05-مارس-2021

خسارة تاريخية لليفربول أمام تشيلسي (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

واصل ليفربول مسلسل انحداره في ملعبه بالدوري الإنجليزي الممتاز، ودخل مرحلة غير مسبوقة في تاريخه الممتد منذ القرن التاسع عشر، حينما تلقّى الهزيمة الخامسة تواليًا في معقله بالمسابقة، وهو أمر لم يحدث من قبل على الإطلاق، حدث ذلك بأقدام كتيبة تشيلسي التي اقتنصت فوزًا هامًا وضعها في المركز الرابع في الترتيب، فيما تراجع حامل اللقب للمركز السابع.

اتّجهت الأنظار إلى ملعب الأنفيلد الذي احتضن قمّة مباريات المرحلة الـ27 من الدوري الإنجليزي الممتاز بين ليفربول وتشيلسي، البلوز لم يسبق أن تلقّوا أي هزيمة بقيادة مدرّبهم توماس توخيل، فيما يعاني ليفربول من سوء النتائج على أرضه، صدّقوا أو لا تصدّقوا، لم يفز الريدز على ملعبهم في أيّ مباراة بالعام الحالي، بل هُزم فيها جميعًا، فيما يواصل البلوز نتائجهم الجيّدة في الآونة الأخيرة، رغم تعثّرهم في الجولة الماضية بالتعادل أمام مانشستر يونايتد.

تلقّى ليفربول الهزيمة الخامسة تواليًا على ملعبه للمرّة الأولى في التاريخ، ولم ينجح الفريق في تحقيق أي انتصار بالأنفيلد خلال العام الحالي

ظنّ يورغن كلوب أن فريقه استعاد ألقه، بعد فوزه في الجولة الماضية في ملعب شيفيلد يونايتد، فوزٌ أتى بعد أربع خسارات متتالية، وكان لا بدّ له من تأكيد هذه الصحوة من خلال انتصار على أحد كبار البريميرليغ، فنزيف النقاط أدّى إلى فقدان أمل الحفاظ على اللقب، تقلّصت الآمال إلى ضمان مقعد يوصل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، المنافس هنا هو أحد المتصارعين على هذا المقعد، والفوز يعني أكثر من ثلاث نقاط، فهو سيساهم بإزاحة منافس شرس على المراكز الأربعة الأولى.

زاد الضغط على الفريقين قبل بداية المواجهة، إثر فوز إيفرتون على مضيفه ويست بروميتش ألبيون بهدف وحيد سجّله ريتشارلسون، أدّى ذلك لاعتلاء فريق كارلو أنشيلوتي المركز الرابع، كذلك حقّق توتنهام فوزًا هامًا على فولهام بهدف وحيد، وهنا اقترب مورينيو من ليفربول، لم يعد يبتعد عنه سوى بفارق نقطة واحدة، أراد ليفربول أن يتفوّق على البلوز من أجل اقتناص المركز الرابع، كذلك ودّ تشيلسي بفوز تاريخي على أصحاب الأرض، يجعلهم في المركز الرابع عوضًا عن إيفرتون، الفوز سيكون تاريخيًّا بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، لأنّه لم يحدث في البريميرليغ أن فاز البلوز في الأنفيلد منذ عام 2014، كذلك لم يسبق للريدز أن هُزموا في ملعبهم خمس مباريات متتالية على الإطلاق.

اقرأ/ي أيضًا: ليفربول أبرز المتضرّرين.. وكلوب المسؤول الأوّل

بدأ ليفربول المباراة بضغط كثيف ومبكّر على مرمى الضيوف، استمرّ ذلك 10 دقائق دون أي تهديد حققي على مرمى الحارس إدوارد ميندي، وعلى عكس مجريات اللقاء، كاد فيرنر أن يسجّل أوّل الأهداف لتشيلسي من تسديدة قويّة علت عارضة الحارس بيكر، من حينها كشّر الضيوف عن أنيابهم، وضغطوا على مرمى الريدز، وأثمر ذلك عن هدف لفيرنر ألغاه الحكم بداعي التسلّل بعد استعانته بتقنيّة الفيديو.

تحرّكات محمّد صلاح المتميّزة لم تنجح في تمكين ليفربول من تسجيل الهدف، وتمريرة النجم المصري المتميّزة لساديو ماني لم يستغلّها السنغالي بالشكل الأمثل، على عكس الضيوف الذين لدغوا مرمى بيكر أكثر من مرّة، أسفرت إحداها عن هدف السبق، حينما تلاعب ماسون ماوت بفابينيو وصوّب كرة قويّة على يسار الحارس البرازيلي، كان ذلك قبل نهاية الشوط الأوّل بثلاث دقائق.

حاول ليفربول أن يعدّل النتيجة مع بداية الشوط الثاني، لكنّه لم ينجح في فكّ طلاسم دفاع البلوز، الأخير اعتمد على الهجمات المرتدّة التي أرهقت دفاعات الريدز، تطوّر ذلك إلى استعراض جميل للاعبي تشيلسي بمهارات تبادل الكرة فيما بينهم، وكادوا أن يسجّلوا هدفًا بعد 27 تمريرة دون أن يلمسها أيّ من لاعبي الريدز، لكنّ الحارس بيكر أنقذ الموقف، وتصدّى لكرة تشيلويل، ارتدّت الكرة إلى النجم المغربي حكيم زياش وصوّبها قويّة، لكنّ مدافع ليفربول انتشلها من على خطّ المرمى.

الصدمة اتت من جماهير الريدز حينما أخرج المدرّب يورغن كلوب من الملعب أفضل نجوم الفريق وأكثرهم فاعليّة في المباراة، ولنقل أقلّ اللاعبين سوءًا في هذا اللقاء، علامات الغضب كانت واضحة على وجه النجم المصري، وكيل أعماله رامي عبّاس نشر في لحظتها على تويتر تغريدة مثيرة للجدل، وضع نقطة فقط دون أي شيء آخر، هل هي نقطة اللاعودة؟ أيًّا كان مقصد هذه النقطة، فستسيل الكثير من الحبر بالساعات القليلة القادمة.

كاد فيرنر أن يضيف الهدف الثاني لتشيلسي، بعدما انفرد بالحارس بيكر، الأخير أنقذ فريقه مرّة أخرى، في وقت سرى اليأس في نفوس لاعبي الريدز، بسبب صلابة دفاع تشيلسي من جهة، وقلّة حيلتهم من جهة أخرى، هم لم يسدّدوا أي كرة على مرمى ميندي منذ بداية المباراة، حدث ذلك أخيرًا من كرة رأسيّة لفينالدوم، أمسكها بسهولة الحارس السنغالي، وكان ذلك قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، ليتلقّى ليفربول هزيمته الخامسة تواليًا على ملعبه في البريميرليغ، وهو أمر لم يحدث من قبل، تأسّس النادي في عام 1892، وظنّ الكثيرون أن الفريق يعيش حاليًا أفضل أيام مجده، لكنّ هذه الهزيمة ستجعلهم يعيدون النظر في ذلك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الدوري الإنجليزي.. التعادل السلبي يحسم موقعة تشيلسي واليونايتد

اقتنص فوزًا تاريخيًا في ديربي الميرسيسايد.. إيفرتون يُعيد ليفربول قرنًا للوراء