25-أغسطس-2022

تطورات حاسمة بشأن مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني (Getty)

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بانها أنهت مراجعتها للمقترحات الإيرانية على مسودة الاتفاق النووي، وأرسلتها للاتحاد الأوروبي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن "الولايات المتحدة ردت على تعليقات إيران بشأن النص النهائي الذي قدمه الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي"، وأضاف "تسلمنا من خلال الاتحاد الأوروبي تعليقات إيران على النص النهائي الذي اقترحه الاتحاد، وانتهت مراجعتنا لتلك التعليقات، وقدمناها للاتحاد الأوروبي".

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بانها أنهت مراجعتها للمقترحات الإيرانية على مسودة الاتفاق النووي، وأرسلتها للاتحاد الأوروبي

من جانبها أعلنت الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها ناصر كنعاني أنها استلمت الرد الأمريكي على المقترحات الإيرانية، وأوضح كنعاني بأن "طهران تلقت عصر الأربعاء الرد من واشنطن بواسطة المنسق الأوروبي"، وأضاف" لقد بدأت بالفعل دراسة تفصيلية لملاحظات الجانب الأمريكي، وبعد الانتهاء من ذلك ستعلن الجمهورية الإسلامية الايرانية للمنسق الأوروبي عن وجهة نظرها في هذا الصدد".

وكان مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أعلن الثلاثاء أنه "من الممكن التوصل لاتفاق نووي مع إيران هذا الأسبوع"، وقال بوريل في تصريح لإذاعة "تي في أو" الإسبانية إن "إيران ردت على المقترح الأوروبي الأسبوع الماضي، ووافقت عليه مع إجراء بعض التعديلات"، وأضاف أن "غالبية" الدول المعنية في مفاوضات إحياء الاتفاق وافقت على التعديلات الإيرانية.

حراك إسرائيلي مضاد

وفي سياق متصل جدد رئيس وزراء الاحتلال يائير لبيد اليوم الأربعاء التأكيد على معارضة "إسرائيل" للاتفاق النووي الذي يتم بلورته مع إيران، مؤكدًا أن "تل أبيب لن تلتزم به في حال التوقيع عليه". وخلال لقائه مع صحفيين أجانب بالقدس المحتلة قال إن "إسرائيل لا تعارض أي اتفاق مهما كان، نحن نعارض هذا الاتفاق لأنه سيئ، ولا يمكن قبوله بنصه الحالي". وأضاف "بنظرنا، إنه لا يلائم المعايير التي حددها الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي تتعهد بمنع إيران من التحوّل إلى دولة نووية".

واعتبر لبيد أن الاتفاق المطروح حاليًا على الطاولة سيساعد على "زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وعلى ترويج الإرهاب في كل أنحاء العالم"، فالأموال التي ستمنح لإيران والمقدرة بـ 100 مليار دولار سنويًا، لن "تُصرف على بناء مدارس أو مستشفيات". وانتقد لبيد الزعماء الغربيين قائلًا "دول الغرب ترسم خطًا أحمر، والإيرانيون يتجاهلون ذلك"، وتابع "أخبرتهم أن المفاوضات وصلت إلى نقطة حيث يجب أن تتوقف، أوضحنا للجميع إذا تم التوقيع على هذا الاتفاق فلن يكون ملزمًا لإسرائيل، وسنعمل على منع إيران من أن تصبح دولة نووية".

هذا وأعلن وزير دفاع الاحتلال بني غانتس عن توجهه إلى واشنطن اليوم الخميس لبحث الملف النووي الإيراني مع الإدارة الأمريكية، ومن المقرر أن يزور غانتس مقر القيادة المركزية الأمريكية في فلوريدا، حيث سيلتقي قائد القاعدة الجنرال مايكل كوريلا، كما سيلتقي غانتس في وقت لاحق بواشنطن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن غانتس سيبحث خلال لقائه مع المسؤولين في واشنطن "كيفية منع استغلال، ونقل الأموال التي سيفرج عنها وستتدفق على طهران إلى المليشيات الإيرانية، وألا تستخدم في عمليات إرهابية"، وتابعت الصحيفة "سيتناول غانتس في لقاءاته بواشنطن العودة  إلى الاتفاق النووي مع إيران، ومسألة كيفية ضمان عدم تدفق الأموال الكبيرة التي سيتم الإفراج عنها للإيرانيين على ميليشياتهم واستخدامها في حملة إرهابية".

من جهته وخلال لقاء مع شبكة "فوكس" الأمريكية، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن "الاتفاق مع إيران سيعيد وضع نظام تفتيش أكثر صرامة يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وسيمكّن من نشر مفتشين في الميدان لرؤية ما يقوم به الإيرانيون". وأضاف كيربي أن "الولايات المتحدة تتفهم مخاوف إسرائيل، لكن الرئيس جو بايدن يعتقد أن أي مشكلة في الشرق الأوسط سيصعب حلها في ظل وجود إيران مسلحة نوويًا"، مشيرًا  إلى أن "واشنطن تريد عودة إيران إلى هذه الصفقة من أجل القضاء على إمكانية امتلاك طهران للسلاح النووي"، مؤكدًا أن "الدبلوماسية هي أفضل طريق للمضي قدمًا لتحقيق نتيجة".

