واصلت قوات الاحتلال انتهاكاتها في الضفة الغربية، فشنت سلسلة اعتقالات ومداهمات بمناطق متفرقة، فيما استشهدت صحافية فلسطينية، مساء السبت، واتهمت عائلتها عناصر السلطة الفلسطينية بارتكاب هذه الجريمة.
قوات الاحتلال شنّت، فجر اليوم الأحد، سلسلة اقتحامات في عدة بلدات وقرى بمحافظة رام الله والبيرة. شملت الاقتحامات بلدات سلواد شرق رام الله، وشقبا ورنتيس غربًا، ومخيم الجلزون شمالًا، وكفر عقب جنوبًا. وأفادت مصادر محلية لموقع "الترا فلسطين" أن القوات داهمت منازل المواطنين وفتشتها دون الإبلاغ عن اعتقالات.
استشهدت الصحافية شذى الصباغ بعد إصابتها بطلق ناري في رأسها في مخيم جنين، والذي يشهد عملية أمنية تشنها أجهزة السلطة الفلسطينية
وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن زياد حسن الصباح (38 عامًا) من بلدة تقوع، جنوب شرقي المدينة، بعد مداهمة منزله وتفتيشه. كما داهمت منازل أخرى في البلدة، منها منزل رياض داوود الصباح، حيث عبثت بمحتوياته. وشهدت منطقة "حي اللوزية" مواجهات مع المواطنين قرب المدخل الشمالي للبلدة، استخدمت فيها القوات الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع دون الإبلاغ عن إصابات.
أما في الخليل فقد احتجزت قوات الاحتلال عددًا من المواطنين بعد مداهمة منازلهم في البلدة القديمة. وذكر الناشط عارف جابر أن القوات داهمت منازل لعائلة دعنا قرب مستوطنة "كريات أربع" وأجبرت سكانها على الخروج إلى العراء في ظل البرد الشديد. كما احتجزت المواطن كايد دعنا وأفراد عائلته في معسكر واد الحصين.
وطالت اقتحامات الاحتلال مدينة نابلس، فقد شهدت البلدة القديمة اقتحامًا تخللته اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال. وفي جنين، وقعت اشتباكات مسلحة في بلدة فحمة جنوب المدينة، حيث أطلق مقاومون النار على القوات المقتحمة.
وفي حادثة أثارت غضبًا واسعًا، استشهدت الصحافية شذى الصباغ مساء السبت، بعد إصابتها بطلق ناري في رأسها في مخيم جنين، والذي يشهد عملية أمنية تشنها أجهزة السلطة الفلسطينية منذ 23 يومًا. واتهمت عائلتها السلطة الفلسطينية بارتكاب هذه الجريمة، حيث ذكر موقع "الترا فلسطين" أن صهيب المرعي، زوج شقيقة الصحافية شذى، اتهم أحد عناصر الأمن بفتح النار بشكل متعمّد ومباشر على شذى التي كان برفقتها والدتها، وشقيقة صهيب، وطفليه، حين خرجوا لشراء بعض الحاجيّات من بقالة في الطابق العلوي، في منطقة تشهد تواجدًا مكثّفًا لعناصر الأمن.
من جهته، نفى الناطق باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب تورط الأجهزة الأمنية، متهمًا "خارجين عن القانون" بتنفيذ الجريمة.
ونعت نقابة الصحافيين الصحافية شذى الصباغ، طالبة الصحافة في جامعة القدس المفتوحة بنابلس، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تضم ممثلين عن النقابة، كما انتقد صحافيون تسرع الأجهزة الأمنية في إصدار بيان يلقي المسؤولية على جهة دون إجراء تحقيق كافٍ، مشيرين إلى حالات سابقة مشابهة.
كما نعت حركة "حماس" الصحافية الفلسطينية، وقالت في بيان، اليوم الأحد: "ننعى الشهيدة الصحفية شذى الصباغ، والتي استشهدت بعد استهدافها بشكل مباشر ومتعمد من قبل عناصر أجهزة السلطة، التي كانت تتواجد أمام منزل لأقاربها برفقة أطفال ونساء في مخيم جنين".
وتواصل الأجهزة الأمنية الفلسطينية عملياتها التي بدأت في 5 كانون الأول/ ديسمبر الجاري تحت عنوان "ملاحقة الخارجين عن القانون". وأسفرت العملية حتى الآن عن مقتل 11 فلسطينيًا، بينهم خمسة مدنيين، وسط دعوات متزايدة لوقف التصعيد.
