12-مارس-2022

اتهامات متبادلة بين موسكو وكييف (Getty)

شهد اليوم السابع عشر من الحرب الروسية على أوكرانيا تطورات عدّة على مستوى جبهات القتال والمواقف السياسية الدولية من الحرب الدائرة رحاها منذ أكثر من أسبوعين.

شهد اليوم السابع عشر من الحرب الروسية على أوكرانيا تطورات عدّة على مستوى جبهات القتال والمواقف السياسية الدولية من الحرب الدائرة رحاها منذ أكثر من أسبوعين

في تفاصيل التطورات الميدانية أفادت المصادر اليوم السبت باحتدام المواجهات بين القوات الأوكرانية والروسية في العاصمة كييف. وفي هذا الصدد أعلنت موسكو أن سلاحها الجوي تمكن من تدمير "عشرات المنشآت العسكرية الأوكرانية"، في حين تتهم كييف القوات الروسية بالقصف العشوائي لأماكن إقامة المدنيين، كما تقول سلطات كييف إنها أوقفت تقدم القوات الروسية في محيط العاصمة، محذرة في ذات الوقت من احتمال وقوع هجوم روسي واسع النطاق شرقيها.

التلفزيون العربي

رغم ذلك، اعترف الجيش الأوكراني في بيان نشره على فيسبوك اليوم السبت أن "هجومًا روسيًا على الجانب الشمالي من العاصمة كييف حقق نجاحًا جزئيًا"، علمًا بأن الجيش الروسي ومنذ بداية الغزو دفع بأرتال عسكرية ضخمة لتطويق العاصمة كييف والسيطرة عليها إلا أنها لم تنجح في تلك المهمة بعد.

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد نقلت عن الجيش الأوكراني قوله إن "القوات الروسية ركزت هجماتها بالصواريخ والقنابل يوم أمس الجمعة على كييف وماريوبول وكريفي ريغ وكريمنتشوغ وزاباروجيا"، بالإضافة إلى قصف بالصواريخ والقنابل على مدن دنيبرو ولوتسك وإيفانو فرانكيفسك. وفي هذا الصدد نقلت وكالة رويترز عن وزارة الدفاع البريطانية قولها إن "الطائرات الروسية التي تدعم تقدم القوات البرية تعتمد أساسًا على ذخائر غبية غير موجهة".

وزارة الدفاع الأوكرانية أعلنت أيضًا أن قواتها تمكنت من اعتراض صاروخين في سماء دينبرو، وأضاف بيان لهيئة الأركان الأوكرانية أن "أكثر من 30 كتيبة تكتيكية تابعة للروس فقدت قدرتها القتالية في الأراضي الأوكرانية"، ونوه بيان هيئة الأركان الأوكرانية إلى أن "القوات التابعة لها قامت بصد وعرقلة هجوم العدو في جميع الاتجاهات، وأسرت عددًا من الجنود الروس".

من جهتها أعلنت هيئة الطوارئ الأوكرانية عن انتشال 5 جثث بينهم أطفال جراء قصف روسي استهدف أمس مناطق سكنية في خاركيف، وكانت وزارة الدفاع البريطانية قالت في بيان لها إن "مدن خاركيف وتشرنهيف وسومي وماريوبول ما زالت محاصرة وتتعرض لقصف روسي عنيف".

وكانت وسائل إعلام أوكرانية  قد نقلت أيضًا تجدد اشتعال النيران في مستودعات نفطية بمنطقة فسلكيف قرب كييف عقب غارات روسية، وأفادت وكالة الأنباء الأوكرانية في هذا السياق بقصف القوات الروسية فندق أوكرانيا في تشيرنيهيف وتدميره بالكامل.

أما على صعيد التصريحات الروسية فقد قالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات دونيتسك تتقدم 8 كيلومترات نحو مستوطنات نوفواندريفكا وكيريلوفكا وسد بلاغوداتنو، مضيفة أن "القوات الروسية واصلت هجومها وتقدمت 11 كلم ووصلت إلى نوفودونتسكوي ونوفومايورسكوي وإيجوروفكا" وأنها تمكنت من تعطيل 3346 من مكونات البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا.

وفي معرض حديثها عن حصار العاصمة كييف قالت وزراة الدفاع الروسية إن كييف"تشكل تهديدًا بهجمات إرهابية على الطائرات المدنية من خلال توزيع غير منضبط للصواريخ المحمولة. وكانت شركة ماكسار لصور الأقمار الصناعية نشرت صورًا أظهرت استمرار وحدات عسكرية روسية في الانتشار قرب كييف، وقالت الشركة تعقيبًا على ذلك إن "الصور تُظهر إطلاق الوحدات العسكرية الروسية نيران المدفعية بكثافة صوب مناطق سكنية"، كما تُظهر "اندلاع النيران في عدد من المنازل والمباني في أنحاء بلدة تقع شمال غربي كييف".

