يسود تفاؤل حذر حول إمكانية التوصل إلى اتفاق تبادل ووقف إطلاق النار في غزة قريبًا، ويبدو أن الأمر يتوقف على موافقة الحكومة الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإقناع وزير المالية في حكومته، الوزير اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بدعم عقد الصفقة في قطاع غزة.
وبحسب هيئة "البث الرسمية" العبرية، التي نقلت عن مصادر حكومية إسرائيلية لم تكشف عنها، فإن نتنياهو يحاول إقناع سموتريتش بدعم الصفقة لتجنب الإضرار بعلاقة حكومته مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله "يمكن التوصل إلى اتفاق حول تفاصيل صفقة التبادل خلال 24 إلى 48 ساعة القادمة
وتقول المصادر إن نتنياهو ضغط على سموتريتش لدعم الاتفاق المرتقب، وأبلغه بأن هذا "الاتفاق قد يدفع إلى التقدم بمخططات الحكومة في الضفة الغربية"، في إشارة إلى خطط الحكومة لضم المستوطنات الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، وهي الخطط التي وضعها سموتريتش وأعلن في تصريحات متكررة أنهم ينتظرون وصول ترامب إلى البيت الأبيض لتنفيذها.
ولفتت هيئة البث إلى أن نتنياهو، بعد مباحثاته مع سموتريتش وبن غفير، خرج بانطباع أن أيًّا منهما لا يريد إسقاط الحكومة. وهذا يتقاطع مع صمت الوزيرين المتطرفين حول التقارير التي تتحدث عن تقدم كبير في مفاوضات التوصل إلى اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة.
مصدر مطلع يوضح لـ الترا فلسطين تفاصيل المرحلة الأولى من الاتفاق، والملفات العالقة حتى الآنhttps://t.co/s1C6qSaS4b
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 12, 2025
لكن سموترينش خرج بتصريحات، اليوم الإثنين، يعبر فيها صراحة عن معارضته لعقد اتفاق، واعتبر الصفقة التي تتبلور "تشكل كارثة للأمن القومي لدولة إسرائيل"، مؤكدًا أنه لن يكون جزءًا من الصفقة. داعيًا إلى "مواصلة العمل بكل قوة، لاحتلال وتطهير القطاع بالكامل، وانتزاع السيطرة على المساعدات من أيدي حماس، وفتح أبواب الجحيم على غزة حتى استسلام حماس بشكل كامل وإعادة جميع الأسرى"، وفق تصريحاته.
يذكر أنه في مناسبات عدة أعرب كل من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن معارضتهما الشديدة لإبرام صفقة تبادل تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة. وقالا إن "أي اتفاق مع حماس سيقوض الهدف الاستراتيجي بالقضاء على الحركة".
هذا ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: "يمكن التوصل إلى اتفاق حول تفاصيل صفقة التبادل خلال 24 إلى 48 ساعة القادمة".
بدوره، صرح مصدر إسرائيلي لـ"i24news"العبرية، أن تقدمًا كبيرًا في صفقة التبادل، في انتظار رد حماس، مشيرًا إلى أن "الخطوط العريضة واضحة حيث قطعت إسرائيل شوطًا طويلًا". وبحسب المصدر الإسرائيلي، إذا وصل جاء رد حركة حماس قريبًا، في غضون أيام قليلة، يمكن إغلاق كل التفاصيل.
وهو ما ذهبت إليه القناة 13 الإسرائيلية، التي نقلت عن مسؤول إسرائيلي، قوله، إنه "يمكن القول بحذر أننا قريبون من إمكانية إتمام صفقة التبادل".
من جهة أخرى، صرح رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، قدورة فارس، لـ"التلفزيون العربي" بأنه سيصل إلى الدوحة للتأكد من معايير إنجاز صفقة التبادل، مؤكدًا أنه ليس جزءًا من طاقم التفاوض. وكشف فارس أن هيئة شؤون الأسرى طالبت بإطلاق سراح كافة النساء والأطفال، و200 محكوم بالمؤبد، و500 مريض، ومن كبار السن.وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن المفاوضات شاقة، وأن الاحتلال يسعى دومًا لوضع العراقيل.
ساعات وأيام حاسمة في مفاوضات وقف إطلاق النار..
مصدر لـ @palestineultra يكشف التفاصيل⬇️ pic.twitter.com/aiQhcZFunS— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 12, 2025
وفي التطورات المتعلقة بالمفاوضات غير المباشرة، التي تجري في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة وفود أميركية تمثل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس القادم دونالد ترامب، بالإضافة إلى الوسطاء القطريين والمصريين الفاعلين في المفاوضات، وبمشاركة وفد من حركة حماس يرأسه مسؤول ملف المفاوضات خليل الحيّة ولجان فنية وسياسية إسرائيلية، كشف مصدر خاص لموقع "الترا فلسطين" أنه تم الاتفاق بشكل كامل على المبادئ العامة للشروط التي وضعتها المقاومة الفلسطينية، ولم يتبقَّ سوى تفاصيل مرتبطة بتطبيق البنود، خاصة فيما يتعلق بملف الأسرى، الذي يشهد تغييرات مستمرة خلال جولات التفاوض اليومية.
وهذا يعني أن هناك اتفاقًا ثابتًا يتعلق بتبادل الأسرى وعودة النازحين إلى الشمال وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينما تدور النقاشات الحالية حول القضايا التفصيلية المتعلقة بمرحلية هذه الملفات والجدول الزمني لتنفيذها.
يُذكر أن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كشفت أن جيش الاحتلال صادق مؤخرًا على عدة خطط لإخلاء سريع لأجزاء كبيرة من قطاع غزة في ظل التقدم في مفاوضات اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار. وتوفرت معلومات لموقع "العربي الجديد" تفيد بأن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يتضمن انسحابًا كاملًا من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) مع انتهاء المراحل المتفق عليها.
بَكَى على حرق المستشفى.. شهادات على اعتقال الطبيب #حسام_أبو_صفيّة. pic.twitter.com/xbs7MVIuQa
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 12, 2025
وضمن هذا المقترح، تشمل المرحلة الأولى انسحابًا جزئيًا لقوات الاحتلال، بينما تتضمن المرحلة الثانية بقاء نقاط مراقبة إسرائيلية، أما اليوم الأخير من المرحلة الثالثة فيشمل انسحابًا كاملًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.
في المقابل، كشفت "هيئة البث الرسمية" الإسرائيلية أن قادة كبارًا في جيش الاحتلال قدموا توصية للقيادة السياسية بإنشاء منطقة عازلة ثابتة في أجزاء من منطقة بيت حانون شمالي القطاع، حيث يشن جيش الاحتلال عملية عسكرية منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وبحسب توصيات كبار قادة المنطقة الجنوبية، الذين يقودون القتال في شمال قطاع غزة، فإن الحزام الأمني المذكور لن يسمح لسكان بلدة بيت حانون غزة بالعودة إلى جزء منها بشكل دائم في المستقبل.
يشار إلى أن منطقة بيت حانون تقع على المرتفعات المطلة على مستوطنة "سديروت" في غلاف غزة، وبهذا القرار يحاول الاحتلال ضمان عدم وجود منازل أو مبانٍ في بيت حانون في المستقبل تطل على المستوطنات الإسرائيلية.