09-يناير-2022

تعقيدات في ملفات عديدة قبيل المحادثات الروسية الأمريكية (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

استبعدت روسيا تقديم أي تنازلات قبيل بدء محادثات في جنيف مع الولايات المتحدة الأمريكية في محاولة لنزع فتيل الأزمة المتفجرة في أوكرانيا، بالإضافة لمحاولة تقريب وجهات النظر حول الأمن في أوروبا.

استبعدت روسيا تقديم أي تنازلات قبيل بدء محادثات في جنيف مع الولايات المتحدة الأمريكية في محاولة لنزع فتيل الأزمة المتفجرة في أوكرانيا

فقد شدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي يترأس وفد بلاده إلى المفاوضات الأمنية المزمع عقدها في جنيف يوم غد الاثنين، على رفض موسكو لإصرار واشنطن على تقديمها تنازلات أحادية الجانب، مشيرًا إلى أن واشنطن اختارت المضاربات بدلًا من النهج البناء، معتبرًا أن ذلك لا يمكن أن يكون قاعدة لنقاش مثمر حول الضمانات الأمنية.

اقرأ/ي أيضًا: مباحثات هاتفية بين بايدن وبوتين بخصوص الأزمة الأوكرانية بحثًا عن مخرج دبلوماسي

تصريحات ريابكوف التي نقلتها وكالة رويترز للأنباء عن وسائل إعلام حكومية روسية اليوم الأحد، تحدثت عن أن الجانب الروسي سيطالب في المفاوضات بعدول حلف شمال الأطلسي الناتو عن التوسع شرقًا والتخلي عن نشر أسلحة ضاربة بالقرب من الحدود الروسية.

وتحدث نائب وزير الخارجية الروسي عن أن الولايات المتحدة الأمريكية والناتو يتوجب عليهم ألا يشككوا بجدية موقف موسكو خلال المشاورات بشأن ضمان أمنها في جنيف، وقال ريابكوف إنهم يسمعون مختلف المضاربات بأن روسيا يتعين عليها القيام بهذا العمل أو ذاك، وقد رددنا مرارًا على طرح السؤال بهذه الطريقة على كافة المستويات، ولا يمكن أن تكون هناك قاعدة لأي اتفاق وحتى نقاش مثمر إذا استمر الأمر على هذا النهج.

وأكد المسؤول الروسي أنهم  لن يقدموا أي تنازلات تحت الضغط ونظام التهديدات التي تتم صياغتها بشكل دائم من قبل المشاركين الغربيين في الاتصالات المرتقبة، مشيرًا إلى أنه خاب ظنهم من الإشارات الصادرة في الأيام الأخيرة من واشنطن وبروكسل أيضًا، وأن موسكو ليست متفائلة إزاء المحادثات، وأنه لا يستبعد أن يقتصر الحوار مع واشنطن على لقاء واحد، لأنهم لا يرون جدوى من استمرار الحوار ما لم يتم الإصغاء إلى أولويات موسكو.

في المقابل أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض أمس السبت استعداد الولايات المتحدة للتباحث مع روسيا بشأن ترتيبات تخصّ الصواريخ والتدريبات العسكرية للجانبين خلال المحادثات الثنائيّة التي ستنطلق في جنيف، وذلك في محاولة لنزع فتيل التوتر بين الغرب وموسكو المتهمة بالتحضير لغزو أوكرانيا.

وقال المسؤول الأمريكي إن هناك بعض المجالات التي نعتقد أنه يمكن إحراز تقدم فيها شرط أن تكون التعهدات متبادلة. وتحدث المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن روسيا تقول إنها تشعر بالتهديد من احتمال نشر أنظمة صواريخ هجومية في أوكرانيا، مؤكدًا في هذا الإطار أن ليس لدى الولايات المتحدة أي نية للقيام بذلك، مشيرًا أنه يمكن أن يتم التوصل إلى اتفاق إذا وافقت روسيا على تقديم التزام متبادل. وأضاف المسؤول الأمريكي بأن موسكو أعربت أيضًا عن اهتمامها بمناقشة مستقبل أنظمة صواريخ معينة في أوروبا وفق مبادئ معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، ونحن منفتحون على النقاش في هذا الشأن إن كانت هناك إمكانية لفرض قيود متبادلة على حجم ونطاق التدريبات العسكرية التي تجريها الولايات المتحدة وحلف الناتو وروسيا.

وينطلق غدًا في جنيف لقاء ثنائي بين نائبي وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا ويندي شيرمان و سيرغي ريابكوف في محاولة لنزع فتيل التوتر بشأن أوكرانيا، يتلو ذلك اجتماع بين حلف شمال الأطلسي وروسيا الأربعاء المقبل في بروكسل، ومن ثم لقاء يوم الخميس مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا بغية إشراك الأوروبيين الذين يخشون تهميشهم.

وتتهم الدول الغربية روسيا بحشد نحو مئة ألف جندي عند حدود أوكرانيا تحضيرًا لغزو محتمل، وسبق أن حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن روسيا من أنها ستواجه عواقب اقتصادية وخيمة إذا أقدمت على غزو أوكرانيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أجرى مباحثات هاتفية مع نظيره الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي أكد خلالها أن فرض عقوبات جديدة سيكون خطأ فادحًا، مهددًا في نفس الوقت برد عسكري في حال استمرار خصومه في هذا النهج العدائي.

يريد الرئيس الروسي ضمانات أمنية وإنهاء توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا، إذ تقول روسيا إنها تشعر بالتهديد من احتمال قيام الولايات المتحدة بنشر أنظمة صاروخية هجومية في أوكرانيا

ويريد الرئيس الروسي ضمانات أمنية وإنهاء توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا، إذ تقول روسيا إنها تشعر بالتهديد من احتمال قيام الولايات المتحدة بنشر أنظمة صاروخية هجومية في أوكرانيا، على الرغم من أن بايدن أكد لبوتين أنه لا ينوي القيام بذلك. كما تطالب روسيا باتفاق واسع يمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وسحب كل القوات الأمريكية من الدول التي تقع في أقصى شرق حدود حلف شمال الأطلسي، وهي مطالب تقول الولايات المتحدة والدول الغربية إنها غير مقبولة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

روسيا والغرب يستبقون مباحثات جنيف بالتهديدات