08-مايو-2021

يصف الفلسطينيون ما يجري في القدس بأنه حملة تطهير عرقي مستمرة (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

يستمر عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلية في مدينة القدس، على إثر الاحتجاجات الواسعة التي بدأت منذ أيام ضد مشروع تهجير وإخلاء عدد من العائلات الفلسطينية من منازلها في حي الشيخ جرار، في خطوة يصفها الفلسطينيون بأنها حملة تطهير عرقي مستمرة، فيما تشير التقارير إلى وجود عشرات الإصابات، جزء كبير منها تم نقله إلى المستشفيات، فيما تم التعامل مع بعض الحالات ميدانيًا. إلى ذلك، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن 17 شرطيًا أصيبوا نتيجة المواجهات، نصفهم نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وأحدهم حالته متوسطة.

يستمر عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلية في مدينة القدس، على إثر الاحتجاجات الواسعة  ضد مشروع تهجير وإخلاء عدد من العائلات الفلسطينية في خطوة يصفها الفلسطينيون بأنها حملة تطهير عرقي مستمرة

ويأتي هذا التصعيد قبل ثلاثة أيام من تنفيذ قرار إسرائيلي بإغلاق المنطقة أمام الفلسطينيين وتخصيصها للمستوطنين، وهو القرار الذي يُنتظر تنفيذه عند الساعة السابعة من مساء يوم الإثنين المقبل، لتأمين احتفالات اليهود المتطرفين بما يُسمى "يوم القدس" الذي يحتفلون فيه بذكرى احتلال القدس كاملة وفق التقويم العبري.

وحسب تقرير صادر في وقت متأخر من ليل السبت، فإن اعتداءات شرطة الاحتلال على المحتجين والأهالي أسفرت عن أكثر من مئتي إصابة. وأشار التقرير الذي أصدرته جمعية الهلال الأحمر، أن عددًا كبيرًا من الإصابات كان في الرأس والوجه والصدر والعيون، حيث اضطرت الجمعية إلى إقامة مستشفى ميداني للتعامل مع هذه الحالات، بعد أن امتلأت غرف الطوارئ في المستشفيات الفلسطينية في القدس.

وتوزعت المواجهات أمس الجمعة على كل من المسجد الأقصى وباب العمود وحي الشيخ جراح المهدد بالإخلاء. وحسب ما أشار موقع "الترا فلسطين"، فإن الصور والفيديوهات تظهر اقتحام عدد كبير من قوات الاحتلال للمصلى القبلي ومحيط قبة الصخرة في المسجد الأقصى، واستخدام عناصر الشرطة للرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز، إضافة للاعتداءات الجسدية بشكل مباشر.

كما تظهر الفيديوهات اعتداء مباشرًا من قبل قوات الاحتلال على المصلين، خاصة من خلال إلقاء قنابل الصوت بينهم، ومحاولة تفريقهم بالقوة.

أما في حي الشيخ جراح، فقد قام عشرات النشطاء والناشطات بالتجمع من أجل تنظيم إفطار جماعي مع العائلات التي تواجه خطر التهجير في الحي، رغم محاولة منع قوات الاحتلال لهم من الوصول إلى هناك. كما شهد باب العامود مواجهات لا تقل عنفًا، أدت إلى عشرات الإصابات بين المحتجين.

إدانات دولية

على صعيد ردود الفعل، فقد أدانت كل من قطر وتركيا والأردن العدوان الإسرائيلي على المصلين في المسجد الأقصى، بينما اكتفى كل من الاتحاد الأوروبي وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالمطالبة بالتهدئة وبإبداء قلقهما بشأن "تصاعد التوتر وعمليات الإخلاء المحتملة في حي الشيخ جراح".

وأدانت وزارة الخارجية القطرية "بأشد العبارات" الاقتحام الإسرائيلي للأقصى، معتبرة أنه "استفزازٌ لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم". كما عبرت الرئاسة التركية عن رفضها للعدوان الإسرائيلي، فيما أدان وزير خارجية أنقرة مولود جاووش أوغلو العدوان الإسرائيلي، قائلًا في تغريدة "إنه لأمر غير إنساني أن تستهدف إسرائيل الأبرياء الذين يصلون في شهر رمضان المبارك. نتمنى الشفاء العاجل لإخواننا وأخواتنا المصابين. سنقف دائمًا إلى جانب القضية العادلة لشعب فلسطين".

إقليميًا أيضًا، أدانت عمّان "اقتحام الحرم والاعتداء على المصلين الآمنين"، معتبرة أنه "انتهاك صارخ وسافر وتصرف همجي ومدان ومرفوض"، مطالبة "بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم فورًا، وترك المصلين الآمنين لتأدية الشعائر الدينية بكل حرية في ليالي رمضان المباركة".

وحذرت الخارجية الأردنية، سلطات الاحتلال من "مغبة هذا التصعيد الخطير"، وحملتها مسؤولية سلامة المسجد والمصلين. كما دعت المجتمع الدولي إلى "الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد والانتهاكات في المسجد الاقصى وفي البلدة القديمة وفي القدس الشرقية المحتلة".

دوليًا، فقد أصدرت الخارجية الأمريكية تصريحًا مقتضبًا أبدت فيه قلقها "إزاء تصاعد التوتر في القدس". كما أشارت إلى عمليات الإخلاء المحتملة للعائلات الفلسطينية من أحياء في شرق القدس، في إشارة إلى حي الشيخ جرار، مضيفة أن كثيرًا من هذه العائلات "تعيش في منازلها منذ أجيال".

من جهته، قال الاتحاد الأوروبي إنه يجب خفض التصعيد القائم في مدينة القدس، كما طالب بملاحقة "المسؤولين عن استخدام العنف والتحريض من جميع الأطراف" وفق بيان نشره اليوم السبت. وأشار البيان بشكل مقتضب إلى حملة التهجير القسري في حي الشيخ جراح، معتبرًا أن هذه الإجراءات "غير قانونية بموجب القانون الإنساني الدولي ولن تخدم إلا تأجيج التوترات على الأرض، وهي تستدعي بالغ القلق".

أصدرت الخارجية الأمريكية تصريحًا مقتضبًا أبدت فيه قلقها "إزاء تصاعد التوتر في القدس". كما أشارت إلى عمليات الإخلاء المحتملة للعائلات الفلسطينية من أحياء في شرق القدس، في إشارة إلى حي الشيخ جرار

وأعرب البيان عن قلق بروكسل إزاء "تصعيد التوترات ووتيرة العنف بشكل خطير في الأيام الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس الشرقية التي شهدت الليلة الماضية مواجهات في الحرم الشريف"، مضيفًا أن "العنف والتحريض غير مقبولين، وينبغي ملاحقة المسؤولين عنهما من جميع الأطراف". ودعا البيان، حسب ما نقل موقع الترا فلسطين، "السلطات" إلى اتخاذ خطوات عاجلة لخفض التوترات وتفادي التحريض حول "الحرم الشريف" واحترام الوضع القائم هناك. مطالبًا "الزعماء السياسيين والدينيين من جميع الأطراف" بـ"ضبط النفس".