02-يناير-2021

إعلان ترويجي لتطبيق تندر في برلين (Getty)

قبل 20 سنة تقريبًا، خرجت فكرة المواعدة "أونلاين" إلى العلن للمرة الأولى، من خلال موقع Match.com الذي أتاح لزواره فرصة البحث وإيجاد شريك لهم. وتطورت هذه المواقع مع الوقت بشكل كبير وانتشرت بشكل واسع خاصة في ظل الثورة الرقمية وظهور الهواتف الذكية.

 أشارت دراسة حديثة نشرها موقع brookings، إلى أن عدد مستخدمي تطبيقات المواعدة قد ازداد بنسبة 15%  خلال الربع الثاني من سنة 2020

 في شباط/فبراير 2020 نشر موقع pew research center  دراسة تفيد أن ثلاثة أشخاص راشدين من أصل عشرة، استخدموا تطبيقات المواعدة مرّة واحدة على الأقل من قبل. وتشير الدراسة نفسها إلى أن 57% من الأمريكيين يرون أن فرص نجاح العلاقات التي تبدأ عبر تطبيقات المواعدة، أكبر من فرص نجاح العلاقات التقليدية التي تبدأ باللقاء المباشر.

اقرأ/ي أيضًا: الجنس أولًا في مصر.. بشهادة مواقع المواعدة

تستطيع الخوارزميات التي تستخدمها تطبيقات المواعدة فهم ميول ورغبات المستخدمين بمستويات عالية من الدقة، وبالتالي فإنها تقدّم لهم خيارات مناسبة، الأمر الذي يبرّر الإقبال الكبير على هذه التطبيقات في السنوات الأخيرة. 

يلجأ كثيرون اليوم إلى عالم "المواعدة الإلكترونية" لأسباب عديدة، حيث يتيح لهم هذا الخيار تجنّب الكثير من المشاكل التي قد يواجهونها في المواعدة التقليدية. وتشير معظم الدراسات الحديثة في هذا المجال، إلى أن معظم الأشخاص الذين يستخدمون تطبيقات المواعدة، يبحثون في الحقيقة عن علاقات طويلة الأمد، بعكس النظرة الشائعة التي  تعتقد أن هذا النوع من العلاقات هو للتسلية فقط.   

ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة plose one، فإن المواعدة "أونلاين" تشجع الاختلاط بين الأشخاص ذوي مستويات التعليم المختلفة، وخاصةً بين النساء ذوات التعليم العالي، والرجال الأقل تعليمًا. كما تسهل هذه التطبيقات العلاقات بين أشخاص في جغرافيات متباعدة، حيث يمكن للمستخدم مواعدة شريك يقطن على بعد آلاف الأميال منه. وبحسب الدراسة، فإن تطبيقات المواعدة ازدهرت بشكل خاص خلال فترات الإغلاق والتباعد الاجتماعي.

وبالرغم من الطفرة الكبيرة التي يشهدها عالم المواعدة أونلاين، مستفيدًا من عوامل كثيرة، أبرزها جائحة كوفيد 19 والإجراءات المترتبة عليها، فإن هذا الأسلوب في المواعدة لا يزال يعاني من بعض المشاكل والثغرات، ما يجعل البعض يتردّد قبل استخدامها، ويفضل الاستمرار في الطرق التقليدية. 

 أحصى تطبيق تندر، عملاق تطبيقات المواعدة، أكثر من 3 مليارات عملية تفاعل، اتصال فيديو أو بحث عن شريك جديد، بين مستخدميه خلال الربع الثاني من سنة 2020

المشكلة الأولى والأكبر التي تواجه مستخدمي تطبيقات المواعدة هي الحسابات الوهمية والمزيفة. فبحسب دراسة نشرت على مدونة جوزيف روسل المتخصصة بالإحصاءات، فإن 51 % من مستخدمي هذه التطبيقات، تعرّضوا  للخداع على الأقل مرة واحدة من حسابات مزيّفة، تتراوح أعمار معظمهم بين 41 و50 سنة.

اقرأ/ي أيضًا: إدمان الجنس عبر الإنترنت.. آثار اجتماعية ونفسية تلاحق الفتاة أيضًا

دراسة أخرى تظهر مخاوف الناس من استخدام هذا النوع من التطبيقات، نشرها موقع كاسبرسكي، تظهر أن 63 % من المستخدمين، يخشون أن تتم سرقة حساباتهم أو قرصنتها، من خلال المعلومات التي يقدمونها خلال التعارف. فيما يخاف 61 % منهم أن تتم سرقة بياناتهم، أو أن يتمّ تسريب المحادثات، ما قد يعرّضهم للابتزاز أو التهديد، أو للإحراج على الأقل. 

وبحسب الدراسة نفسها، فإن 13 % من المستخدمين يستعملون هذه التطبيقات للوصول إلى علاقات جنسية. أما بالنسبة للفترة المتوقعة قبل حصول اللقاء الأول، فإن 19% قالوا أنهم انتظروا اكثر من سنة قبل اتخاذ هذه الخطوة، فيما قال 13 % أنهم لم ينتظروا سوى بضع ساعات قبل الانتقال إلى المقابلة المباشرة في الحياة الواقعية.

وردًا على سؤال حول أكثر ما يخيفهم خلال المواعدة، قال 13 % أنهم يخشون أن يرفضهم الشريك ولا يتقبلهم خلال اللقاء الأول، وهي النسبة الأعلى من إجابات الفئة المستهدفة، فيما يخشى 12 % منهم بشكل أساسي من أن يتطرق الشريك إلى أحاديث غير مريحة مع الوقت، قد تتعلق بالجنس أو المعتقدات السياسية والدينية. 

لكن ومع كل الإشكاليات المطروحة حول استخدام مثل هذه التطبيقات، أشارت دراسة حديثة نشرها موقع brookings، إلى أن عدد مستخدمي تطبيقات المواعدة قد ازداد بنسبة 15%  خلال الربع الثاني من سنة 2020. أي في وقت ذروة الموجة الأولى من فيروس كورونا. فيما أحصى تطبيق تندر، عملاق تطبيقات المواعدة، أكثر من 3 مليارات عملية تفاعل، اتصال فيديو أو بحث عن شريك جديد، بين مستخدميه خلال ذات الفترة. بينما تحدث موقع cnbc، الذي أجرى دراسة حول تأثير وباء كورونا على المواعدة أونلاين خلال آذار/مارس 2020، عن أن معدل طول مكالمات الفيديو على تطبيق tender زاد بنسبة 30%، فيما زادت الرسائل النصية على تطبيق inner circle بنسبة 116 %خلال الفترة نفسها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"وصفوا لي الحب".. أيديولوجية العاطفة في القرن الـ21

أنثروبولوجيا الهاتف الذكي