مع احتدام المنافسة بين المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، ظهرت حملة إعلانية على منصة "يوتيوب" في ولاية ميشيغان الأميركية، التي تضم أكبر تجمع للأميركيين المسلمين، ومن أصول عربية، تقوم بتسليط الضوء على أفكار هاريس "الداعمة لإسرائيل"، وحقيقة أن زوجها، دوغ إمهوف، يهودي الديانة.
تكشف صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الحملة يبدو أنها ممولة من مجموعة مرتبطة بالجمهوريين،والجهة التي تمول الحملة الإعلانية، تستهدف سكان ولاية ميشيغان وفي المقدمة مدينة ديترويت، التي يقطنها عدد كبير من المسلمين والعرب الأميركيين. وتركز الحملة على منصة "يوتيوب"، على دعم هاريس لـ"إسرائيل"، وديانة زوجها إمهوف.
إذا جاء في تعليق بأحد الفيديوهات الممولة: "دوغ إمهوف سيكون أول زوج يهودي على الإطلاق لرئيسة البلاد، وذلك في حال انتخبت هاريس"، وفي إعلان أخر يظهر العلم الإسرائيلي على الشاشة، ويلفت لديانة إمهوف، في إشارة إلى "تشبيه معاد للسامية حول الولاء المزدوج"، وفق "نيويورك تايمز"، وقال المعلق في الإعلان: "كامالا هاريس ودوغ إمهوف: يصنعان التاريخ ويدافعان عن الحق ويدعمان إسرائيل".
الجهة التي تمول الحملة الإعلانية، تستهدف سكان ولاية ميشيغان وفي المقدمة مدينة ديترويت، التي يقطنها عدد كبير من المسلمين
وجاء في إعلان آخر، أن "هاريس تقف إلى جانب إسرائيل والشعب اليهودي"، فيما ظهرت صور لمظاهرات داعمة للفلسطينيين مع تعليق: "أنصار الحرية لفلسطين يكرهونها. يمكننا أن نثق في دعمها لإسرائيل دائمًا".
وكشف مركز الشفافية التابع لشركة "جوجل"، أن لجنة سياسية تحمل اسم "تحالف المستقبل" (PAC)، نشرت ستة إعلانات منذ الخامس من أيلول/سبتمبر، تتعرض ثلثة منها بشكل صريح إلى معتقدات إمهوف، وتركز الإعلانات الأخرى بشكل مباشر على دعم هاريس لـ"إسرائيل".
وأنفقت المجموعة حوالي 54 ألف دولار حتى الآن على إعلانات "يوتيوب" خلال تلك الفترة، وفق بيانات "جوجل" حتى أمس الخميس، وهو مبلغ يبدو قليلًا بالنسبة لتكاليف حملة إعلانات، لكن قد يكون له تأثير حينما يستخدم لاستهداف ناخبين محددين في منطقة مثل ديترويت والمناطق المحيطة بها، بحسب الصحيفة الأميركية.
بدوره، تحدث موقع "هافينغتون بوست" الإخباري، عن قيام لجنة عمل سياسي أسسها جمهوريون، بتمويل حملة إعلانات رقمية في ولاية ميشيغان، تشير إلى أن هاريس تقف مع "إسرائيل" في خضم الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، وجاء في أحد الإعلانات أن "هاريس وضعت أنصار فلسطين الحرة عند حدهم".
وبحسب الموقع الإخباري يبدو أن الحملة الإعلانية تهدف إلى إقناع الناخبين المسلمين والعرب وغيرهم ممن قد يكونون متعاطفين مع الفلسطينيين بعدم دعم هاريس، من خلال تسليط الضوء على تعهداتها بدعم "إسرائيل".
وفقًا للإفصاح عن الإعلانات السياسية في شركة "ميتا بلاتفورمز"، ومنصة "سناب شات"، تستهدف الإعلانات، التي يتم بثها على "فيسبوك" و"إنستغرام" و"سناب شات"، مجموعة معينة من المجتمعات في ميشيغان، ولم يتم إنفاق سوى مبلغ صغير من المال على الإعلانات حتى الآن.
وبحسب الإفصاح، استهدفت الإعلانات بالدرجة الأولى مدينة ديربورن، ذات الأغلبية العربية، ومركز حركة "غير ملتزم"، التي رفضت دعم الرئيس، جو بايدن، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، كما استهدفت مدن ديترويت وهامترامك وكولد ووتر، المدينة الريفية الواقعة في جنوب ميشيغان.
وجاء في مقطع فيديو مدته 30 ثانية: "أكدت نائبة الرئيس، هاريس، مرارًا وتكرارًا أنها تقف مع إسرائيل والشعب اليهودي. وهي تدرك الرابطة غير قابلة للكسر بين الولايات المتحدة وإسرائيل. لذلك عندما جاء (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو إلى العاصمة، استضافته هاريس في البيت الأبيض. وعندما دافع أنصار فلسطين الحرة عن غزة، وضعتهم هاريس عند حدهم"، ويستمر الإعلان بالقول: "أنصار فلسطين حرة، يكرهونها".
من جهتهم، وصف الديمقراطيون في ميشيغان، حملة الإعلانات بأنها "خدعة قذرة من الجمهوريين"، فقد قام "تحالف المستقبل" (PAC)، الذي تم تشكيله في تموز/يوليو الماضي، بدفع ثمن الإعلانات. وعلى الرغم من أن اسمه يوحي بتوجه ليبرالي، لكن تشير وثائق لجنة الانتخابات الفيدرالية إلى أن أمين صندوق التحالف يدعى، راي زابورني، وهو ناشط جمهوري مقيم في ولاية بنسلفانيا. ولم تبلغ المجموعة بعد عن جمع التبرعات إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية.
يلفت موقع "هافينغتون بوست"، إلى أن الجمهوريين لطالما فكروا في حملة إعلانات تهدف إلى تسليط الضوء على دعم بايدن وهاريس لـ"إسرائيل" في المجتمعات المسلمة بولاية ميشيغان، وهي ولاية متأرجحة، حيث أدى دعم المجتمعات المسلمة لبايدن، بهوامش رجحت كفته عام 2020.
وصف الديمقراطيون في ميشيغان، حملة الإعلانات بأنها "خدعة قذرة من الجمهوريين"
وكانت صحيفة "واشنطن بوست"، قد نقلت في تقرير لها، نشرته الأسبوع الماضي، أن حملة ترامب "تحاول استغلال غضب الأميركيين العرب والمسلمين من سياسة إدارة بايدن تجاه الحرب في غزة، لكسب أصواتهم في السباق الرئاسي".
وذكرت الصحيفة أن صهر ترامب، مسعد بولس، الذي تزوج ابنه مايكل من تيفاني ابنة ترامب، "يقود جهودًا لإقناع الناخبين العرب الأميركيين أنه على الرغم مما قد يكونوا سمعوه، فإن الرئيس السابق هو أفضل رهان لإنهاء الحرب في غزة"، وذكرت "واشنطن بوست"، أن "بعض الأميركيين العرب والمسلمين، وهم عادة يميلون إلى الديمقراطيين، حفزهم في هذه الدورة الانتخابية شعور بأن حزبهم قد خانهم".
وبصفته ممثل ترامب للناخبين الأميركيين العرب والمسلمين، وهو دور لا تجادل فيه حملة ترامب، قام بولس خلال الأشهر القليلة الماضية بست رحلات إلى ميشيغان، وهي ولاية متأرجحة حرجة وموطن لأكبر عدد من السكان الأميركيين العرب، حيث شكل ناخبو حملة "غير ملتزم"، 13 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.