1. سياسة
  2. سياق متصل

تصعيد في التصريحات الأميركية الإيرانية.. معركة كسر العظم مستمرة

19 مايو 2025
أميركا وإيران
المحادثات النووية الإيرانية (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

أثارت تصريحات جديدة للمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف انتقادات قوية من إيران، حيث اعتبر ويتكوف أن أي اتفاق بين الإدارة الأميركية وطهران لا بد أن "يتضمن عدم تخصيب اليورانيوم"، مؤكدًا أن ذلك هو الخط الأحمر الرئيسي لدى واشنطن، وهو ما ردت عليه طهران اليوم الإثنين، بالقول إن مصير المحادثات النووية محكوم عليه بالفشل إذا أصرت واشنطن على حرمان طهران من تخصيب اليورانيوم بشكل تام.

وتدلّ هذه المواقف الحدّية من الجانبين الإيراني والأميركي على أن الفجوة بينهما لا تزال واسعة، وأن أمامهما وقت طويل للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وذلك على الرغم من أن ترامب أمهل طهران مدة شهرين فقط للتوصل إلى الاتفاق، وإلا مواجهة عقوبات مشددة قد تؤدي إلى نضوب صادراتها النفطية، ولم يستبعد ترامب بعد ذلك اللجوء إلى الخيار العسكري ضد منشآت إيران النووية والإستراتيجية ذات الصلة بترسانتها الصاروخية.

الفجوة بين واشنطن وطهران لا تزال واسعة في المفاوضات النووية
 

ويتكوف: أميركا حددت خطها الأحمر

أجرت شبكة "ABC" الإخبارية، أمس الأحد، مقابلة مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ورئيس الوفد الأميركي في المفاوضات النووية مع إيران. وحملت المقابلة رسائل صارمة لطهران، إذ أكد ويتكوف أن الإدارة الأميركية "حدّدت خطًا أحمر واضحًا للغاية، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح لإيران حتى بامتلاك 1% من قدرة تخصيب اليورانيوم".

وأضاف موضحًا أن كل شيء، من وجهة نظر البيت الأبيض، "يبدأ باتفاق لا يتضمن تخصيبًا على الإطلاق. لا يمكننا القبول بذلك، لأن التخصيب يتيح التسلح، ونحن لن نسمح بصنع قنبلة"، على حد تعبيره.

ويمثل هذا الموقف الأميركي تحولًا كبيرًا مقارنة بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي سمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67%. وقد التزمت طهران بذلك السقف حتى انسحب ترامب من الاتفاق في مايو/أيار 2018 خلال ولايته الرئاسية الأولى. وبعد عام من ذلك الانسحاب، رفعت إيران مستوى التخصيب تدريجيًا حتى بلغ 60%، وهي نسبة تقترب من الحدّ اللازم لصناعة قنبلة نووية، والذي يُقدّر بـ90%.

وتمثل كميات اليورانيوم عالي التخصيب التي تمتلكها إيران أحد أبرز التحديات في المفاوضات النووية الجارية. وبحسب مصادر مطلعة، توصل الطرفان، بوساطة عُمانية، إلى تفاهم مبدئي بشأن هذه المسألة، يتمثل في إرسال تلك الكميات إلى جهة ثالثة. وقد عبّرت روسيا عن استعدادها لاستضافتها وتخزينها في منشآتها النووية، وهو ما يراه بعض المراقبين اختراقًا جزئيًا في مسار التفاوض.

غير أن التحدي الأكبر الذي يهدد بانهيار المحادثات يتمثل في إصرار واشنطن على منع إيران بشكل نهائي من حق تخصيب اليورانيوم، إضافة إلى مطالب أميركية بتفكيك المنشآت النووية الإيرانية بشكل كامل، وهو ما تعتبره طهران شرطًا غير واقعي.

لا تراجع عن حق التخصيب

بعد ساعات من تصريحات ويتكوف، ردّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي يرأس أيضًا وفد بلاده في المحادثات النووية، بتصريحات اعتبر فيها أن تصريحات المبعوث الأميركي "بعيدة تمامًا عن واقع المفاوضات"، مؤكدًا أن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم "سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا".

وشدّد عراقجي على أن "المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ستفشل إذا أصرت واشنطن على وقف التخصيب بالكامل"، مضيفًا: "واشنطن لا تلتزم بأي من القواعد التقليدية للعملية الدبلوماسية، وهذا جزء من صعوبة التفاوض". وكرر أن "مسألة تخصيب اليورانيوم ليست قابلة للتفاوض بالنسبة لإيران".

