21-يناير-2025
السودان

لاجئون سودانيون في جنوب السودان (مفوضية اللاجئين)

مع اقتراب دخول الحرب الدائرة في السودان عامها الثاني، تصاعدت حدة الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين، بواسطة أطراف الحرب، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بالتزامن مع الدعوات الدولية والإقليمية لإنهاء الصراع وإنقاذ المدنيين من الأوضاع الكارثية التي تعصف بالبلاد.

حيث أعلنت نقابة وشبكة طبيتين في السودان، أمس الأحد، عن مقتل 20 شخصًا وإصابة 21 آخرين، إثر هجمات نفذتها قوات "الدعم السريع" في مناطق مختلفة بالسودان، سيما في ولايتي شمال دارفور والجزيرة. وتأتي هذه التطورات في ظل الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، التي أدت إلى تصاعد الانتهاكات الإنسانية في البلاد.

وفي بيان نشرته وكالة "الاناضول" أوضحت شبكة أطباء السودان أن 15 شخصًا قُتلوا وأُصيب 5 آخرون جراء هجوم شنته قوات "الدعم السريع" على منطقة جبل حلة شرق مدينة أم كدادة في ولاية شمال دارفور. وأشارت الشبكة إلى أن القوات المهاجمة نفذت عمليات نهب واسعة، مما أسفر عن تهجير السكان المحليين.

مع اقتراب دخول الحرب الدائرة في السودان عامها الثاني، تصاعدت حدة الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين، بواسطة أطراف الحرب، في المناطق الخاضعة لسيطرتها

وأدانت الشبكة هذه الأعمال ووصفتها بأنها "جرائم ترقى إلى الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية"، داعيةً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الانتهاكات الممنهجة ضد المدنيين.

في ولاية الجزيرة، أكدت نقابة أطباء السودان أن قوات "الدعم السريع" ارتكبت انتهاكات خطيرة في مدن وبلدات، من بينها الحصاحيصا وأربجي وأبو عشر. وشمل ذلك احتلال مستشفى أربجي، المستشفى الوحيد العامل في المنطقة، مما زاد من معاناة السكان المحليين.

وأفادت النقابة بأن الهجمات أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 16 آخرين بالرصاص الحي، بالإضافة إلى نهب الممتلكات العامة والخاصة. كما أكدت أن تدمير محطات الكهرباء والمياه واستهداف البنية التحتية يُعد جرائم حرب وفق القانون الدولي.

وفي انتهاك آخر، اغتالت قوات الدعم السريع، في منطقة السقاي بمدينة الخرطوم بحري، المعلمة نادية بلال محمد صديق، بتهمة التعاون مع استخبارات الجيش السوداني، مثلما صرح أحد أقربائها لموقع "الترا سودان".

ووفقًا لبيان أصدرته لجنة المعلمين السودانيين، الأحد، فإن قوة من الدعم السريع اعتدت بالضرب على المعلمة نادية بلال، ومن ثم قتلتها شنقًا، بعد مطالبتها بإطلاق سراح ابنها المعتقل لدى الدعم السريع.

وثمة انتهاكات تم اتهام الجيش السوداني بارتكابها، وحسبما نقله "الترا سودان" عن "هيئة محامي دارفور"، فقد قتل الروائي والإعلامي، الدكتور يحيى فضل الله حماد، جراء التعذيب الشديد بواسطة منتسبين للجيش السوداني، قبل نقله إلى مستشفى النو في أم درمان، حيث توفي هناك.

وقال بيان "هيئة محامي دارفور"، إن الروائي يحيى فضل الله حماد، "تم اتهامه بهتانًا بالتعاون مع الدعم السريع، وحرم وهو يعاني من آثار التعذيب ومرض السكري من تلقي العلاج، وذلك بحسب إفادات قريبين منه".

وتشهد ولاية الجزيرة توترات متزايدة، حيث استعادت قوات الجيش، في وقت سابق من هذا الشهر، السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة الولاية، بعد نحو عام من سيطرة قوات "الدعم السريع". ومع ذلك، لا تزال الأخيرة تسيطر على مناطق أخرى في الولاية، من بينها الحصاحيصا والكاملين.

وفي إقليم دارفور، تسيطر قوات "الدعم السريع" على معظم الولايات الأربع، باستثناء أجزاء من ولاية شمال دارفور وعاصمتها الفاشر، التي تخضع للجيش وقوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام في 2020.

ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/ نيسان 2023، خلفت الحرب أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة. وتشير أبحاث أمريكية إلى أن العدد الفعلي للقتلى قد يصل إلى 130 ألف شخص. ومع استمرار الصراع في 13 ولاية سودانية من أصل 18، تتزايد التحذيرات الأممية والدولية من كارثة إنسانية وشيكة. ويواجه الملايين خطر المجاعة والموت بسبب نقص الغذاء وانهيار البنية التحتية الأساسية

.