02-يوليو-2021

مصنع إسمنت في لومبارديا الإيطالية (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أورد تقرير لوكالة رويترز معلومات عن تعهد  شركة سيميكس، أكبر منتج للإسمنت في أمريكا الشمالية بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 40% قبل عام 2030 والتخلص من هذه الانبعاثات بشكل تام بحلول عام 2050، وهي أهداف طموحة تعكس الضغط المتزايد على الصناعة من قبل المشرعين والمستثمرين على السواء. لكن التحديات الحادة في التكنولوجيا، التكاليف، والتشريع البيئي، والامتثال لقواعد البناء يمكن أن تعيق هذه الجهود والالتزامات، مما يؤكد صعوبة تنظيف صناعة تعد من بين أكبر الصناعات المتسببة بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم.

يساهم الإسمنت بحوالي 8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وتعد مسألة خفض الانبعاثات من عمليات الإنتاج تحديًا كبيرًا متعدد الجوانب 

هذا ويساهم الإسمنت بحوالي 8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وفقًا لمؤسسة Chatham House ، وهي مؤسسة فكرية مقرها في لندن. وهذه النسبة أكثر بكثير مما ينتجه الطيران العالمي، كما تنتج صناعة الإسمنت ثاني أكسيد الكربون أكثر من أي دولة في العالم باستثناء الولايات المتحدة والصين والهند. إذ ينبعث ثاني أكسيد الكربون في كل مرحلة من سلسلة التصنيع والإمداد التي تدخل في صناعة الإسمنت، مما يجعل من الصعب تقليل الانبعاثات. ويبدأ تلوث ثاني أكسيد الكربون بتعدين الحجر الجيري ويستمر بالعملية الكيميائية المستخدمة لتحويله إلى إسمنت، والطاقة الكبيرة التي يتطلبها تشغيل المصانع والأفران، والوقود لشحنه إلى جميع أنحاء العالم بحسب تقرير وكالة رويترز.

اقرأ/ي أيضًا: حملة واسعة لمطالبة وزير التربية بإلغاء الامتحانات الرسمية بسبب ظروف لبنان

ومن المتوقع أن تواجه شركة سيميكس صعوبة في الوفاء بالتزاماتها لأن قوانين البناء في الولايات المتحدة الأمريكية، أحد أهم أسواقها، لا تسمح بالعديد من مكونات الإسمنت البديلة التي يمكن أن تقلل انبعاثات التصنيع. فصناعة منتجات صديقة للمناخ ستتطلب أيضًا تغييرات تنظيمية كبيرة في قوانين البناء في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمثل حوالي 22% من مبيعاتها، وحيث أن معايير البناء والقوانين الخاصة ببعض المشاريع الأمريكية يمكن أن تكون مقيدة تمامًا.

فيما يقول المشككون في تعهدات منتجي الإسمنت بأن هذه الشركات تعتمد إلى حد كبير على تقنية احتجاز الكربون التي لا تزال غير مثبتة علميًا بواسطة الدراسات، كما أنها غير ملائمة اقتصاديًا. علاوة على ذلك، فهم يؤكدون أن الشركات لا يمكنها تحقيق أهدافها المناخية دون تعاون المنظمين والمهندسين المعماريين والبنائين والمستهلكين، مما يتيح التحول إلى العمليات والمواد منخفضة الكربون.

من جانبه، قال مدير معهد إدارة الكربون وأستاذ الهندسة في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، غوراف سانت، كما نقل موقع ناسداك "نحن نتحدث عن بعض الأهداف الطموحة حقًا لما يمكن القول أنه أصعب قطاع صناعي لإزالة الكربون"، وأضاف "في انتظار حدوث اختراقات تكنولوجية كبرى في كيفية صناعة وإنتاج الإسمنت، لن يكون الأمر كذلك، ومن غير الواضح لي كيف سيتم الوفاء بهذه التعهدات نحو التخلص من انبعاثات الكربون في هذه الصناعة". 

بينما تخطط شركة سيميكس ومعها شركات أخرى أيضًا لاستخدام برامج التوازن البيئي لتحقيق أهدافها. ويتضمن البرنامج زيادة الاستثمارات في مشاريع تقلل الانبعاثات الكربونية مثل زراعة الأشجار أو إنشاء مزارع الطاقة الشمسية، لتحقيق التوازن مع الكربون الناتج عن الصناعات الملوثة. 

ويتمثل التحدي الأساسي في كيفية تصدي صناعة الإسمنت ومواجهتها لجميع الملوثات البيئية لكن دون تقليل الأرباح. بشكل خاص أن الإسمنت مادة مطلوبة في الأسواق العالمية وتحظى بمبيعات وأرباح عالية جدًا لأنها مواد رخيصة الثمن نسبيًا، وتعتمد كذلك على نمو الطلب من قبل البلدان النامية، حيث لا يستطيع البناؤون تحمل تكلفة مواد بناء أخرى ذات أكلاف مرتفعة. وتمتلك شركة سيميكس علامة تجارية تحمل اسم Vertua وهي مصنوعة من منتجات وعبر عمليات منخفضة الانبعاثات، إلا أنه يتم بيعها في الغالب في أوروبا كونها تكلف ما يصل إلى 50% أكثر من الإسمنت العادي.

كما أشارت الشركة إلى أنها تستطيع تحقيق أهدافها المناخية من خلال استخدام الطاقة المتجددة وتكنولوجيا احتجاز الكربون وأنواع الوقود البديلة في الأفران المستخدمة في صناعة الأسمنت. وأفادت بكونها قررت إنفاق 60 مليون دولار سنويًا من أجل خفض انبعاثات الكربون. وعلق مدير قسم البحث والتطوير في الشركة، دايفيد زامبيني، بالقول إن الشركة "واثقة تمامًا من قدرتها على تلبية أهدافها البيئية أو تجاوزها إذا قمنا ببعض التقنيات بشكل صحيح"، بحسب ما نقل موقع توداي أونلاين.

تأتي هذه التصريحات من قبل شركات الإسمنت بعد تعرضها لضغوط من قبل الحكومات والمستثمرين في جميع أنحاء العالم، وقد وضع الملياردير والناشط المناخي بيل غيتس صناعة الإسمنت في دائرة الضوء عندما وصفه بأنه "أكثر القطاعات إثارة للقلق في الجهود المبذولة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري". 

 

اقرأ/ي أيضًا:

مئات اللاجئين يضربون عن الطعام في بروكسل للمطالبة بتسوية أوضاعهم قانونيًا

انتشار عربي واسع لوسم "مقاطعة الإمارات" بعد افتتاح سفارة إسرائيلية في عاصمتها