22-سبتمبر-2020

دعم أبراموفيتش الاستيطان في القدس بملايين الدولارات (أ.ف.ب)

الترا صوت – فريق التحرير 

كشفت مئات الوثائق المسربة بشأن تقارير الأنشطة المالية المشبوهة التي قُدمت لوكالة مكافحة الجرائم المالية في وزارة الخزانة الأمريكية، والمعروفة اختصارًا بـ"فنسن"، عن منح الملياردير الروسي النافذ ومالك نادي تشيلسي اللندني رومان أبراموفيتش تبرعات بعشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية لجمعية إلعاد الاستيطانية في القدس المحتلة.

منح الملياردير الروسي النافذ ومالك نادي تشيلسي اللندني رومان أبراموفيتش تبرعات بعشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية لجمعية إلعاد الاستيطانية في القدس

وبيّنت الوثائق التي كشف عنها لأول مرة موقع بازفيد نيوز الأمريكي بالاشتراك مع شبكة الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين وشبكة BBC عربي، أن أبراموفيتش الحاصل على الجنسية الإسرائيلية في عام 2018، يُصنف لدى حكومة تل أبيب على أنه "فاعل خير"، لقاء ما يقدمه من تبرعات بمبالغ ضخمة لدعم المشاريع المحلية في قطاعات البحث والتطوير والاستثمار.

اقرأ/ي أيضًا: تسريبات "فنسن".. ما علاقة أبوظبي والرياض؟

ووفقًا لما ورد في الوثائق المسربة فإن أبراموفيتش تبرع بأكثر من مائة مليون دولار، ما يعادل 74 مليون جنيه إسترليني، لمجموعة إلعاد الاستيطانية التي تنشط في الحي الفلسطيني (سلوان) في القدس المحتلة ما بين عامي 2005 – 2018، عبر أربع شركات يملكها أو يسيطر عليها الملياردير الروسي، مسجل ترخيصها في جزر العذروات البريطانية.

وأظهرت ملفات فنسن المسربة أن الأرقام التي تبرع بها أبراموقيتش للمجموعة الاستيطانية وضعته في مقدمة قائمة المتبرعين لها خلال الـ15 عامًا الماضية، وهي مبالغ تضاف إلى المبالغ التي تتلقاها من الحكومة الإسرائيلية، وذلك لقاء عملياتها الاستيطانية في القدس الشرقية، حيثُ تحدث عديد التقارير عن نشاط إلعاد في تعزيز التهويد في سلوان.

وتدير إلعاد المواقع الأثرية في سلوان، وهو الحي الذي تطلق عليه الجمعية الاستيطانية اسم "مدينة داوود"، وتحولت المواقع مع مرور الوقت مركزًا لجذب السياح للمنطقة، وذلك على الرغم من انتقادات الاتحاد الأوروبي لعمليات الحفر التي تنفذها الجمعية في الحي، بالإشارة إلى أن الهدف منها تجاهل التاريخ المتنوع له من أجل فرض "الرواية الإسرائيلية"، ومحاولة "فصل المكان عن محيطه الفلسطيني".

كما تؤكد جمعية مدينة داوود (عير دافيد) الاستيطانية عبر موقعها الإلكتروني على التزامها "بمواصلة تراث الملك داوود، وتعزيز الاتصال الإسرائيلي الحالي والتاريخي بمدينة القدس القديمة من خلال عدة مبادرات رئيسية، وهي: الحفريات الأثرية، وتنمية السياحة، وتنشيط البرامج السكنية والتعليمية"، وكانت إلعاد من ضمن الجمعيات الاستيطانية التي نشطت عبر السيطرة على منازل الفلسطينيين باستخدامها القوانين الاستيطانية التي تسمح للحكومة الإسرائيلية بالاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين.

وجاء الكشف عن "التبرعات السخية" التي قدمها أبراموفيتش للجمعية الاستيطانية بعد الاطلاع على ما يزيد عن ألفي وثيقة مسربة، والتي عرفت باسم "وثائق فنسن"، فصلت عمليات غسيل أموال مشبوهة لما يقدر بتريليوني دولار، كانت قد تضمنتها الوثائق المصرفية الموسومة بـ""تقرير عن نشاط مريب (SAR)"، وسط احتمالات بأن يكون جرى غسيل هذه الأموال من خلال النظام المالي الأمريكي، مما أدى لتراجع سعر الأسهم في القطاع البنكي اعتبارًا من يوم الاثنين، فضلًا عما تضمنته من أسماء بارزة، من بينها بول مانافورت، المدير السابق لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ولم يكشف التقرير إذا ما كانت الشركات التي يديرها أبراموفيتش في جزر العذراوات، أو التبرعات السخية للجمعية الاستيطانية قد أدرجت ضمن إحدى تقارير SAR، أم عبر وثائق تدعم خرق أبراموفيتش لقوانين أي دولة مرتبطة بالموضوع ذات الصلة، على الرغم من ورود اسم أبراموفيتش في إحدى تقارير SAR فيما يتعلق باستخدامه الشركات الوهمية في نشاطه في عالم كرة القدم في عام 2016.

وكان برنامج بانوراما على شبكة BBC قد نقل على لسان جمعية إلعاد تأكيد التزامها بالقوانين والتشريعات الإسرائيلية الخاصة بالمنظمات غير الربحية، بما فيها تلك الخاصة بمتطلبات الشفافية، وأضافت ردًا على سؤال مرتبط بما إذا كان أبراموفيتش من المتبرعين للجمعية، بأنها تتبع سياسة تحترم خصوصية المتبرعين لها.

 نقلت شبكة بي بي سي على لسان المتحدث باسم الملياردير الروسي قوله إن "السيد أبراموفيتش ملتزم وسخي في دعم إسرائيل"

كما نقلت الشبكة على لسان المتحدث باسم الملياردير الروسي قوله إن "السيد أبراموفيتش ملتزم وسخي في دعم إسرائيل والمجتمع المدني اليهودي، وخلال السنوات العشرين الماضية تبرع بأكثر من خمسمائة مليون دولار لدعم الرعاية الصحية والعلوم والتعليم والجاليات اليهودية في إسرائيل وحول العالم".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

رومان أبراموفيتش.. مافيا وكرة قدم أيضًا

مواقف الإدارات الأمريكية من القدس.. تاريخ من التواطؤ