08-ديسمبر-2017

علا الفارس (تويتر)

تداولت وسائل إعلام عربية، بعضها سعودي، خبر إيقاف المذيعة الأردنية علا الفارس من قبل مجموعة "MBC" أمس الخميس، على خلفية تغريدة نشرتها على موقع تويتر إثر قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية للقدس، وذلك بدعوى "إساءة هذه التغريدة للشعوب العربية"، حسب ما نقلته صحيفة الرياض السعودية.

أوقفت "إم بي سي" المذيعة الأردنية علا الفارس عن العمل على خلفية تغريدة اعتبروها مسيئة للسعودية

وكتبت علا الفارس في تغريدتها: "ترامب لم يختر توقيت إعلان القدس عاصمة إسرائيل عبثًا، فبعد زيارته لنا تأكد أن العرب سيدينون الاعتراف الليلة ويغنون غدًا هلا بالخميس".

وأشارت وسائل إعلام سعودية إلى أن "ذات التغريدة أثارت غضبًا واسعاً في أوساط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. وطالب جزء منهم بالتحقيق مع الفارس". يذكر أن وسمًا بعنوان "#علا الفارس تسيء للسعودية" كان قد انتشر سريعًا وتم التفاعل معه بكثافة خاصة سعوديًا. وعادة ما يتصدر هاشتاغ "هلا بالخميس" تويتر في الخليج والسعودية خاصة، ولذلك اعتبر السعوديون التغريدة موجهة لهم، إضافة إلى ربطهم التغريدة بزيارة الرئيس الأمريكي للسعودية في أول زيارة خارجية له بعد توليه الرئاسة.

اقرأ/ي أيضًا:  على خلفية توظيف ترامب للقدس في أزماته الداخلية.. غضب شعبي وانتقادات للأنظمة

وكان مغردون سعوديون اتهموا مذيعة إم بي سي علا الفارس بحذف تغريدة سابقة في ذات السياق، معتبرينها مسيئة أيضًا، لم تستطع التثبت من صحتها، لكن علا الفارس نفت أي تغريدة سابقة، وردت على إحدى التعليقات التي هاجمتها "كل شي بالحياة ممكن أحسب حسابه، إلا الأشكال الفاضية، اللي تحور الكلام بطريقتها ومع ذلك اختصركم.. اختصريني لأنه مصابنا الليلة أكبر من تفاهتك".

وعلا فارس، إعلامية أردنية، من مواليد سنة 1985، درست الحقوق وبدأت مسيرتها الإعلامية في سن صغيرة جدًا، اعتبرت أصغر مراسلة في الشرق الأوسط بعمر السابعة عشرة بحسب "مجلة اوك البريطانية"، وكانت بدأت مسيرتها كمراسلة أخبار لقناة العربية من الأردن، ثم انتقلت للـ"إم بي سي" كمذيعة واشتغلت في روتانا خليجية لفترة. وقد انضمت علا الفارس مؤخرًا إلى قائمة فوربس العالمية لأشهر 100 شخصية عربية في عام 2017.

الحملة ضد علا الفارس دفعتها للتغريد من جديد: "إللي بيحاولوا يفتعلوا مشكلة بتحوير كلامي أنصحهم يغردوا ضد قرار ترامب الموجع لقلبي وقلوبكم وباقي المسلمين.. بدل ما يهاجموا إنسانة غاضبة مثلهم على القدس تحب السعودية وأهلها .. بلا مزايدات".

اقرأ/ي أيضًا:  السفارة الأمريكية إلى القدس.. متابعة إعلامية وردود دولية غاضبة

لكن ما يتضح بعد تداول خبر إيقاف علا الفارس هو حجم السخرية على مواقع التواصل من قرار الإيقاف في حد ذاته، ومن حجم التضييق على الحريات في السعودية، حسب المغردين. الكاتب الصحفي السعودي تركي الشلهوب أبدى تعجبه: "عجباً والله.. أغضبتهم تغريدة (علا الفارس)، ولم يُغضبهم قرار ترامب !!!". وكتب رئيس تحرير صحيفة العرب عبد الله العذبة: "لم يحتملوا رأيًا عابرًا فأوقفوها لمجرد تغريدة قد تغضب إيفانكا.. أعرب عن دعمي بصفتي صحفي عن حق الزميلة عُلا الفارس في التعبير عن رأيها، وقمعها  لن يغير من الواقع أي أمر يا #دليم، وتحياتي للنشامى وأهلنا في فلسطين المرابطين".وغرد أحدهم: "عُلا فارس توقفت بسبب تغريدة غير واضحة.. تخيل أن هؤلاء يريدون الحرية لسوريا والديمقراطية لمصر والتحرر من النظام الديكتاتوري الديني في إيران! إننا نعيش أقبح العصور، التناقضات لا تحتاج لأعوام بل دقائق..".

بعد تداول خبر إيقاف الفارس، سخر المغردون من القرار مستائين من حجم التضييق على الحريات في السعودية

تركي الشلهوب

وكتب آخر، مذكرًا بتطبيع حكام السعودية الحاليين مع إسرائيل: "إيقاف علا فارس بسبب تغريدتها عن قرار ترامب، رغم أنها لم تذكر آل سعود لكن صنفت تغريدتها بمعاداة السلولية. فحتى من ساهم في دوران عجلة التطبيع لا يسمح له أبداً بإبداء رأي مخالف ولو مجاملةً. هي الحرب الشعواء على القضية الفلسطينية التي لا تحتمل الهوادة. #القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية".

وعلى عكس ما يروج له سعوديًا من أن تغريدة علا الفارس لم تلق إلا استياء، فقد غرد الكثيرون مادحين ما كتبته ومعتبرين ذلك وقوفًا مع الحق ومساندة لقضية عادلة.

ويُذكر أن قناة "إم بي سي" كانت سابقاً قد أوقفت علا الفارس عن العمل، بعد أن قامت بنشر صور لفتيات في تطبيق "سناب تشاب"، معلنة أنها تختار من بينهن للعمل عندها ما عرّضها لسيل من الانتقادات، رغم اعتذارها حينها عما نشرته.

 

اقرأ/ي أيضًا:

زيارة ترامب للسعودية.. ترويض العنصرية بالاستثمار والعلاقة مع إسرائيل!

ترامب وسلمان والميكافيلية في أوج صورها!