18-أبريل-2022
تصعيد إسرائيلي مستمرة في القدس (Getty)

تصعيد إسرائيلي مستمرة في القدس (Getty)

استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الإثنين التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ضمن حملة موسعة تستهدف من خلالها، جنبًا إلى جنب مع مجموعات المستوطنين، الأرض والمقدسات الفلسطينية. حيث أعلنت الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس أن 561 متطرفًا اقتحموا المسجد الأقصى اليوم الإثنين. كما اعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينيًا على الأقل من الضفة الغربية فجر اليوم، غالبيتهم من قرية حوسان غرب بيت لحم.

استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ضمن حملة موسعة تستهدف من خلالها الأرض والمقدسات الفلسطينية

وصلى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة التراويح في المسجد الأقصى مساء الأحد، في محاولة للتصدي لسياسات الاستيطان الإسرائيلية للتضييق على حرية العبادة، وتهويد المدينة المقدسة، كما استمرت دعوات الفلسطينيين للمشاركة في مظاهرات والتواجد في ساحات المسجد الأقصى تحسبًا لأي هجوم جديد.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد انسحبت ظهر الأحد من باحات المسجد الأقصى، وأعادت فتح مصليي القبلي والصخرة المشرفة، حيث كان يُحتجز العشرات من المعتكفين والنساء في هذين المصليين، فيما تواصل تواجد قوات الاحتلال بأعداد كبيرة على بوابات المسجد الأقصى خاصة باب المغاربة، بالإضافة لأعداد كبيرة من المستوطنين في ساحة البراق.

فيما ارتفعت حصيلة الاعتقالات في صفوف الشبان الفلسطينيين خلال المواجهات التي شهدها المسجد الأقصى وفق بيان لشرطة الاحتلال. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس ارتفاع أعداد المصابين في منطقتي باب حطة وباب الأسباط، فيما واصلت قوات الاحتلال عرقلة عمل طواقم الإسعاف والطواقم الإعلامية.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت فجر الأحد ساحات الحرم القدسي واعتقلت عددًا من الفلسطينيين داخل الحرم وعند باب الأسباط مع محاصرة المصلين داخل المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة منذ صلاة الفجر، واعتلت سطح المصلى القبلي في المسجد  وقطعت الكهرباء عن المعتكفين داخله بعد أن أطلقوا نداءات استغاثة عبر مكبرات الصوت تدعو الفلسطينيين من داخل القدس والخط الأخضر للتوافد على الحرم القدسي لحمايته من انتهاكات قوات الاحتلال وسط مخاوف من اقتحامه بعد محاولة قوة خاصة التسلل إلى داخل المصلى.

وبعد إطلاق النداءات توافد الشبان الفلسطينيون وجرت بينهم وبين قوات الاحتلال مواجهات في منطقة باب الأسباط فيما امتدت المواجهات إلى حي السلسلة المتاخم للمسجد الأقصى. وهاجمت مجموعات من الشبان بالحجارة عددًا من الحافلات التي تقل المستوطنين قرب باب الأسباط وحطمت نوافذها، حيث أصيب خمسة مستوطنين جراء رشقهم بالحجارة، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن تسعة فلسطينيين اعتقلوا من بينهم أربعة  يشتبه بقيامهم بإلقاء الحجارة على حافلات المستوطنين.

فيما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عزل البلدة القديمة من القدس برمتها عن محيطها وغلق جميع بوابات الأقصى، ومنعت طواقم الهلال الأحمر من الوصول إلى داخل المسجد الأقصى وفي محيطه لتقديم العلاج للمصابين، وخاصة في باب حطة وباب الأسباط.

