25-مارس-2019

ألمانيا تتفوق على هولندا 3-2 في مباراة مثيرة (Getty)

نال المنتخب الألماني ثأره من هولندا التي أقصته من بطولة دوري أمم أوروبا وأنزلته للمستوى الثاني، عندما تخطّى فريق الطواحين في مباراة مثيرة ضمن تصفيات يورو 2020  على ملعب يوهان كرويف آرينا.

مطلع القرن الماضي وتحديدًا في عام 1910 خاضت هولندا وألمانيا أوّل مباراة جمعت بين الفريقين، ومنذ تلك الفترة شهدت المواجهات بين الطرفين ندّية كبيرة، فلم يستطع أي المنتخبين أن يكرّس تفوّقه على الآخر أبدًا، إذ فشل كلاهما في الفوز على الآخر لمرّتين متتاليتين في 12 مواجهة استمرّت حتى عام 1931، إلى أن لعب الفريقان أولى المواجهات الرسميّة في نهائي كأس العالم 1974، وحينها توّجت ألمانيا الغربية مستضيفة البطولة باللقب على حساب يوهان كرويف ورفاقه.

بطريقة دراميّة، ثأرت ألمانيا من هولندا التي تسبّبت بهبوط المانشافت للمستوى B في دوري أمم أوروبا

استمرّت نظرية عدم التفوّق في مباراتين متتاليتين بين ألمانيا وهولندا خلال المباريات الرسمية أيضًا، وعلى الرغم من تفوّق ألمانيا التاريخي بالبطولات، إلا أن فريق الطواحين كان دائمًا ندًّا شرسًا أمام المانشافت، وما أن يتلقّى الهزيمة أمامهم حتّى يردّها في مناسبة لاحقة، وشهدت الفترة الأخيرة تفوّق فريق الطواحين على أبطال مونديال 2014، عندما قهر رفاق فان دايك ألمانيا في دوري أمم أوروبا وأذاقوهم خسارة مريرة 3-0 في ملعب يوهان كرويف، وحصدوا نقطة التعادل إيابًا بالأراضي الألمانية في وقت متأخّر من تلك المباراة، فسبّب ذلك هبوط ألمانيا للمستوى B وتأهّل هولندا للدور نصف النهائي من المسابقة حديثة العهد.

اقرأ/ي أيضًا: تصفيات يورو 2020.. بداية نارية للإنجليز وخيبة حامل اللقب

من أجل الثأر لما سبق بالدرجة الأولى، دخلت ألمانيا ملعب يوهان كرويف آرينا وعينها على النقاط الثلاث، في مجموعة تحوي إيرلندا الشمالية التي يعتبرها الكثيرون منافسًا منطقيًّا على إحدى بطاقتي المجموعة الثالثة المؤهّلة لنهائيات يورو 2020، فدخلت كتيبة يواكيم لوف المباراة بقوّة، وملكت خطّ الوسط مانعة أي خطورة من مهاجمي أصحاب الأرض، واستطاع ليروي ساني أن يفتتح التسجيل مع مضي ربع ساعة على بدء المباراة بتسديدة قويّة سكنت شباك الحارس البديل لنادي برشلونة سيليسين، والمفارقة هنا أن الحارس الأساسي للبلوغرانا تير شتيغن جلس على مقاعد البدلاء في الفريق الألماني الخصم بسبب وجود مانويل نوير الذي أنقذ فريقه من هدفين محقّقين عبر رايان بابل، وقبل نهاية الشوط الأوّل بعشر دقائق صفع جنابري الحارس الهولندي بهدف ثان من تسديدة بعيدة منحت المانشافت التقدّم بهدفين دون رد.

سيطرت ألمانيا على شوط المباراة الأوّل من بابه لمحرابه، واستحقّت إنهاءه بتلك النتيجة، لكنّ رونالد كومان مدرّب الطواحين رفض الاستسلام في الشوط الثاني، وشنّ فريقه هجمات كاسحة من أجل العودة للقاء، وهو ما حدث بالفعل في الدقائق الأولى، عندما ارتقى دي ليخت لكرة مرفوعة من ممفيس ديباي، وأودعها في شباك نيوير هدف تقليص الفارق في الدقيقة 48، ربع ساعة أخرى وينجح ديباي في تعديل الكفّة بعد استغلاله لارتباك دفاع المانشافت مصوّبًا كرة قويّة زاحفة على يمين القائد نوير.

اقرأ/ي أيضًا: بعد سنوات عجاف.. كومان يعود بالطواحين الهولندية إلى الصدارة

مع سيطرة هولندا على نصف اللقاء الثاني ومحاولاتها المتكرّرة لتسجيل هدف الفوز، علم يواكيم لوف أنّه بحاجة لمزيد من لاعبي الخبرة، فهو يبني جيلًا شابًا للكرة الألمانيّة، ولم يشرك في تشكيلته الأساسيّة سوى لاعبين لعبا في مونديال روسيا 2018 هما الحارس مانويل نوير ولاعب الوسط توني كروس، وهنا لجأ لآخرين يتمتعون بخبرة واسعة في معارك كروية حرجة كهذه، لذلك زجّ بكلّ من إلكاي غوندوغان وماركو رويس، هذا الأخير قلب المباراة رأسًا على عقب، عندما مرّر في آخر دقيقة من المباراة كرة حاسمة لزميله نيكو شولز الذي سجّل هدف الفوز القاتل على أصحاب الأرض، لتظفر ألمانيا بالنقاط الثلاث وتثأر من الإقصاء في دوري أمم أوروبا.

 وفي المجموعة نفسها تخطّت إيرلندا الشمالية روسيا البيضاء بصعوبة بالغة، عندما غلبتها 2-1 في دقائق المباراة الأخيرة، بذلك تصدّرت إيرلندا الشمالية المجموعة برصيد 6 نقاط من مباراتين، يليها هولندا بثلاث نقاط من مباراتين ثمّ ألمانيا من مباراة واحدة، وأخيرًا أستونيا وروسيا البيضاء دون نقاط، وينصّ نظام التصفيات على تأهّل فريقين من كلّ مجموعة من المجموعات العشر التي تحويها، ولاحقّا يتمّ منح 4 بطاقات لفرق أخرى حسب نتائج دوري أمم أوروبا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

طواحين هولندا تلتهم بطل العالم.. وألمانيا تهبط للمستوى B

"الماكينات" معطلة.. الكرة الألمانية أمام مأزقٍ حقيقي