05-مارس-2023
Iran

أكثر من 900 طالبة في مدارس متفرقة من البلاد تعرضن للتسمم ولا يزال السبب مجهولًا. (GETTY)

تعرضت أكثر من 900 طالبة في إيران للتسمم، إذ نقلت العديد منهنّ بعدها للمستشفيات لتلقي العلاج ، في حين ازدادت اعتصامات الأهالي المطالبة بالكشف عن الأسباب الحقيقية وراء ما حدث.

حالات التسمم امتدت لمحافظات عدة شملت أذربيجان الغربية وهمدان وزنجان بالإضافة إلى العاصمة طهران

حالات التسمم امتدت لمحافظات عدة شملت أذربيجان الغربية وهمدان وزنجان بالإضافة إلى العاصمة طهران، ولا تزال الأسباب غير معلومة إلى الآن، إلا أن مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أشارت إلى استنشاق الفتيات لغاز ما تسبب في تسممهن، إذ ظهرت عليهن أعراض من قبيل مشاكل الجهاز التنفسي والغثيان والدوار والإرهاق، إلا أن الحالات جميعها تماثلت للشفاء خلال 24 ساعة من ظهور الأعراض ولم ينجم عن موجات التسمم أية حالة وفاة.

سلسلة من حوادث "متعمدة"

السلطات الإيرانية فتحت تحقيقًا في الحوادث بعد ضغوط من أهالي الطالبات الذين احتجوا في عدة مناطق واشتبكوا مع رجال الأمن في بعضها، كما أشار بيان رسمي إلى أن الحوادث قد تكون متعمدة من قبل متشددين يهدفون إلى إغلاق مدارس الفتيات.

من جهته قال نائب وزير الصحة الإيراني، يونس بناهي، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إنه "أصبح من الواضح أن بعض الناس يريدون إغلاق جميع المدارس، وخاصة مدارس البنات"، وأضاف أن "المواد الكيماوية المستخدمة ليست عسكرية بل إنها متاحة للجمهور".

في المقابل، شكك آخرون في الرواية الرسمية واتهموا السلطات بالمسؤولية عن حالات التسمم وأنها تنتقم من الطالبات، إذ كانت المدارس والجامعات الخاصة بالفتيات من أهم أماكن التظاهر خلال الاحتجاجات الأخيرة ضد مقتل الفتاة مهسا أميني على أيدي الشرطة قبل خمسة شهور.

ووفقًا لشهادات الطالبات في العديد من الحالات، فقد شممن روائح تشبه روائح الحمضيات أو السمك الفاسد قبل أن تبدأ الأعراض بالظهور، ولكن خبراء في الأسلحة الكيميائية أكدوا صعوبة معرفة المادة المتسببة بحالات التسمم وذلك لأن جمع العينات يتطلب وجود المختصين في عين مكان الحدث مع المعدات اللازمة وهو أمر صعب إذ لا يمكن التنبؤ بمكان موجة التسمم المقبلة.

موجة التسمم هذه ليست الأولى، إذ سبق وانتشرت موجات مشابهة في أوقات سابقة وأماكن مختلفة، وقد سجلت أولى حالات التسمم في مدرسة في مدينة قم، إذ أصيبت 18 فتاة في إحدى المدارس في نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وتبعت تلك الحادثة حوادث أخرى في أوقات متفرقة ضربت 58 مدرسة في ثماني محافظات، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية.

اتهامات متبادلة ومطالبات بالتحقيق

الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قال البارحة الجمعة إن "أعداء البلاد" يقفون وراء حوادث التسمم، وأضاف أن "هذا مشروع أمني يهدف إلى إحداث الفوضى في البلاد إذ إن الأعداء يسعون إلى بث الخوف والشعور بعدم الأمان بين الأهالي والطلاب."

السلطات الإيرانية تتهم "أعداء البلاد" بتعمد تسميم الفتيات، في حين أبدت دول عدة قلقها وطالبت بفتح تحقيق شفاف.

من جانبها، دعت الأمم المتحدة البارحة إلى إجراء تحقيق شفاف بشأن حوادث التسمم، وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، إن المنظمة على تواصل مع السلطات الصحية الإيرانية وأنها "تستخدم وسائل أخرى لاستيعاب ما حدث بشكل أفضل لكي تكون لدينا أدلة أفضل".

أما وزيرة الخارجة الألمانية، أنالينا بايربوك، فوصفت الأنباء عن حوادث التسمم في تغريدة على تويتر بالصادمة ودعت إلى "توضيح الحقائق بشأن جميع الحالات".

 

المتحدث باسم الخارجة الإيرانية، ناصر كنعاني، رد على بايربوك فقال إن "العمل التخريبي والمعادي للأمن قيد التحقيق"، وأضاف أن "النظام الإيراني جاد وحاسم جدًا في سعيه لتحديد المجرمين واجتثاث المؤامرة."

 

في حين قال وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، إن المواقف الغربية حيال القضية تتسم بأنها "تدخلية" وأنها "موضع الشك" وهي "جزء من حرب الأعداء."