واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، مرتكبًا مجازر مروعة بحق المدنيين في شمال ووسط وجنوب القطاع، وسط تهديدات بتوسيع عملياته البرية.
فيما أكدت حركة حماس تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار، داعية الوسطاء إلى "تحمّل مسؤولياتهم في لجم هذه الخروقات والانتهاكات غير المسؤولة، وإلزام مجرم الحرب نتنياهو بالتراجع عنها، وتحميله المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات قد تنجم عنها".
بلغ عدد الشهداء منذ منتصف الليلة الماضية وحتى فجر اليوم 75 شهيدًا على الأقل، بينما وصل إجمالي الشهداء منذ استئناف العدوان الإسرائيلي فجر الثلاثاء إلى 710 شهيدًا
في بيت لاهيا شمال القطاع، استهدفت طائرات الاحتلال بيت عزاء لعائلة مبارك في حي السلاطين، مما أسفر عن استشهاد 24 شخصًا وإصابة آخرين، وفقًا لجهاز الدفاع المدني.
وفي خانيونس جنوب القطاع، ارتفع عدد الشهداء إلى 11 جراء استهداف ثلاثة منازل شرقي المدينة، في حين استشهد 4 فلسطينيين، بينهم طفل، إثر قصف الاحتلال لخيمة بمدينة أصداء شمال غرب خانيونس.
أما في رفح، فقد استهدفت غارة إسرائيلية مركبة مدنية في منطقة مصبح شمال المدينة، ما أدى إلى استشهاد 7 أشخاص.
تقول المصادر الإسرائيلية، إن "ما لم يتم تحقيقه خلال أكثر من عام من القتال الدامي، من المشكوك فيه أن يكون قابلًا للتحقيق الآن"، لكن نتنياهو قرر استئناف العدوان على قطاع غزة فجر الثلاثاء.. ماذا قيل في إسرائيل؟ pic.twitter.com/sroZOrOZ8t
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) March 19, 2025
وأفادت مصادر صحفية بأن حصيلة الشهداء الذين نُقلوا إلى مستشفى غزة الأوروبي جراء القصف الإسرائيلي على مدينتي خان يونس وعبسان قد ارتفعت إلى 32 شهيدًا حتى الآن.
حصيلة الشهداء والجرحى في تزايد مستمر
بحسب مصادر محلية، بلغ عدد الشهداء منذ منتصف الليلة الماضية وحتى فجر اليوم 75 شهيدًا على الأقل، بينما وصل إجمالي الشهداء منذ استئناف العدوان الإسرائيلي فجر الثلاثاء إلى 710 شهيدًا.
فقد كشف المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في تصريحٍ لـ"التلفزيون العربي" عن الأوضاع الإنسانية الكارثية التي تعيشها المستشفيات في قطاع غزة، مؤكدًا أن الطواقم الطبية تواجه ضغوطًا هائلة بسبب الأعداد الكبيرة من الضحايا ونقص المعدات الأساسية. وأوضح أن 710 شهيدًا وأكثر من 900 جريح تم نقلهم إلى المستشفيات خلال الـ48 ساعة الماضية، مشيرًا إلى أن 70% من المصابين هم نساء وأطفال، ومعظمهم في حالة خطرة. كما أشار إلى وقوع وفيات بين الجرحى نتيجة تعذر تقديم الإسعافات العاجلة بسبب نقص المعدات الطبية، لافتًا إلى أن 15% فقط من المرضى والجرحى تمكنوا من مغادرة القطاع لتلقي العلاج خارج غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد.
استهداف مواقع الأمم المتحدة
لم يقتصر العدوان الإسرائيلي على المدنيين، فقد استهدف الاحتلال موقعًا تابعًا للأمم المتحدة، ما أدى إلى مقتل موظف أجنبي وإصابة 5 آخرين، بحسب وزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي. بينما ذكرت وكالة فرانس برس، استنادًا إلى مصدر أممي، أن القصف أسفر عن مقتل موظفين اثنين أحدهما يعمل ضمن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، والآخر ضمن دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن صدمته لمقتل وإصابة عاملين في مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع بعد قصف مقرهم في غزة، وأدان جميع الهجمات على موظفي الأمم المتحدة، داعيًا إلى تحقيق شامل.
تصعيد عسكري وتوسع العمليات البرية
واصل طيران الاحتلال شن غارات عنيفة على مختلف مناطق القطاع، حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية مدينة غزة وبيت لاهيا شمالًا، إلى جانب منازل في عبسان شرقي خانيونس.
وأعلن جيش الاحتلال عن بدء عملية برية "محدودة" في قطاع غزة تهدف إلى السيطرة على مناطق جديدة وتوسيع انتشار القوات حتى وسط ممر نتساريم.
عاجل | الجيش الإسرائيلي: بدأنا عملية برية محدودة في وسط قطاع غزة
📌بدأنا عملية برية محدودة بغزة بهدف توسيع المنطقة العازلة ووضع خط بين شمال القطاع وجنوبه
📌قوات لواء غولاني ستتمركز في المنطقة الجنوبية وستكون جاهزة للعمل داخل قطاع غزة pic.twitter.com/gIXIoYISZx
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) March 19, 2025
تحليلات إسرائيلية: توسيع العمليات جزء من خطة الضغط على حماس
أفادت القناة 12 العبرية بأن الجيش الإسرائيلي وسّع عملياته البرية داخل قطاع غزة خلال الساعات الماضية، في إطار تصعيد عسكري متزايد.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد نفّذ الاحتلال قصفًا استهدف نحو 20 موقعًا في القطاع الليلة الماضية، بينما نقلت صحيفة "معاريف" عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أن ما يجري حاليًا هو المرحلة الأولى من العملية العسكرية ضد حماس، والتي تهدف إلى إجبارها على القبول بخطة ويتكوف لتبادل الأسرى. وتشمل هذه المرحلة قصفًا جويًا مكثفًا واغتيالات لقيادات عسكرية وإدارية في حماس، في تصعيد واضح يشير إلى سعي الاحتلال لفرض معادلة جديدة بالقوة، وسط تحذيرات دولية من تفاقم المجازر بحق المدنيين في القطاع.