واقتحم المئات من المستوطنين ساحات الأقصى تحت حماية قوات الأمن الإسرائيلي، حيث انقسموا إلى ثلاثة أفواج وتجولوا في أرجائه مرددين شعارات دينية. وبلغ عدد المستوطنين المقتحمين 545 مستوطنًا دخلوا من بابي المغاربة والرحمة بحسب ما أفادت به دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس. وناشد خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري أبناء الشعب الفلسطيني كافة للنفير إلى المسجد الأقصى للدفاع عنه وحمايته من الخطر الشديد الذي يتعرض له بعد الاقتحام الوحشي لقوات الاحتلال لحماية المستوطنين.

ووجه الشيخ عكرمة صبري نداء مناشدة إلى شعوب الأمتين العربية والإسلامية قائلًا "أقصاكم في خطر، أقصاكم في خطر"، وقال في تصريحات هذا "المشهد هو مشهد إرهابي يؤكد أنه لا توجد حرية عبادة كما تزعم إسرائيل بل يوجد قمع ومطاردة وتخويف".  وقال ‏مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني إن "اقتحامات الاحتلال تخلف دمارًا وتنذر بتصعيد في كل فلسطين".

هذا وحذرت وزارة الأوقاف الفلسطينية من أن "الصمت أمام العدوان سيحفز قادة الاحتلال على استكمال مخطط هدم الأقصى". ودعت الوزارة إلى "إعلان النفير العام والتحرك على كافة المستويات لوقف العدوان الخطير على الأقصى".

على الصعيد السياسي حملت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن التصعيد في المسجد الأقصى، مشددة على أن "تصريحات بينت مرفوضة تمامًا وهي محاولة لتشريع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى"، وطالبت "الشعب الفلسطيني  بشد الرحال للأقصى للدفاع عنه والتصدي للتصعيد الإسرائيلي الخطير"، والذي أكدت أنه "لن يسمح بتمرير هذه المؤامرة مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات".

 كما دعت وزارة الخارجية الفلسطينية الإدارة الأمريكية للخروج عن صمتها، والتدخل لوقف التصعيد الإسرائيلي، وأكدت أن ‏"البيانات الدولية والأمريكية الشكلية شجعت الاحتلال على تكرار جريمته ضد الأقصى والمصلين". هذا واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الاحتلال مسؤول عن "تداعيات السماح للمستوطنين باقتحام وتدنيس باحات المسجد الأقصى"، وأضافت الحركة أن "استمرار الاعتداء على المعتكفين والمصلين وعلى قدسية الزمان والمكان سيرتد على الاحتلال ومستوطنيه".

أما حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فقد حملت المجتمع الدولي والولايات المتحدة مسؤولية استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وقالت فتح إن "التصعيد الإسرائيلي الخطير في الحرم الشريف بهدف التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، وهو عدوان سافر على مقدساتنا". في حين أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن "تجدد الاعتداءات على المسجد الأقصى "يكشف نية الاحتلال التضليل لتمرير مخططاته الإرهابية"، وأضافت الحركة أن "الانتهاكات والاعتداءات الخطيرة على المسجد الأقصى تدفع نحو المواجهة الشاملة".

بدورها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن "الشعب والمقاومة لن يصمتا كثيرًا عن انتهاكات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى".

في ردود الفعل الدولية دعا بابا الفاتيكان إلى ضمان الدخول بحرية إلى الأماكن المقدسة في القدس

في ردود الفعل الدولية دعا بابا الفاتيكان إلى ضمان الدخول بحرية إلى الأماكن المقدسة في القدس. كما أشارت وزارة الخارجية الأردنية إلى أن "الخطوات التصعيدية الإسرائيلية في المسجد الأقصى تمثل تصعيدًا خطيرًا وخرقًا مدانًا ومرفوضًا"، وحملت الخارجية الأردنية في بيان لها "إسرائيل كامل المسؤولية عن التبعات الخطيرة للتصعيد في المسجد الأقصى". أما وزارة الخارجية الإيرانية فاعتبرت أن "الأعمال الوحشية التي ترتكبها إسرائيل خلال شهر رمضان مثيرة للغضب"، وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن "تطبيع العلاقات مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي يشجعه على تشديد العنف ضد الفلسطينيين".