تواجه مدينة حلب أزمة اقتصادية جديدة قديمة تمثلت في غلاء أجور التنقل، وهي مشكلة أصبحت تمثل عبئًا يوميًا على سكان المدينة وضواحيها منذ تحريرها من نظام الأسد المخلوع. فقد أصبحت التنقلات داخل المدينة مكلفة للغاية، مما زاد من معاناة الأهالي في ظل أوضاع اقتصادية صعبة.
ارتفاع أجور التنقل يثقل كاهل السكان
تستهلك أجور التنقل المرتفعة جزءًا كبيرًا من دخل العائلات، خاصةً أصحاب الدخل المحدود، حيث يجد كثيرون أنفسهم مضطرين للتخلي عن ضروريات أخرى لتأمين تكلفة التنقل اليومي.
الطالبة بيان المحمد، من جامعة حلب، أكدت في تصريح لـ"الترا صوت" أن ارتفاع أجور المواصلات تسبب في تأخيرها عن محاضراتها بسبب عجزها عن تحمل تكلفة التنقل اليومي، التي أصبحت بمقدار أربعة أضعاف ما كانت عليه سابقًا.
تستهلك أجور التنقل المرتفعة جزءًا كبيرًا من دخل العائلات، خاصة أصحاب الدخل المحدود، ويجد كثيرون أنفسهم مضطرين للتخلي عن ضروريات أخرى لتأمين تكلفة التنقل اليومي
من جانبه، أشار عبد الله زيدان، وهو طالب في كلية الآداب، إلى غياب الرقابة كأحد الأسباب الرئيسية لارتفاع تعرفة الركوب. وطالب زيدان في حديثه لـ"الترا صوت" بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لضبط أسعار المواصلات.
أسباب الغلاء من وجهة نظر السائقين
نور الدين، أحد سائقي النقل في المدينة، أوضح لـ"الترا صوت" أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأجور هو انقطاع المحروقات، مما أجبر السائقين على شرائها بأسعار مضاعفة. كما أشار إلى أن تقلبات سعر صرف الدولار والليرة التركية تزيد من حدة الأزمة. وأعرب السائق عن استعداده للعودة إلى التعرفة القديمة في حال توفر الوقود بأسعار معقولة.
الموقف الرسمي
على الجانب الرسمي، صرّحت وزارة النقل على لسان أحد مسؤوليها أن الحكومة تعمل على خطة استراتيجية لضبط أسعار التنقل وتخفيف العبء عن المواطنين. وأكدت أن الحكومة الجديدة، التي لا تزال قيد استلام مهامها، ستعتمد إجراءات صارمة لمعالجة الأزمة وضمان استقرار الأوضاع.
الحلول المقترحة
تجاوزت انعكاسات غلاء أجور التنقل الجانب المالي، لتؤثر على نسيج المجتمع ككل، مما يستدعي معالجة فورية وشاملة للأزمة. ويرى الخبراء أن تحسين خدمات النقل العام، وتقديم دعم مباشر للمحروقات، وتنظيم أجور التنقل، يمكن أن تمثل حلولًا مستدامة لإعادة التوازن إلى حياة السكان.
التحديات المستمرة
تظل قضية غلاء التنقل في حلب واحدة من التحديات التي تواجه المدينة في مرحلة ما بعد التحرير. ومع بدء الحكومة الجديدة عملها، يأمل المواطنون أن تكون هناك خطوات جدية لحل هذه الأزمة وإعادة الحياة إلى طبيعتها في المدينة وريفها.
ولا تقتصر مشاكل سكان حلب على أزمة التنقلات، بل تشمل أيضًا خدمات رئيسية أخرى كأزمة المياه، التي تفاقمت بسبب استهداف "قسد" لمحطة الضخ الرئيسية، إضافة إلى أزمات أخرى تتعلق بالانفلات الأمني في المدينة وريفها.