تعثّر في مفاوضات التبادل: لا تقدم بشأن قوائم الأسرى الفلسطينيين
10 أكتوبر 2025
تتواصل حالة الغموض بشأن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وسط أنباء متضاربة وتصريحات متباينة من كلا الجانبين.
فعلى الرغم من الزخم السياسي والإعلامي الذي رافق المفاوضات خلال الأيام الماضية، تشير مصادر خاصة لـ"الترا فلسطين" إلى أن الملف لا يزال يراوح مكانه، في ظل خلافات حادّة حول قوائم الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم، ما يهدّد بإطالة أمد التفاوض وربما انهيار المسار بأكمله.
بيان مرتقب للفصائل الفلسطينية
قالت مصادر مطلعة لموقع "الترا فلسطين" إنّ القوى السياسية الفلسطينية المشاركة في مفاوضات القاهرة، حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تستعد لإصدار بيان مشترك خلال الساعات القريبة، يتناول آخر مستجدات ملف التفاوض حول الأسرى.
وأوضحت المصادر أنّ البيان سيُشير إلى تعطيل الاحتلال لمسار المباحثات عبر رفضه القائمة التي قدّمتها حركة حماس للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وهو ما تسبب في تجميد التفاهمات التي كانت قيد النقاش مع الوسطاء.
الت مصادر مطلعة لـ"الترا فلسطين" إنّ حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية تعتزم إصدار بيان مشترك قريبًا بشأن مستجدات مفاوضات الأسرى في القاهرة
بدوره، قال المتحدث باسم حركة حماس في غزة، حازم قاسم، في تصريح لـ"التلفزيون العربي"، إنّ مكتب إعلام الأسرى التابع للحركة هو الجهة المخوّلة بالإعلان رسميًا عن أسماء الأسرى الذين سيُفرج عنهم ضمن صفقة التبادل المرتقبة.
وأضاف قاسم أنّ حماس لا تضمن التزام الاحتلال بالاتفاق في ظلّ مراوغاته المتكرّرة خلال مسار المفاوضات، مشددًا على أن المرحلة الأولى من الاتفاق يجب أن تشكّل بدايةً لإنهاء العدوان على قطاع غزة بشكل كامل.
تمسّك حماس بقائمتها الأصلية
كشفت مصادر مطلعة على سير المفاوضات لـ"الترا فلسطين"، ظهر الجمعة، أن المباحثات الجارية بشأن قائمة الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل لم تُحرز أي تقدم يُذكر حتى الآن.
وأوضحت المصادر أن حركة حماس ما تزال متمسكة بالقائمة التي قدّمتها للوسطاء منذ بداية المفاوضات، في حين أجرى الاحتلال الإسرائيلي تعديلات متكرّرة عليها، الأمر الذي أدى إلى تعطيل مسار التفاهمات ومنع الوصول إلى صيغة نهائية متفق عليها.
تحذيرات من انهيار المسار التفاوضي
وحذّرت الحركة، وفقًا للمصادر نفسها، من أن استمرار التعنت الإسرائيلي في هذا الملف الحسّاس قد يؤدي إلى انفجار المسار التفاوضي بالكامل، في وقتٍ تتزايد فيه الضغوط الشعبية والرسمية للإسراع في إنجاز الصفقة التي وُصفت بأنها الأكثر تعقيدًا منذ سنوات.
نفي رسمي للقوائم المتداولة
وكان مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين قد أصدر بيانًا فجر الجمعة نفى فيه صحة القوائم المتداولة على بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقع التواصل، مؤكدًا أنها "غير دقيقة ويُروّج لها الاحتلال بهدف الضغط والتشويش على مجريات التفاوض".
وأشار المكتب إلى أنّ أي قائمة رسمية بأسماء الأسرى المفرج عنهم لن تُنشر إلا بعد التوصل إلى اتفاق نهائي، مؤكدًا أنّ الإعلان الرسمي سيتم حصريًا عبر منصات مكتب إعلام الأسرى.
مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين أصدر بيانًا فجر الجمعة نفى فيه صحة القوائم المتداولة على بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية
قائمة إسرائيلية تثير الجدل
في المقابل، نشرت وزارة القضاء الإسرائيلية قائمة قالت إنها تتضمن أسماء 250 سجينًا ومعتقلًا من الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل.
وأوضح الموقع الرسمي للوزارة أن الأسماء الواردة في القائمة تخصّ أسرى تحتجزهم مصلحة السجون الإسرائيلية، وأن الإفراج عنهم سيجري وفق الخطة التنفيذية المعتمدة في القرار الحكومي، من دون أن تقدّم الوزارة أي تفاصيل إضافية حول مراحل الإفراج أو الفئات المشمولة.
غموض يخيّم على المشهد
وبينما تواصل الأطراف المعنية تبادل الرسائل عبر الوسطاء، يخيّم الغموض على مصير الصفقة في ظل غياب أي اختراق سياسي حقيقي.
ويقول مراقبون إن تمسّك كل طرف بشروطه وعدم الثقة المتبادلة يجعلان من المرحلة الحالية الأصعب منذ بدء المفاوضات، خصوصًا مع حساسية الملف داخل إسرائيل وتداعياته على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.