في المقابل، نقلت وسائل إعلام ايرانية عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي اليوم الأربعاء تأكيده أن "طهران لن تسمح بعمليات تفتيش تتجاوز ما هو منصوص عليه في الاتفاق النووي المبرم عام 2015"، وأضاف اسلامي "نحن ملتزمون بعمليات التفتيش ضمن إطار الاتفاق النووي المرتبطة بالقيود النووية التي قبلناها في الماضي، لا كلمة واحدة أكثر ولا كلمة واحدة أقل". وأشار المسؤول الإيراني إلى أن "بلاده تلتزم بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، المعروفة باسم معاهدة "إن بّي تي"، وبالضمانات"، موضحًا أن "النظام الصهيوني المجرم لم يسمح للوكالة بالوصول إلى أنشطته النووية، وهو يحمل راية تشديد العملية النفسية والسياسية ضد إيران، ونحن لا نتوقع من المدير العام للوكالة أن يطرح ما هو مطلب للكيان الصهيوني". ونفى إسلامي وجود أي "موقع نووي غير معلن، والمزاعم بهذا الشأن غير جديدة"، مشددًا على "مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إغلاق ملف المواقع النووية المزعومة قبل تنفيذ أي اتفاق".

مناورات عسكرية

وفي سياق آخر، انطلقت في إيران مناورات حربية تحت اسم "الجيش 1401" تستمر يومين، وتشمل 150 طائرة مسيرة، وستغطي سواحل إيران على الخليج، وسيتم اختبار الدقة، والقوة التسليحية ونسبة استمرار التحليق، وقدرات أنظمة التوجيه والتحكم والقدرات القتالية لهذه المسيرات، بحسب ما أوردته وسائل إعلام إيرانية.

‏وقال قائد المناورات والمساعد التنسيقي لقائد الجيش الإيراني الأميرال  حبيب الله سياري الثلاثاء، إن "مناورات الجيش 1401 المشتركة للطائرات المسيرة ستجري بمشاركة الصنوف الأربعة للجيش"، لافتًا الى أنه "سيجري اختبار مسيرات حديثة تم إنتاجها في وزارة الدفاع بالتعاون مع الشركات المعرفية". وشدد سياري على "نقل التجارب إلى  الكوادر الشبابية، والتدريب وزيادة الاستعداد القتالي للتعامل مع التهديدات كأهداف أخرى لهذه المناورات". وتابع أن "هذه المناورات المشتركة للمسيرات على مستوى القوات الأربع للجيش، ومقر الدفاع الجوي المشترك تجري لأول مرة، حيث أنها تجري في مياه الخليج الفارسي وبحر عمان من الجنوب إلى الشرق والغرب والشمال ووسط البلاد".

وتأتي هذه المناورات بعد يوم من إعلان متحدث عسكري أمريكي عن تنفيذ القوات الأمريكية ضربات في شرق سوريا  بأمر من الرئيس جو بايدن استهدفت منشآت وبنية تحتية  تستخدمها مجموعات عسكرية مسلحة مرتبطة بالحرس الثوري الايراني. وجاء في بيان للمتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي العقيد جو بوتشينو أن "الضربات في محافظة دير الزور استهدفت منشآت بنى تحتية تستخدمها مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني". وقال بوتشينو إن "هذه الضربات الدقيقة تهدف إلى الدفاع عن وحماية القوات الأمريكية من الهجمات، على غرار تلك التي نفذتها مجموعات مدعومة من إيران في 15 آب/اغسطس ضد عناصر من الولايات المتحدة، عندما استهدفت موقعًا للقوات المناهضة للجهاديين بقيادة الولايات المتحدة دون أن تتسبب بسقوط ضحايا".

كما نقلت شبكة "سي آن آن" عن نفس المتحدث قوله إن "ضربات الثلاثاء استهدفت تسعة مخابئ ضمن مجمّع يستخدم لتخزين الذخيرة ولأغراض لوجستية". ولم ترد معلومات عن وقوع إصابات إو عن الجهة المستهدفة بالعملية الأمريكية في دير الزور، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرًا له أكد بأن "انفجارات دوت في دير الزور فجرًا نتيجة ضربات جوية من طائرات أمريكية استهدفت مستودعات عياش ومعسكرًا للميليشيات الإيرانية في دير الزور". وأضاف المرصد "أسفرت الضربات الجوية بصواريخ شديدة الانفجار عن تدمير مستودعات عياش، ومعسكر الصاعقة الذي تتخذه ميليشيا فاطميون الأفغانية مركزًا لها، وسط معلومات عن مقتل ستة من الحراس من جنسيات سورية وغير سورية، وجرحى في صفوف الميليشيات".

يأتي هذا الهجوم بالتزامن مع إعلان وسائل إعلام إيرانية عن مقتل جنرال في الحرس الثوري بينما كان "يؤدي مهمة في سوريا كمستشار عسكري" بحسب توصيف وسائل الإعلام الإيرانية، فقد ذكرت وكالة "مهر" الثلاثاء أن "قياديًا في القوة البرية للحرس الثوري الإيراني قُتل في سوريا، حيث كان في مهمة استشارية"، في حين قالت وسائل إعلام إيرانية أخرى إن "المستشار العسكري أبو الفضل عليجاني قتل فجر  الاثنين في سوريا، وسينقل جثمانه إلى إيران لتشييعه خلال الأيام المقبلة"، من دون أن تقدم مزيدًا من التفاصيل عن ظروف مقتله.

أعلن وزير دفاع الاحتلال بني غانتس عن توجهه إلى واشنطن اليوم الخميس لبحث الملف النووي الإيراني مع الإدارة الأمريكية

هذا ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أي صلة لإيران بالمواقع المستهدفة، قائلًا إن "الهجوم الأمريكي على البنية التحتية، والشعب السوري، انتهاك لسيادة سوريا ووحدة أراضيها. المواقع المستهدفة لا صلة لها بالجمهورية الإسلامية".