12-يناير-2025
غزة

سجن النقب الصحراوي (الأناضول)

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في تقرير صدر اليوم الأحد، عن شهادات مروعة لمعتقلي غزة توثق الانتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها في سجون الاحتلال ومعسكراته.

التقرير الذي استند إلى زيارات تمت لـ23 معتقلًا بين 6 و8 كانون الثاني/يناير الجاري في سجن النقب ومعسكر نفتالي، ألقى الضوء على ممارسات وحشية، شملت التعذيب الجسدي والنفسي، والإهمال الطبي، وظروف الاحتجاز المزرية.

وتضمّن التقرير إفادات مؤلمة للمعتقلين، حيث أفاد المعتقل (م.ح)، البالغ من العمر 21 عامًا، والذي اعتُقل في كانون الأول/ديسمبر 2024، بتعرضه لاعتداءات وحشية فور اعتقاله. وقال: "نُقلت إلى ساحة البراوي حيث تعرضت للضرب المبرح طوال يوم كامل، ثم رُشقت بالمياه العادمة، وتبول الجنود علينا. بعد ذلك، نُقلنا إلى معسكر حيث بقينا 27 يومًا راكعين على الركب ومعصوبي الأعين ومقيدي الأيدي والأقدام". وأضاف: "اليوم نعيش في ظروف قاسية، نرتجف من البرد ونموت ببطء".

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، عن شهادات مروعة لمعتقلي غزة، توثق الانتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها في سجون الاحتلال ومعسكراته

شهادة أخرى صادمة جاءت من المعتقل (م.د)، الذي اعتُقل من أحد مواقع الإيواء مع عائلته. فقال: "بعد نقلي إلى غلاف غزة، تعرضت للضرب المبرح الذي تسبب في سقوط عيني البلاستيكية. أعاني الآن من تجويف في العين، ولم يكتفِ الجنود بذلك، بل أخذوا نظارتي".

 

وقال المعتقل (خ.ج) متحدثًا التعامل الهمجي لسجاني الاحتلال: "في بداية اعتقالي كنا نعيش في جحيم لا نعرف فيه مصيرنا، تعرضنا لكل أشكال الجرائم والتنكيل والحرمان، اليوم نواجه الجوع، فكميات الطعام قليلة جدًا وغير صالحة للاستخدام الآدمي، نُجبر على جمع بقايا الطعام لنأكل وجبة واحدة فقط ليلًا".

من شهادات المعتقلين: "عند نقلي إلى سجن النقب، حرقوني بالماء الساخن من خلال رشقي بالماء الساخن بإبريق كهربائي، وما تزال آثار الحروق واضحة على جسدي"

وأوضح المعتقل (م.أ)، 25 عامًا، والذي تم اعتقاله من إحدى المدارس، أنه تعرض للضرب والتعرية والتحقيق الميداني قبل نقله إلى معسكر في القدس. قال: "نُقلت بين عدة سجون ومعسكرات، واليوم يعاني المعتقلون من التعب والهزال الشديد. نواجه حالات إغماء متكررة، والأسرى جوعى ومرضى، يرتعشون من البرد طوال الليل".

فيما تحدث المعتقل (ع.ه)، 21 عامًا، عن إصابته بمرض الجرب وأوضاعه الصحية الصعبة. وقال: "أعاني من ضغط في العين، ومنذ طفولتي لا أرى بعيني اليمنى، واليوم عيني اليسرى في خطر شديد، مع ذلك، لا أحصل على أي رعاية طبية، وأظل جائعًا طوال الوقت".

من شهادات المعتقلين: "تعرضت للضرب المبرح طوال يوم كامل، ثم رُشقت بالمياه العادمة، وتبول الجنود علينا"

وبين شهادات المعتقلين، تبرز إفادة المعتقل (ك، ن) البالغ من العمر 45 عامًا، والمعتقل منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023، فقال: "منذ اعتقالي تعرضت للضرب المبرح، حتى أُصبت بكسور في جسدي، في محاولة لانتزاع اعترافات مني، وبقيت في معسكر في غلاف غزة لمدة 58 يومًا"، مضيفًا: "عند نقلي إلى سجن النقب، حرقوني بالماء الساخن من خلال رشقي بالماء الساخن بإبريق كهربائي، وما تزال آثار الحروق واضحة على جسدي، اليوم أعيش بالخيام، والخيام ممزقة، نعاني من البرد القارس، واليوم نموت من البرد ومن الجوع".

وكشف التقرير الصادر من نادي الأسير، عن أن معسكرات مثل "سديه تيمان"، "نفتالي"، و"عناتوت" أصبحت مواقع رئيسية للتعذيب، إلى جانب السجون المركزية. ووفق الشهادات، فإن هذه المواقع شهدت عمليات اعتداء جنسي وتعذيب وحشي، حيث تحولت إلى أدوات قمع ممنهج بحق الأسرى.

وأشار التقرير إلى أن الاحتلال يواصل سياسة الإخفاء القسري، مع تقديرات تفيد بوجود آلاف المعتقلين من غزة، بينهم نساء وأطفال. ومنذ بدء العدوان على غزة، استشهد 54 أسيرًا ومعتقلًا، بينهم 35 من معتقلي غزة، في حين تمنع سلطات الاحتلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة الأسرى.

كما دعت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم وظروف اعتقالهم.