21-مارس-2018

مقاتلات إماراتية (سبوتنيك)

ليست المرة الأولى وربما لن تكون الأخيرة، التي يقوم فيها سلاح الجو الإسرائيلي بالمشاركة في مناورات رفقة سلاح الجو الإماراتي وبإشراف البحرية الأمريكية. إذ شاركت هذا الأسبوع القوات الإماراتية والإسرائيلية رفقة القوات الأمريكية في التدريبات الدولية السنوية المسماة "Iniohos" في اليونان.

ليست هذه المرة الأولى التي تشارك الإمارات في أنشطة وتدريبات عسكرية مع إسرائيل، بل لشركات إسرائيلية أمنية عديدة استثمارات كبرى في الإمارات

شاركت في هذه المناورات الجوية إلى جانب الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، كل من اليونان وبريطانيا وقبرص وإيطاليا. الجدير بالذكر أنه في العام الماضي في نفس التوقيت تقريبا في آذار/مارس، شاركت الإمارات رفقة إسرائيل في هذه المناورة، ما يعني أن التطبيع الحربي الجوي مع إسرائيل أصبح عرفًا سنويًا إماراتيًا.

اقرأ/ي أيضًا: التطبيع مع إسرائيل بأموال النفط وملوك الطوائف

تدريبات جوية في إطار قطار التطبيع السريع!

كان شعار العام الماضي للتدريبات الجوية، الذي نقله تقرير الجيش الأمريكي وتحدثت عنه صحيفة هآرتس الليبرالية الإسرائيلية، تعزيز العلاقات بين الدول المشاركة، للحفاظ على الاستعداد المشترك والتشغيل المتبادل. وكانت المشاركة الإسرائيلية في التدريبات الدولية انطلقت في مرحلة أولى من قاعدة أوفدا/عبدات الجوية في جنوب البلاد، على الشفير الغربي لوادي عربة في شريط صحراء النقب في كانون الأول/ديسمبر من العام 2017، إلى جوار ثماني أسلحة جو أخرى، إذ شاركت القوات الجوية للولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا واليونان والهند في تلك المرحلة. وكانت تلك المرة الأولى التي تشارك فيها القوات الجوية الألمانية والفرنسية في التدريبات الجوية في إسرائيل.

من بين وظائف ما بعد التقاعد للجنرالات الإسرائيلين تقديم الاستشارات وفتح الاستثمارات الأمنية في الإمارات

في ذلك الوقت، قالت القوات الجوية الإسرائيلية أنه "على الرغم من الأهمية العملية للتمرين، إلا أن الإنجاز الحقيقي كان دبلوماسيًا، لكن خطط القوات الجوية الإسرائيلية هي  تواصل المشاركة في هذا التمرين باعتباره تقليدًا، وتوسيع مشاركة حلفاء إسرائيل في المنطقة".

وجدير بالتذكر أن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، كما في المجالات الأخرى، فهو مزدهر في إطار اللوجستيات الحربية الجوية عبر مناورات عدة، وحتى مؤتمرات علنية مشتركة مع عدد من الدول ضمنها إسرائيل. ومن بين ما يمكن استحضاره تصريح  اللواء الركن طيار عبدالله الهاشمي حين وصف الإمارات وإسرائيل بالإخوة في العام الماضي، بل إن العلاقات بين البلدين بمثابة علاقة حلفاء بينهم شراكة استراتيجية و تعاون يجعل من رضا إسرائيل، بالتالي اللوبي الصهيوني في واشنطن أولوية "وطنية" لدى الإمارات.

حصاد إسرائيلي مجاني لآثار التطبيع

في كل يوم يمر، تربح إسرائيل مزيدًا من الأرض في ساحة علاقاتها بالأنظمة العربية، خاصة في مصر والسعودية والإمارات. إذ رصدت تقارير صحفية عديدة  تعاون على مستوى رفيع على المستوى الاستخباراتي والعسكري بين الرياض وتل أبيب. إلى الحد الذي جعل الجيروزالم بوست تتساءل، العام الماضي، هل هو هو حلم أو علم؟ بعد أن ورد على لسان رام بن باراك نائب رئيس الموساد والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية، قوله أن هذا التعاون "ليس مفاجئا".

اقرأ/ي أيضًا: معاريف: إسرائيل تُسلّح أبوظبي وتقصف سيناء بمباركة مصرية

و بعد أن باتت السعودية أقرب إلى أن تكون منصة رسمية لصوت إسرائيل في العالم العربي من خلال جريدة إيلاف الممولة رسميًا، وهي منصة يمكن أن يكتب فيها المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مقالة باهتة على طياتها. بل ومنها تنطلق تهديدات مباشرة وصريحة لدول عربية أخرى وللمقاومة الفلسطينية على السواء. مثل التصريح الذي أدلى به يسرائيل كاتس رئيس المخابرات والمواصلات في حكومة بنيامين نتنياهو حين قال "يمكننا أن نعيد لبنان إلى العصر الحجري".

نجحت إسرائيل اليوم في تحويل الكثير من الدول في المنطقة إلى مطية لتنفيذ أجنداتها بدعوى محاربة الإرهاب بمباركة وتمويل إماراتيين، فكانت مصر أفضل مثال على ذلك. كما تشير التقارير الصحفية  كيف قامت إسرائيل بعشرات الغارات على سيناء، إذ ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية، "أن مصر، بموافقة إسرائيل وفي انتهاك للملحق الأمني ​​لاتفاقية السلام بين البلدين، ضاعفت عدد جنودها المنتشرين في سيناء كجزء من قواتهم العسكرية للحفاظ على أمن الحدود مع إسرائيل".

التطبيع مع إسرائيل مشروع رسمي لم يتوانى عدة مسؤوليين إماراتيين في مناصب حساسة عن التصريح به

أما أحد أهم تجليات قوة ومتانة العلاقات الإمارتية الإسرائيلية فقد تبدى جليًا في الحملة التي قادتها الإمارات والسعودية على قطر والتي حازت إعجاب مسؤولين إسرائيليين. إعجاب على مستوى رفيع، جعل أفيغدور ليبرمان وزير الجيش الإسرئيلي الحالي يصرح قائلًا "خط جديد رُسم في الرمال الشرق أوسطية. لم يعد الوضع أن إسرائيل ضد العرب، وإنما إسرائيل والعرب ضد قطر".

ومع كل تقارب جديد ، تكتمل صورة تطبيع جوقة دول الحصار مع إسرائيل، حتى يصبح التطبيع الدبلوماسي الكامل مجرد حجر صغير في مسيرة طويلة تُقطع بكل الأثمان التي تفرضها تل أبيب على "عربها".

 

اقرأ/ي أيضًا:

أبرز 5 شخصيات في مسلسل التّطبيع السّعودي والإماراتي مع إسرائيل

فروض التطبيع الإماراتية.. شراكة إستراتيجية وثيقة مع إسرائيل