وتتزامن هذه التطورات مع تحذيرات متكررة من استعمال الأسلحة الكيميائية في الحرب الدائرة. وفي هذا الصدد نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين قولهم "إن معلومات استخبارية تحذر من هجوم كيميائي روسي محتمل لاتهام كييف أو حكومات غربية بتنفيذه"، في المقابل رد السفير الروسي في واشنطن قائلًا إن "الادعاءات الأمريكية بشأن إمكانية استخدامنا أسلحة كيميائية هي محاولة لشيطنة موسكو".

وكان مندوب روسيا في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا اتهم الولايات المتحدة باستخدام الأراضي الأوكرانية لإجراء أبحاث وصفها بالخطيرة في مجال الأسلحة البيولوجية، قائلًا "إن لدى وزارة الدفاع الروسية وثائق تؤكد وجود شبكة تتضمن ما لا يقل عن 30 مختبرًا بيولوجيًا أجريت فيها تجارب لتطوير الأمراض الفتاكة"، لكن مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد نفت تلك الاتهامات الروسية.

مواقف وعقوبات دولية

على صعيد المواقف الدولية تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتجنب مواجهة مباشرة بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، قائلًا في هذا الإطار "إن الولايات المتحدة لن تخوض حربًا عالمية ثالثة في أوكرانيا"، محبّذا نهج العقوبات التي قامت بفرض المزيد منها. حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن فرض عقوبات جديدة ضد مسؤولين روس بينهم رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، على خلفية دعمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا. كما شملت العقوبات الجديدة 10 أشخاص من مجلس إدارة مصرف (في تي بي)، و12 عضوًا بمجلس الدوما، وأسرة المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.

بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن وزارته "ستعمل عن كثب مع الكونغرس لحرمان روسيا من مزايا عضويتها في منظمة التجارة العالمية"، مضيفًا القول أيضًا "سنعمل لضمان عدم حصول الواردات الروسية على معاملة الدولة الأكثر تفضيلًا في الاقتصاد الأمريكي". كما كشف بلينكن عن فرض عقوبات على 4 من أعضاء مجلس إدارة مصرف "نوفيكومبانك" الروسي، بمن فيهم رئيسة مجلس الإدارة".

أما مستشار الأمن القومي الأمريكي داليب سينغ فقد صرح لوكالة "إم إس إن بي سي" (MSNBC)  قائلًا : "نحن بصدد إخراج روسيا من النظام الاقتصادي العالمي"، مضيفًا القول إن "روسيا تتجه بشكل متسارع نحو مستويات المعيشة في ثمانينات القرن الماضي". كما علّق سينغ على موضوع تأثر إمدادات الطاقة قائلًا "إن الخوف من تعطل سلاسل الإمدادات دفع الأسواق العالمية إلى رفع أسعار النفط والغاز"، مضيفًا "استراتيجيتنا تقوم على تعزيز الإمدادات العالمية عبر دفع كبار المنتجين إلى استخدام الاحتياطيات"، معتبرًا أنه على "الدول المستهلكة الرئيسية أن تطلق احتياطاتها النفطية التي تصل إلى 1.5 مليار برميل من الاحتياطيات".

وعلى صلة بموضوع العقوبات المفروضة على روسيا نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر قولها "إن صناديق التحوط الأمريكية تلقت توجيهات بتجميد أصول الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش". وأضافت وول ستريت جورنال أن تلك التوجيهات قد توقف جهود أبراموفيتش الأخيرة لبيع مصالحه في عدد كبير من صناديق التحوط الأمريكية.

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر قولها "إن صناديق التحوط الأمريكية تلقت توجيهات بتجميد أصول الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش"

عمليات إجلاء المدنيين

على مستوى عمليات إجلاء المدنيين من بؤر التوتر والقصف أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه تم إجلاء 7144 شخصًا في المجمل من 4 مدن أوكرانية الجمعة، وهو عدد قليل جدًا بالمقارنة مع أعداد الذين تم إجلاؤهم اليومين الماضيين. وعزا زيلنسكي الأمر إلى رفض روسيا السماح للمدنيين بالخروج من مدينة ماريوبول المحاصرة، مؤكدًا أن السلطات الأوكرانية "ستحاول مرة أخرى إيصال الطعام والأدوية إلى هناك". وفي هذا الصدد ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن قافلة مساعدات إنسانية غادرت زابوريجيا برفقة الصليب الأحمر نحو ماريوبول المحاصرة جنوبي البلاد.