22-فبراير-2019

منع الجيش الروسي ونظام الأسد المساعدات الإنسانية من الوصول إلى مخيم الركبان (تويتر)

لم يمرّ يومٌ واحدٌ على تصريح بثينة شعبان المستشارة الإعلاميّة والسياسيّة لرئاسة النظام السوريّ من موسكو، والذي طالبت فيه الولايات المتّحدة بالخروج من قاعدة التنف العسكريّة حتّى تواردت الأخبار حسب وكالة رويترز عن أنّ الجيش الروسي ومعه جيش النظام السوري منعا دخول شحنات مساعدات إنسانيّة إلى مخيّم الركبان الواقع بين الحدود العراقيّة السوريّة الأردنيّة، والذي يقع على بعد بضعة عشرات من الكيلومترات عن قاعدة التنف على الطريق الواصلة بين دمشق وبغداد وهي إحدى أهمّ الطرقات التي كانت تزوّد الجيش النظامي بالأسلحة والذخيرة الإيرانيّة في سنين الحرب السوريّة الأولى.

منع الجيش الروسي ومعه جيش النظام السوري دخول شحنات مساعدات إنسانيّة إلى مخيّم الركبان الواقع بين الحدود العراقيّة السوريّة الأردنيّة، رغم الحاجة الماسة إليها

وكانت وزارة الدفاع الروسيّة نشرت السبت الماضي بيانًا مشتركًا أعلنت فيه أنّها ستقوم وتحت إشراف الشرطة العسكريّة الروسيّة  بفتح ممرّين "إنسانيّين" صباح الثلاثاء 19 شباط/ فبراير في منطقتي جليغم وجبل الغراب لاستقبال السوريّين "الرّاغبين" بالعودة إلى مناطقهم.

اقرأ/ي أيضًا: إدلب.. حصن المعارضة الأخير في مواجهة جحيم النظام

إلّا أنّ سكّان هذا المخيّم الذي يقارب عددهم الخمسين ألفًا معظمهم من النساء والأطفال يتعرّضون لحصار خانق منذ الصيف الماضي، من قبل الروس وقوّات النظام الذين يمنعان عن المخيّم كافّة أنواع المساعدات الدّوليّة ومستلزمات الحياة الرئيسيّة من غذاء ووقود، ويتخوّف السكّان من العودة إلى الأراضي التابعة لسيطرة النظام بسبب ما يصفونه بالأعمال الانتقاميّة التي قد تمارس ضدّهم بسبب انخراطهم في المعارك ضد القوّات الحكوميّة، أو بسبب تخوّفهم من تجنيدهم الإجباري في الجيش السوري حال عودتهم. وكانت قيادات مدنيّة من داخل المخيّم قد وصفت المحاولات السوريّة - الروسيّة بالابتزاز وطالبت بخروج آمن للسكّان المدنيّين نحو الشمال السوري تحت حماية التحالف الدّولي لمحاربة الإرهاب، الذي تقوده الولايات المتّحدة الأمريكيّة. سيما وأنّ هذا المخيّم كان قد أُنشئ إبّان سيطرة تنظيم الدّولة على مناطق شرق سوريا ما دفع السكّان إلى النزوح إليه.

وكانت منظّمة يونيسيف للأطفال التابعة للأمم المتّحدة قد حذّرت الشهر الماضي من تردّي الأوضاع الإنسانيّة في مخيّم الركبان خصوصًا بسبب البرد القارص في الشتاء، وغياب المساعدات الإنسانيّة على لسان المدير الإقليمي للمنظّمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجاء التصريح بعد أن شهد المخيّم عدّة حالات وفاة لأطفال من جرّاء البرد ونقص الأدوية واللقاحات.

اقرأي/ أيضًا: لاجئو عرسال.. هربًا من الحرب السورية إلى التوحش اللبناني

من جهتها حذّرت منظّمة الصحّة العالمية هي الأخرى من ما سمّته تفشّي الأمراض الشتويّة بين الأطفال في المخيّم، بسبب نقص الإمداد بالمياه النظيفة وسوء شبكات الصرف الصحّي.

حذرت منظّمة يونيسيف  من تردّي الأوضاع الإنسانيّة في مخيّم الركبان خصوصًا بسبب البرد القارص في الشتاء، وغياب المساعدات الإنسانيّة

من الجدير بالذكر أن الأمم المتّحدة وعلى لسان المتّحدثة باسمها في دمشق فدوى بارود، ذكرت انّ المنظّمة الدوليّة لن تشترك في عمليّات الإجلاء ولن تكون في الموقع غير أنّها ترحّب بأي جهود تنهي معاناة النازحين في المخيّم. ويأتي هذا التصريح بعد أن استطاعت الأمم المتّحدة ومعها الهلال الأحمر السوري من إدخال مساعدات إنسانيّة منتصف شباط/فبراير الجاري لا تكفي احتياجات المخيّم لأكثر من شهر واحد على أبعد تقدير، الأمر الذي اعتبر محاولة من النّظام وحليفه الرّوسي للضغط على قاطني المخيّم كغيره من المخيّمات، لإجبارهم على الخروج "الطوعي" بغية تلميع صورته دوليًّا، في السباق الذي يأخذه الحليفان على عاتقهما لإثبات مقولة أن الأزمة انتهت وأنّ الشعب عاد إلى مناطقه وأنّه لا بد من الحديث عن إعادة إعمار البلاد، وجلب الاستثمارات إليها بعد إصلاحات شكليّة وتعديلات ثانويّة في دستور السلطة المفروض على البلاد منذ ما يقارب الخمسة عقود.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يقود الأردن تنسيق الاتصالات الأمريكية السورية؟

اقتل سوريًا.. أسبوع الكراهية