11-مارس-2022

مرحلة حساسة تدخلها مفاوضات فيينا (Getty)

قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن "الإدارة الأمريكية ليست لديها أي نية لمقايضة العقوبات بتسهيلات تقدمها روسيا في المفاوضات" بشأن الاتفاق النووي الإيراني.حديث برايس جاء في سياق رده على سؤال أحد الصحفيين حول ما اذا كانت الإدارة الأمريكية ستستجيب لمطالب روسيا برفع بعض العقوبات التي فرضت عليها مؤخرًا مقابل مساعدتها في إدارة المفاوضات بفيينا.

قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن "الإدارة الأمريكية ليست لديها أي نية لمقايضة العقوبات بتسهيلات تقدمها روسيا في المفاوضات" بشأن الاتفاق النووي الإيراني

كما أشار برايس أن "مفاوضات فيينا دخلت في القضايا الأخيرة العالقة والأكثر صعوبة"، وأضاف أن الإدارة  الأمريكية "تحث كافة الأطراف المشاركة فيها على بذل جهود جدية لإنجاز المطلوب".

وفي وقت سابق قالت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض جين ساكي "لقد صرنا على مقربة.. والنهاية دائمًا هي الأصعب". حديث ساكي يتقاطع مع ما قاله برايس من جهة وجود عراقيل روسية برزت مؤخرًا مع بداية الغزو الروسي إلى أوكرانيا.

وفي هذا السياق كان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قد أعلن أن "بلاده لا تزال تنتظر من روسيا تفاصيل بشأن مطالبتها بضمانات أمريكية بعدم تأثير العقوبات الغربية المفروضة على موسكو على تعاونها مع طهران في إطار الاتفاق النووي". وأكد زاده خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي الذي عقد الاثنين الماضي على "ضرورة ألا يكون التعاون المدني السلمي لإيران مع دول أخرى، بما فيها روسيا خاضعًا لأي عقوبات، لا سيما في حال كانت هذه العقوبات مفروضة من قبل طرف بعينه".

هذا وبرزت في الآونة الأخيرة أصوات فسرت المواقف الروسية الأخيرة بأنها تدخل في الشؤون الإيرانية، وأن طهران ليست معنية أصلًا بالرد والتعليق عليها لأنها موجهة إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية وأن الموقف الإيراني مستقل لا ينحاز إلى أي طرف، مستدلين بالموقف الإيراني الذي امتنع عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير ضد روسيا.

من جهة أخرى قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أمس الخميس إن "مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى تزداد تعقيدًا كل ساعة". وكتب شمخاني على تويتر: "يُظهر نهج الولايات المتحدة تجاه مطالب إيران المبدئية إلى جانب عروضها غير المعقولة والضغط غير المبرر للتوصل إلى اتفاق على عجل، أن الولايات المتحدة غير مهتمة باتفاق قوي يرضي الطرفين"، وأضاف "في غياب القرار السياسي الأمريكي تصبح المفاوضات أكثر تعقيدًا كل ساعة".

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن مصدر مطلع مقرّب من الفريق الإيراني المفاوض قوله إن "مفاوضات فيينا تنتظر قرار الولايات المتحدة وردها على المطالب الإيرانية بشأن القضايا العالقة المتبقية". وعزا المصدر التقدّم الكبير بالمفاوضات خلال الأسابيع الأخيرة  إلى ما وصفه بأنه "ابتكارات وحسن نوايا إيران".

هذا وجرى اتصال بين وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل. ونقل بيان للخارجية الإيرانية عن أمير عبد اللهيان قوله "لا يوجد أي تبرير منطقي لبعض من الطلبات الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة"، من دون أن يحدد تفاصيل تلك المطالب. وأشار عبد اللهيان أنها "تناقض الموقف الأمريكي الداعي لإبرام اتفاق سريعًا"، معتبرًا أن واشنطن "لا يمكنها  أن تطرح كل يوم كلامًا جديدًا ومختلفا بذريعة ضغط الرأي العام فيها، وتنقله لنا عبر منسق المفاوضات، فإن كان الطرف الأمريكي يواجه مشكلة الرأي العام فنحن أيضًا في إيران نواجه مشكلة الرأي العام".

حضّ بوريل "الولايات المتحدة وإيران على إبداء مرونة أكبر في تبادل الرسائل لإنجاز الاتفاق سريعًا"

من جهته حضّ بوريل "الولايات المتحدة وإيران على إبداء مرونة أكبر في تبادل الرسائل لإنجاز الاتفاق سريعًا"، وأكد أن "مفاوضات فيينا في مرحلة حساسة"، وخاطب بوريل وزير الخارجية الإيراني قائلًا إن "موضوع الضمانات الاقتصادية مهم لكم ونحن ندعم الحصول عليها"، مضيفًا "سنواصل الجهود للتوصل إلى اتفاق لأننا قطعنا مسافة طويلة".