كشفت شركة "سويس ري"، العملاق العالمي لشركات إعادة التأمين، في تقرير نُشر، اليوم الخميس، أن الكوارث الطبيعية تسبّبت بخسائر اقتصادية بعشرات مليارات الدولارات في مختلف أنحاء العالم خلال العام الجاري، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت الوكالة الفرنسية إن "سويس ري" قدرت أن الخسائر الاقتصادية التي تسبّبت بها الكوارث الطبيعية بما يقارب 310 مليارات دولار في مختلف أنحاء العالم هذا العام، بزيادة تمثل ستة بالمئة عن العام 2023، مشيرةً إلى ارتفاع الأضرار التي تغطيها شركات التأمين بنسبة 17 بالمئة على أساس سنوي إلى 135 مليار دولار.
وأضافت الوكالة الفرنسية، نقلًا عن التقرير، أن الإعصارين المدمرين "هيلين" و"ميلتون" اللذين ضربا جنوب شرق الولايات المتحدة، قد ساهما بارتفاع التكاليف، موضحة أن التكاليف المترتبة على شركات التأمين تجاوزت عتبة 100 مليار دولار "للسنة الخامسة على التوالي"، بحسب ما قال بيان صادر عن رئيس قسم تغطية الكوارث في الشركة السويسرية، بالز غروليموند.
تقدر الخسائر الاقتصادية التي تسبّبت بها الكوارث الطبيعية بما يقارب 310 مليارات دولار في مختلف أنحاء العالم هذا العام
وبيّنت "سويس ري" في تقريرها أن تزايد التكاليف المترتبة على الفيضانات تسبّب بخسائر لها بنحو 13 مليار دولار منذ مطلع العام الجاري. وبحسب الوكالة الفرنسية، فإنه مع إضافة إلى ما تسميه شركات التأمين الكوارث الناجمة عن النشاط البشري، مثل الحوادث الصناعية، من المتوقع أن تصل الخسائر الاقتصادية في العام 2024 إلى 320 مليار دولار.
الأمم المتحدة تتوقع أن يؤثر التدمير البشري للبيئة على 75% من سكان العالم بحلول عام 2050.
اقرأ أكثر: https://t.co/D8NpFWU0NA pic.twitter.com/JaNt9hWazp— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 4, 2024
وبحسب ما جاء في بيان غروليموند، فإن الكثير من الأعباء التي خلفتها الخسائر الاقتصادية المتزايدة، كان نتيجة تركزها في "المناطق الحضرية"، بالإضافة إلى "النمو الاقتصادي، وزيادة تكاليف إعادة البناء"، موضحًا أنه "من خلال تفضيل الظروف المؤدية إلى العديد من كوارث هذا العام، يلعب تغير المناخ أيضًا دورًا متزايدًا"
وتشير تقارير منفصلة إلى أنه يمكن أن يؤدي الاحتباس الحراري العالمي إلى زيادة في الأحداث المناخية المتطرفة، ليس فقط بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لكن أيضًا نتيجة التأثيرات الناتجة عن الحرارة الزائدة في الجو والبحار، وسط ترجيح جهاز مراقبة المناخ التابع للاتحاد الأوروبي أن يكون عام 2024 أعلى من متوسط درجات الحرارة في الفترة من 1850 إلى 1900 بأكثر من 1.55 درجة مئوية.
وقالت "سويس ري" في بيانها إنه من "المرجح أن تزداد الخسائر مع التغير المناخي للأحداث الجوية المتطرفة، بينما ترتفع قيم الأصول في المناطق عالية الخطورة بسبب التوسع الحضري"، مضيفة أن "التكيف يُعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث إن التدابير الوقائية مثل السدود والبوابات المائية أكثر فاعلية من حيث التكلفة بمرات تصل إلى 10 أضعاف مقارنة بإعادة البناء"، في إشارة إلى كلفة إعادة البناء المرتفعة سنويًا جراء الكوارث الطبيعية.