04-فبراير-2023
(Activestills/Ahmad Al-Bazz)

أطفال يلعبون كرة القدم في مخيم جنين شمال الضفة الغربية (Activestills/Ahmad Al-Bazz)

 كشفت وثائق جديدة نشرها موقع الانتفاضة الإلكترونية أن الحكومة البريطانية تتجسس على اللاجئين الفلسطينيين تحت غطاء البحوث الأكاديمية، إذ أجرت مجموعة من الباحثين مقابلات مع لاجئين في مخيمات في الضفة الغربية والأردن ولبنان ضمن خطط حكومية بريطانية للتجسس على اللاجئين ومراقبة توجهاتهم.

الوثائق المسربة كشفت عن جهود بريطانية استخباراتية سرية جرت تحت غطاء دراسات أكاديمية تهدف لمراقبة توجهات اللاجئين في "انتقاد السياسة الخارجية الغربية والإسرائيلية"

الوثائق التي نشرها تقرير استقصائي على الموقع،  كشفت عن جهود بريطانية استخباراتية سرية جرت تحت غطاء دراسات أكاديمية تهدف لمراقبة توجهات اللاجئين في "انتقاد السياسة الخارجية الغربية والإسرائيلية"، إذ أجرت المجموعة التي عرّف أفرادها عن أنفسهم على أنهم باحثون، مقابلات مع سكان مخيمات فلسطينية، وأجريت العملية بإشراف القنصلية البريطانية في الشطر الشرقي من القدس المحتلة.

كما يشير التقرير إلى أن المتعاقدين شددوا على "ضرورة ضمان سرية المعلومات المتعلقة بمصادر تمويل البرنامج وأهدافه" بهدف التقليل من خطر تشكيك اللاجئين بالبرنامج، أو تدخل القادة في المخيمات في سير العمل بالبرنامج الذي خصصت له ميزانية مؤقتة قدرها 120 ألف دولار.

باحثة فلسطينية ضمن البرنامج

التقرير ذكر أن أربعة باحثين قاموا على المشروع، ترأسهم شركة آدم سميث إنترناشونال، المتعاقدة مع الاستخبارات البريطانية، كما يضم الفريق الباحثة الفلسطينية- الهولندية سمر بطراوي، وهي عضو في مركز الأبحاث الفلسطيني "الشبكة" وزميلة زائرة سابقة في جامعة بيرزيت، وتصفها الوثائق على أنها "خبيرة في الهوية الفلسطينية وتنظيم القاعدة لدى شركة آدم سميث إنترناشونال".

يضم الفريق أيضا الباحث تشارلي وينتر، الذي يصفه التقرير بأنه خبير في التطرف ولديه "خبرة واسعة في تقديم خدمات بحثية مخصصة للحكومات والجيوش ومنظمات القطاع الخاص"، كما أنه عمل في مركز كويليام البريطاني للأبحاث التابع للمخابرات البريطانية والمعروف بمعاداته للمسلمين.

Jenin refugee camp.
تكشف التسريبات أن الدافع وراء إطلاق العملية هو "ارتفاع مخاطر عدم الاستقرار" في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. (GETTY)

أما العضو الثالث في الفريق فهي الباحثة سارة أشرف التي تصفها الوثائق على أن لديها خبرة في العمل على "مواد حساسة لها صلة بالتمرد ومكافحة التمرد والتطرف والجهادية العابرة للحدود والأسس الأيديولوجية لمختلف أشكال التطرف".

ويضم الفريق أيضا هاري هولكروفت الذي تصفه الوثائق بأنه "خبير تدخل لمكافحة التطرف العنيف" وأن لديه "علاقات متطورة عبر قطاعات الحكومة والتنمية والأمن والمجتمع المدني"، وحصل على درجة أولى في اللغتين العربية والفارسية، وقد أدار سابقًا مشاريع بحثية مغلقة حول تقاطع التطرف والقضايا الفلسطينية لصالح حكومة صاحبة الجلالة".

يشير التقرير إلى أن هولكرافت عمل سابقا لدى شركة بيل بوتنغر البريطانية سيئة السمعة التي كان لها دور في نشر نعرات عرقية ومعلومات كاذبة في جنوب إفريقيا.

تقول سمر بطراوي إنها كانت تعتقد أنها بوصفها فلسطينية يمكنها تغيير مثل هذه السياسات من الداخل، وهو ما دفعها للمشاركة في البداية في البرنامج، إلا أنها لم تعد تعتقد أن ذلك أمر ممكن

 الوثائق تشير إلى أن بطراوي وأشرف ووينتر عملوا على إجراء البحث وكتابة نتيجته النهائية، وهو ما نفته بطراوي، التي قالت إنها لم تجرِ أي مقابلات مع فلسطينيين ولم تسافر إلى فلسطين، بل اقتصرت مشاركتها على مرحلة إعداد البحث الأولي، ثم تركت العمل في البرنامج.

تضيف بطراوي أنها كانت تعتقد أنها بوصفها فلسطينية يمكنها تغيير مثل هذه السياسات من الداخل، وهو ما دفعها للمشاركة في البداية في البرنامج، إلا أنها لم تعد تعتقد أن ذلك أمر ممكن. كما قالت بطراوي إنها لم تتواصل مع القنصلية البريطانية أثناء العملية وأنها لم تكن على دراية بأن من تجرى معهم المقابلات لا يعرفون عن انخراط الحكومة البريطانية في البرنامج.

عملية ضمن برنامج أوسع

يأتي البرنامج الذي كشفت عنه الوثائق المسربة ضمن برامج "بريفينت" لمكافحة ما تصفه بريطانيا بالتطرف العنيف في البلاد، ورغم أن البرنامج وصف بمعاداته للإسلام والتمييز العرقي إلا أن الحكومات البريطانية المتعاقبة تدافع عنه وتزعم أنه يساعد في منع الهجمات الإرهابية.

كما تكشف الوثائق أن السجلات العامة لبرنامج عملية السلام في الشرق الأوسط التابع لوزارة الخارجية البريطانية والذي يشرف على تمويل العملية التي كشفت عنها التسريبات، تؤكد أن الدافع وراء إطلاق العملية هو "ارتفاع مخاطر عدم الاستقرار" في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، كما تحذر من "احتمال وصول العنف إلى إسرائيل" وشن "هجمات إرهابية ضد إسرائيليين"، وهو ما على المملكة المتحدة إيقافه بشكل استباقي من خلال عملياتها السرية.