29-سبتمبر-2022
تصعيد محتمل بين تركيا واليونان (Getty)

تصعيد محتمل بين تركيا واليونان (Getty)

 

دخلت واشنطن من جديد على خط الأزمة المتصاعدة بين تركيا واليونان بسبب جزر متنازع عليها في بحر إيجه بين الطرفين. حيث دعت وزارة الدفاع الأمريكية إلى الحوار وخفض التصعيد بين الحليفين لها في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، محذرة من أن تفاقم النزاع سيكلف ثمنًا باهظًا وربما مواجهة جديدة في أوروبا. وجاءت هذه الدعوة بعد تقديم أنقرة رسالة احتجاج لواشنطن ردًا على إرسال اليونان مدرعات أمريكية إلى جزر مدللي وسيسا منزوعتيْ السلاح في بحر إيجه، وفقًا لما نقلته وكالة الأناضول.

دخلت واشنطن من جديد على خط الأزمة المتصاعدة بين تركيا واليونان بسبب جزر متنازع عليها في بحر إيجه بين الطرفين

تلويح تركي بالخيار العسكري

لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالخيار العسكري ردًا على ما وصفه بمؤامرات اليونان على بلاده، حيث قال إن تركيا "مستعدة لسلوك طرق غير دبلوماسية إذا تمادت اليونان في حياكة المؤامرات على بلاده" حسب تعبيره. وتعليقًا على نشر اليونان لأسلحة في منطقة "تراقيا الغربية" والجزر في بحر إيجه، قال أردوغان إن تلك الخطوة "لا تعني أي شيء بالنسبة لبلاده"، مضيفًا القول إن "ذلك يعني احتلالًا سريًا تقوم به اليونان في هذه المنطقة". واعتبر في حديث سابق أن استفزازات اليونان في بحر إيجه لعبة خطرة عليها، مؤكّدًا أنه "لن يتوانى إذا لزم الأمر في الدفاع عن حقوق ومصالح بلاده ضد اليونان بكافة الوسائل المتاحة". وكانت القوات اليونانية نشرت أسلحة على جزيرتين متنازع عليهما ومنزوعتيْ السلاح في بحر إيجه، وهو ما رأت فيه أنقرة استفزازًا.

ولم تنكر اليونان نشر أسلحة في الجزر المتنازع عليها، لكنها رفضت اعتراضات تركيا، حيث اعتبرت أن تلك الاعتراضات "لا أساس لها من الصحة وتتعارض مع القانون الدولي"، وفقًا لتصريحات أدلى بها مصدر دبلوماسي يوناني.

وكان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قد أعلن أن بلاده "ستظل هادئة وواثقة من المواقف المدعومة بالقانون الدولي، وعدم اتباع المسار الذي اختارته جارتها تركيا"، محذرًا أنقرة من أنها لا تواجه أثينا فحسب، بل أوروبا والحلفاء في الناتو على حد تعبيره.

واشنطن تدعو للحوار وخفض التصعيد

في هذا السياق، دعت الولايات المتحدة حليفيها في حلف شمال الأطلسي إلى تجنب التصعيد والجلوس بدلًا من ذلك على طاولة الحوار. وردًا على سؤال لوكالة الأناضول التركية حول انتقادات وجهتها أنقرة لواشنطن بتأجيج التوتر في المنطقة، قال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، "إن اليونان وتركيا حليفان مهمان لحلف شمال الأطلسي"، مضيفًا أنه من حيث العلاقات الثنائية فإن "تركيا حليف مهم للغاية في الناتو"، مؤكدًا أن البنتاغون سيواصل العمل عن كثب مع الحلفاء في الناتو، بمن فيهم تركيا.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، عاد وأثار الجدل بتصريح قال فيه إن "سيادة اليونان على الجزيرتين ليست موضع شكّ". كما دعا الطرفين إلى تجنب التصعيد الكلامي، أو أي ما قد يزيد من حدة التوترات.