08-فبراير-2021

بالقرب من السد الذي دمره الانهيار الجليدي (اسوشيتد برس)

ألترا صوت – فريق التحرير

أظهر مقطع مصور سجله أحد  شهود العيان في الجانب الهندي من سلسلة جبال الهمالايا يوم الأحد 7 شباط/فبراير 2021، تدفقًا كبيرًا ومفاجئًا من المياه والحطام  يخترق أحد سدود  مشروع ريشيغانغا الهندي للطاقة الكهرومائية، على بعد قرابة 400 كيلو متر شمال العاصمة الهندية نيودلهي.

تواجه مشاريع الطاقة الكهرومائية الهندية في جبال الهمالايا انتقادات كثيرة من الأوساط البيئية المختصة

 حصل هذا التدفق حوالي الساعة 10:45 صباحًا بالتوقيت المحلي، على إثر انكسار جليدي في جزء من نهر ناندا ديفي الجليدي على الحدود الهندية مع نيبال والصين في سلسلة جبال الهمالايا. الأمر الذي أدى إلى انهيار جليدي  جرف كمية كبيرة من  الصخور والطين والماء والركام، ودمر في طريقه سدًا لتوليد الطاقة الكهرومائية. كما تسبب بفقدان أثر ما لا يقل عن 140 شخصًا أغلبهم من العاملين في المنطقة، خاصة في مشروع السدود، حسب الأرقام الرسمية المعلنة حتى وقت كتابة هذا التقرير. في حين تضاربت الأنباء حول العدد الفعلي للضحايا، بين 160 بحسب بعض المصادر و200 في مصادر أخرى. 

اقرأ/ي أيضًا: ما الذي جعل إندونيسيا تمنع فرض الحجاب على الطالبات في المدارس؟

تعقيبًا على الحادث قالت السلطات الهندية إن أكثر من 2000 منقذ من الجيش والشرطة شاركوا في عملية البحث والإنقاذ، بما في ذلك جنود خبراء في تسلق الجبال. وقالت السلطات إن الفيضان حدث عندما انهار جزء من نهر ناندا ديفي الجليدي في ساعات الصباح، مما أدى إلى إطلاق المياه التي يحتجزها النهر. الأمر الذي أجبر العديد من القرى في المنطقة على الإخلاء تجنبًا للفيضانات المفاجئة وارتفاع منسوب الأنهار المتصلة بسلسلة أودية مع النهر الذي حصل فيه الانهيار الجليدي في تلك المنطقة.

وبينما يسعى رجال الإنقاذ، عبر استخدام معدات التسلق الجبلي،  للوصول إلى الفوهة التي أحدثها الانهيار والبحث في الأنقاض عن الأشخاص الذين جرفهم الانهيار، قال رئيس الوزراء تريفندرا سينغ راوات ، كبير المسؤولين المنتخبين في ولاية أوتارانتشال، في تصريحات أدلى بها لوكالة أسوشيتد برس "إنهم لم يتواصلوا بعد مع الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل". وقالت الشرطة إنه تم العثور على 9 جثث حتى الآن، وأن 140 شخصًا على الأقل في عداد المفقودين. في حين رجح رئيس وزراء ولاية أوتارانتشال الهندية، ارتفاع هذا الرقم مع تقدم عمليات الإحصاء والبحث والإنقاذ.

أعاد حادث الانهيار الجليدي في نهر ناندا ديفي الحديث عن أثر التغير المناخي على جبال الهمالايا إلى الواجهة

بينما قال مدير الأبحاث والأستاذ المساعد في المدرسة الهندية للأعمال، أنجال براكاش، الذي ساهم في البحث الذي ترعاه الأمم المتحدة حول ظاهرة الاحتباس الحراري ، في تصريحه لوكالة الأسوشيتد  برس، إنه على الرغم من عدم توفر بيانات كاملة ونهائية حول سبب الكارثة بعد، إلا أن هذا الحادث يعد مثالًا كبيرًا على نتائج التغير المناخي وذوبان الأنهار الجليدية بسبب الاحتباس الحراري. كما قالت وزيرة الموارد المائية الهندية السابقة، أوما بهارتي، في تصريح نقلته وكالة رويترز، أن منطقة الهمالايا حساسة للغاية ومثل هذا النهر لا يناسب بناء مشاريع طاقة مائية عليه. فيما قال الخبير المتطوع في شبكة مكافحة  تغيرالمناخ، رانجان باندا "هذه الكارثة تستدعي التدقيق الجاد في مسألة بناء سدود الطاقة الكهرومائية في هذه المنطقة الحساسة بيئيًا، ويجب على الحكومة ألا تتجاهل تحذيرات الخبراء بهذا الخصوص".

يشار إلى أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه الذي تشهده منطقة أوتار انتشال في جبال الهمالايا، فقد شهدت المنطقة في حزيران/يونيو سنة 2013 فيضانات وانهيارات أرضية أدت إلى مقتل قرابة 6 آلاف شخص وتدمير عدد من القرى والمشاريع المائية لتوليد الطاقة أيضًا.

ويقع نهر ناندا ديفي الجليدي بالقرب من قمة جبلية تحمل نفس الاسم، وهي ثاني أعلى قمة جبلية في الهند، ويعني اسمها  "الآلهة المباركة"، والجبل نفسه يعبد في التقاليد الهندوسية والبوذية المحلية. كمان أن الحديقة الوطنية المحيطة بالجبل والتي تحمل اسمه هي أحد مواقع التراث العالمي المسجلة على قائمة اليونسكو.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جرائم مقيدة "ضد مجهول".. أبرز 4 اغتيالات لصحفيين في لبنان بعد الحرب الأهلية

شهادات جديدة عن الاغتصاب الممنهج وتعذيب النساء في معسكرات اعتقال الإيغور