19-أغسطس-2020

تتمسك إسرائيل بتفوقها العسكري في المنطقة رغم اتفاقيات التطبيع (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

اصطدمت توقعات الإمارات بحصولها على مقاتلات F-35 الأمريكية بعد إعلانها تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، بمعارضة تل أبيب التي أعلنت على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو رفضها حصول أبوظبي على المقاتلات الأمريكية، لما سيمنحها قوة عسكرية توازي قوة الجيش الإسرائيلي، الذي يتمتع "بتفوق عسكري نوعي" في المنطقة، نتيجة الموقف الأمريكي الرافض بيع دول الشرق الأوسط أسلحة متطورة، قد تجعلها تتفوق على تل أبيب عسكريًا في المستقبل.

اصطدمت توقعات الإمارات بحصولها على مقاتلات F-35 الأمريكية بعد إعلانها تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، بمعارضة تل أبيب التي أعلنت على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو رفضها 

,بعد التقارير التي تحدثت عن موافقة واشنطن على تسليح الإمارات بالمقاتلات الأمريكية المتطورة، فيما وصفته بأنه "جائزة" على تأكيدها تطبيع العلاقات من تل أبيب، أكد بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن المحادثات المرتبطة باتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات، لا تعني أن الحكومة العبرية غيرت "موقفها الثابت بشأن بيع أسلحة وتقنيات دفاعية لأي دولة في الشرق الأوسط بما قد يخل بالتوازن (العسكري)" في المنطقة.

اقرأ/ي أيضًا: الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي.. ما علاقة صفقات السلاح الأمريكية؟

وشدد بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على معارضة تل أبيب امتلاك دول في الشرق الأوسط لأسحلة أمريكية متطورة "تشمل أي مبيعات مقترحة لطائرات F-35"، في حين أشار وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز إلى أن الإدارات الأمريكية السابقة في البيت الأبيض وافقت على "عكس رغبة" تل أبيب على بيع مقاتلات F-16 لأبو ظبي، ومقاتلات F-15 للرياض.

ومضى الوزير الذي يشغل صفة المراقب في المجلس الأمني المصغر لحكومة نتنياهو مشيرًا إلى أنه حتى إذا قامت واشنطن ببيع مقاتلاتها المتطورة للإمارات، فإنه من المستبعد تشكيلها خطرًا على إسرائيل، نظرًا لأن المسافة بين البلدين أكثر من ضعفي المسافة التي يمكن للمقاتلة قطعها دون تمكنها من التزود بالوقود.

وتابع شتاينتز حديثه لافتًا إلى أنه في حال حصول الإمارات على المقاتلات الأمريكية، فذلك يعني أنها "تهدد إيران أكثر مما تهددنا على الرغم من أن ذلك لا يعجبنا لأننا نريد دائمًا أن نكون الوحيدين في المنطقة"، في إشارة لأن يكونوا الوحيدين الذين يملكون مقاتلات F-15 في الشرق الأوسط.

وجاءت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين على خلفية تقرير لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية يتحدث عن موافقة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إبرام صفقة "كبيرة" لبيع مقاتلات F-15 المتطورة للإمارات، وذلك ردًا على الخطوة التي اتخذتها الدولة الخليجية بإعلانها تطبيع العلاقات مع تل أبيب بوساطة أمريكية في وقت سابق من الأسبوع الماضي، بعدما تضمنت بندًا سريًا يضمن حصول الدولة الخليجية على المقاتلة المتطورة.

وكانت الصحيفة العبرية قد نقلت على لسان مسؤولين أمريكيين وإماراتيين لم تكشف عن هويتهم، أن ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للدولة الخليجية محمد بن زايد طالب بإدارج بند في الاتفاقية يسمح لبلاده الحصول على مقاتلات F-15، بالإضافة إلى طائرات بدون طيّار، وغيرها من الأسلحة الأمريكية المتطورة.

غير أن وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين نفى في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية أن يكون على علم بالبند الذي أشارت إليه، وقال في هذا الصدد "في تقديري، لا يوجد بند كهذا.. لم يطرح الموضوع على الكابنيت السياسي والأمني للمصادقة عليه"، مشددًا على أن "سياسة إسرائيل هي المحافظة على تفوق أمني في المنطقة.. (وأن) هذا ما سيكون طلبنا من الولايات المتحدة.. وعليها احترام هذا الطلب".

وكان سفير واشنطن لدى تل أبيب ديفيد فريدمان قد أشار في تصريحات سابقة نقلت من وسائل إعلام غربية وعبرية عديدة اختلفت على مصدرها، إلى أنه "كلما أصبحت الإمارات صديقة لإسرائيل وأصبحت شريكة لإسرائيل وأصبحت حليفًا إقليميا للولايات المتحدة، أعتقد بوضوح أن هذا سيغير تقييم التهديد وقد يعمل في صالح دولة الإمارات"، في إشارة لحصولها على الأسلحة الأمريكية المتطورة في المستقبل.

وفيما أثارت التقارير المرتبطة بالمقاتلات الأمريكية الغضب في تل أبيب، نظرًا لأنها تهدد تفوقها العسكري في المنطقة، كما أنها جددت إثارتها للمخاوف ذاتها بشكل مكثف في الأسابيع التي سبقت اتفاق التطبيع، فإن مسؤول في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أخبر شبكة CNN الأمريكية بأن الصفقة لا تتضمن أي بند أو إشارة لصفقات أسلحة محتملة، مشددًا على أن الصفقة هي البيان المشترك الذي صدر يوم الخميس الماضي، في إشارة للبيان المؤلف من 556 كلمة فقط نشره الموقع الرسمي للبيت الأبيض.

اقرأ/ي أيضًا: اتصالات أمريكية بُعمان والبحرين.. وموقف كويتي "لن يتغير" ضد التطبيع

في الأثناء أعرب مسؤولان في وزارة الخارجية الأمريكية عن دهشتهما من التقارير التي تحدثت عن وجود بند سري في اتفاق التطبيع، وأشارا إلى أنه في حال وجد اتفاق من هذا القبيل فإنه لم يتم اطلاعهما عليه، من حيث أنه إذا كان هناك صفقة بيع أسلحة للإمارات فيجب أن تتم تحت إشراف وزارة الخارجية أولًا، وتتطلب الحصول على موافقة الكابيتول هيل ثانيًا، وهو بند موجود في القانون الأمريكي منذ عام 2008، كما نفى المشرعون الأمريكيون أن يكونوا على علم بشأن صفقة أسلحة من هذا النوع.

أعرب مسؤولان في وزارة الخارجية الأمريكية عن دهشتهما من التقارير التي تحدثت عن وجود بند سري في اتفاق التطبيع

وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد نقلت على لسان مسؤولين إسرائيليين أن الإمارات طلبت مرارًا من تل أبيب التخلي عن رفضها لتتمكن من الحصول على أسلحة أمريكية متطورة، مشيرة إلى أن المسؤولين أعربوا عن خشيتهم من أن تكون الإمارات حصلت على موافقة تل أبيب خلال نقاشات اتفاق التطبيع، دون أن يتم اطلاع أو استشارة كبار مسؤولي الدفاع الذين تم استبعادهم من مفاوضات التطبيع.