جولة خامسة مرتقبة

انطلقت المحادثات النووية الجديدة بين طهران وواشنطن في الثاني عشر من نيسان/أبريل الماضي، وخاض الطرفان حتى الآن أربع جولات تفاوضية، كانت اثنتان منها متتاليتين، بينما تأخرت الجولتان الثالثة والرابعة عن موعدهما الأسبوعي بسبب تباينات في المواقف، وإجراءات عقابية اتخذتها واشنطن خلالهما ضد طهران.

ورغم التصريحات المتشنجة الأخيرة، عبّر ويتكوف في مقابلته عن "تفاؤله إزاء المفاوضات"، مرجّحًا انعقاد الجولة الخامسة هذا الأسبوع في إحدى العواصم الأوروبية. وقال: "نأمل أن يؤدي ذلك إلى بعض الإيجابية الحقيقية"، في إشارة ضمنية إلى أن الإيجابية التي جرى الحديث عنها في الجولات السابقة لم تكن كافية.

بدوره، أعلن عراقجي أن "موعد ومكان الجولة المقبلة سيُعلَن عنهما قريبًا"، دون تحديد تفاصيل إضافية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أشار، خلال جولته الخليجية الأخيرة، إلى اقتراب بلاده من إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران، لكنه عاد وأطلق تحذيرات شديدة اللهجة تجاه طهران. ففي تسجيل صوتي نُشر يوم الجمعة، قال ترامب للصحفيين أثناء مغادرته الإمارات: "لدى الإيرانيين مقترح. والأهم من ذلك، أنهم يعلمون أن عليهم التحرك بسرعة، وإلا سيحدث أمر سيئ".

كلمات مفتاحية
استهداف المدنيين

مجزرة وراء مجزرة في غزة: الاحتلال يستهدف النازحين والجائعين دون توقف

قالت وزارة الصحة في غزة إن 90 شهيدًا و605 إصابات وصلوا إلى مستشفيات غزة خلال الـ48 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي الشهداء منذ بدء العدوان إلى 55.297، في حرب وصفتها جهات حقوقية بـ"الإبادة الجماعية"

إيران وإسرائيل

ما حجم الأضرار التي لحقت بمنشآت إيران النووية؟

شكّلت المنشآت النووية الإيرانية أحد أبرز أهداف الضربات الجوية الإسرائيلية، ما أثار مخاوف دولية وتساؤلات حول مدى الأضرار التي لحقت بهذا القطاع الحيوي ومستقبل البرنامج النووي الإيراني

ريشون لتسيون

إيران تفتح جبهة النار: إسرائيل تحت وابل الصواريخ والمسيّرات

واصلت إيران، لليوم الثاني على التوالي، تنفيذ سلسلة هجمات صاروخية واسعة النطاق ضد أهداف داخل إسرائيل، في إطار ما وصفته بـ"الرد الساحق" على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت عسكرية ونووية داخل أراضيها

كرة القدم
رياضة

متى تصبح مغادرتك لفريقك خيانة؟

تتعقّد الأمور عندما يخرج لاعب محبوب من الجماهير من فريقه بشكلٍ يراه البعض خيانة، دون أن يضعوا في الاعتبار أن بعض اللاعبين يُعاملون هذه الرياضة كعملٍ بدوامٍ كامل

الصين
رياضة

لماذا تفشل قوة عظمى كالصين في لعبة كرة القدم؟

تتداخل أسباب الفشل في كرة القدم الصينية بين تدخل السلطات والنمطية والنفوذ والفساد، بالإضافة إلى الخوف على المستقبل والنطاق التلقيني في التنشئة

المفكر هنري لورنس (شبكات التواصل الاجتماعي)
نشرة ثقافية

هنري لورنس في "التاريخ المفروض": قراءة لكتابة التاريخ تحت سطوة العنف

ينطلق كتاب هنري لورنس من مراجعة نقدية لأسس المعرفة التاريخية والخطابات المعاصرة

تدمير بلدة خزاعة
حقوق وحريات

بلدة خزاعة سويت بالأرض.. أدلة إضافية على ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة في غزة

أجرت منظمة العفو الدولية تحليلًا لمجموعة من صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو الموثوقة التي كشفت بالدليل الصريح أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سوّى بالأرض ما تبقى من بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة، وذلك في غضون أسبوعين فقط من شهر أيار/مايو