والمياه والخدمات الاجتماعية والسكن اللائق. حيث أن 45% من الأطفال في العالم يعانون اليوم بشدة من نقص واحدة على الأقل من هذه الاحتياجات الحيوية. وتحذر اليونيسيف من احتمال وقوع ما يقارب مليوني وفاة بين الأطفال، وفق أسوأ السيناريوهات إذا تحقق انقطاع الخدمات وارتفعت معدلات سوء التغذية.

اقرأ/ي أيضًا: "الكريسماس" في زمن كورونا.. إجراءات إضافية خوفًا من الأسوأ

هذا في الوقت الذي تكافح الأسر الأشد حرمانًا لمواجهة التداعيات الخطيرة لفقدان الوظائف وانعدام سبل العيش وانخفاض، أو انقطاع، المداخيل وصعوبة التنقل وزيادة الفقر. فأصداء الآثار الاقتصادية للجائحة ستتردد لسنوات قادمة، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد الأطفال الذين يعيشون في فقر شديد بنسبة 15% أي ما يقارب 150 مليون طفل هذا العام. وسط مخاوف من ارتفاع مستويات عمالة الأطفال حول العالم.

كما أشار التقرير الأممي  إلى أن الإصابات بين الأطفال بفيروس كورونا في تزايد مستمر، حتى وإن كانت أعراض إصابتهم أخف، لكن تقع بينهم حالات شديدة من الوفيات، وخاصة الأطفال الذين يعانون من أمراض، أو ذوي البنية الضعيفة. 

أما الصحة العقلية عند الأطفال فهي عرضة للمخاطر خلال هذه الجائحة التي ولدت اضطرابات أسرية وعززت العنف المتزايد وأثرت على حياة الأطفال، حيث توقفت 70% من خدمات الصحة العقلية للأطفال، والأخطر أن أغلب مشاكل الصحة العقلية تتطور خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة، وقد ساهمت الجائحة في خفض الدعم النفسي والاجتماعي لمن هم دون 20 سنة بشكل فارق.

وبحسب اليونيسف تبين "الأدلة أن الفوائد المطلقة لإبقاء المدارس مفتوحة تفوق تكاليف إغلاقها"، فلا يوجد في البيانات المستخرجة من 191 دولة في العالم أي ارتباط ثابت بين حالة إعادة فتح المدارس ومعدلات الإصابة بكوفيد-19، وفق ما يرصد التقرير. فضلًا عن معدلات مرتفعة من التسرب الدراسي، فهذا العام شهد الأطفال "سنة من الانقطاع الدراسي، مما ينذر بآثار خفية في المستقبل مثل فقدان فرص العمل". ويفاقم الوصول غير المتكافئ إلى موارد التعلم الرقمية ويزيد بدوره أوجه عدم المساواة.

يرى تقرير منظمة يونيسف أن تأثير جائحة كوفيد-19 على الأطفال سيستمر في السنوات القادمة حتى وإن توفر لقاح ناجع في القريب العاجل

وفي مجال التغذية، تشير أحدث بيانات اليونيسيف إلى أن هناك نسبة 40%  من الانخفاض في في مستويات تغذية النساء والأطفال، مع كل ما يستتبعه هذا الانخفاض من خسارة في الفيتامينات الضرورية التي تحمي حياتهم، وانتشار الجوع وغياب المكملات الغذائية. مما يرخي بنتائج سلبية على النمو السليم للأطفال، حيث أن 6.7 مليون طفل من الممكن أن يعانوا من الهزال الشديد والذي قد يؤدي إلى الوفاة.

اقرأ/ي أيضًا: الموجة الجديدة من كورونا تفتك بالبريطانيين وترقب لحالة الإقفال التام

ومن المتوقع أن يزداد العنف الجنساني بمقدار 15 مليون حالة لكل ثلاثة أشهر من الإغلاق بسبب كوفيد-19. فقد أبلغت بلدان عدة عن ارتفاع حدة العنف المنزلي وسوء المعاملة، وزيادة الطلب على "ملاجئ الطوارئ" وطلبات المساعدة ومحاضر الخلافات في أقسام الشرطة. إضافة إلى ارتفاع نسبة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت. وبحسب التقرير فقد "تعطلت خدمات منع العنف والتصدي له، وخدمات الزيارات المنزلية، وخدمات إدارة قضايا الأطفال والنساء، في 104 دولة حيث يعيش ما يقارب 1.8 مليار طفل".

أما فيما خص تأثير إغلاق الحدود وتزايد خطاب الكراهية والإقصاء في حق المهاجرين فقد أدى هذا الأمر إلى تعرض الأطفال المهاجرين واللاجئين للخطر. كما يربط التقرير بين جائحة كورونا وبين قضية المناخ حيث تتزامن جائحة كوفيد-19 مع الأزمة المناخية العالمية فيما يتعلق بالتلوث والبيئة وتغير المناخ وعوامل الطقس، وكلها أمور ترتبط بشكل وثيق بالمرض وتتفاعل معه. 

واقترحت اليونيسف خطة من 6 نقاط لحماية الأطفال، وقالت أن على الحكومات أن تعتمد هذه الحزمة الشاملة من الدعم، والمساعدة في وضع رؤية جديدة لمستقبل أفضل للأطفال. ويرى التقرير أن تأثير جائحة كوفيد-19 على الأطفال سيستمر في السنوات القادمة حتى وإن توفر لقاح ناجع في القريب العاجل. فكيفية "استجابة العالم الآن للمخاطر العديدة للجائحة على الأطفال والمراهقين هي التي ستحدد مستقبلهم"، وحذر التقرير من أن "ما لم يستعجل المجتمع العالمي بتغيير أولوياته، فإن إمكانات هذا الجيل معرضة للضياع وعدم القدرة على تحقيق التنمية المستدامة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف يؤثر الحجر الصحي على الحالة النفسية للأطفال؟

لقاحات كورونا تقسم العالم من جديد