14-أبريل-2020

أُفرغت قي جسد إسكوبار 38 رصاصة إثر تسجيله هذا الهدف في مرمى فريقه (Getty)

تعد عملية تسجيل هدف عكسي داخل مرمى فريقك، واحدة من أقسى اللحظات التي يعيشها لاعبو كرة القدم، وتشعرهم  بالذنب تجاه زملائهم ومدربهم، وتجاه جماهير الفريق، وتدخل هذه الأهداف عادةً بسبب سوء تركيز اللاعب، فيفشل في تشتيت الكرة بالشكل الصحيح ويضعها داخل مرماه، أو بسبب سوء الحظ أحيانًا، حيث تصطدم الكرة به وتغيّر مسارها، وبطبيعة الحال يتعرض المدافعون وحراس المرمى لهذه المواقف أكثر  من غيرهم.

تسبّبت الأهداف العكسية بتغيير نتائج المباريات بشكل جذري، وكان إحداها سببًا في إنهاء حياة صاحبها

 ويمتلك بعض اللاعبين أرقامًا كارثية في هذا المجال، من بينهم مدافع ليفربول السابق جيمي كاراغر الذي سجّل 7 أهداف عكسية ضد فريقه، فيما يعتبر مدافع برشلونة جوردي ألبا أكثر من سجل أهدافًا عكسية في الليغا في القرن الـ21 برصيد 4 أهداف، نستعرض في ما يلي أشهر الأهداف العكسية في تاريخ كرة القدم، والتي كان لبعضها تأثير كارثيّ  على اللاعبين.

اقرأ/ي أيضًا: قتلٌ ومنشّطات.. أحداث مؤسفة في كأس العالم 1994

الهدف الذي كلّف أندرياس إسكوبار حياته

امتلكت كولومبيا منتخبًا رائعًا في مونديال 1994 في الولايات المتحدة الأميركية، وقد توقّع كثيرون أن يكون له شأنًا كبيرًا في البطولة، ضمّ المنتخب يومها نجومًا عالميين كفالديراما، رينكون وأسبريلا، وفي مباراة الفريق ضد الولايات المتحدة، سجّل المدافع أندريس إيسكوبار هدفًا عكسيًا كلّف بلاده الخروج من البطولة، أعلن اللاعب بعد المباراة عن حزنه وأسفه الشديد، وكتب رسالة مؤثرة إلى جماهير كرة القدم في كولومبيا، لكن الأمور لم تنته هنا، فبعد 8 أيام من المباراة، وأثناء تواجد اللاعب في مرآب سيارات إحدى الحانات بعد منتصف الليل، تقدم منه 3 أشخاص وأفرغوا 38 رصاصة في جسده، تبيّن لاحقًا أن عصابة تعمل في مجال مراهنات كرة القدم تقف خلف الحادثة، وقد صعقت الجريمة الأوساط الكروية حول العالم، والمجتمع الكولومبي الذي تعاطف بشكل كبير مع اللاعب، فشارك حوالى 120 ألف شخص في جنازته.

هدفان عكسيان في مباراة مونديالية واحدة!

خلال 900 مباراة تقريبًا لُعبت في نهائيات كأس العالم منذ نسخة 1930 في الأورغواي، لم تشهد سوى مباراة واحدة هدفين عكسيين، وذلك في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان في دوري المجموعات، سجل المدافع الرتغالي كوستا هدفًا ضد منتخبه في المباراة ضد الولايات المتحدة، قبل أن يعود المدافع الأميركي أغوس ويسجل بدوره هدفًا ضد فريقه في المباراة التي فازت بها الولايات المتحدة 3-2. مع الإشارة إلى أن أول هدف عكسي في تاريخ المونديال يعود للنسخة الأولى، وسجّله المدافع المكسيكي مانويل روساس في المباراة التي خسرتها بلاده ضد تشيلي 2-0. ومن ضمن أكثر من 2500 هدف سجّلت في نهائيات كأس العالم، يوجد هناك 51 هدفًا عكسيًا، أي بنسبة 2 بالمئة تقريبًا. وإذا كان لاعبو المكسيك هم أكثر من سجّلوا أهدافًا عكسية بواقع 4 أهداف، فإن منتخب فرنسا هو أكثر من استفاد منها حيث سجّل خصومه 6 أهداف، آخرها كان في نهائي مونديال 2018 الذي توّجت به.

الهدف العكسي الوحيد في نهائي كأس العالم

قدّمت كرواتيا مستوى رائعًا في مونديال روسيا 2018، وتألق مهاجمها ماريو مانذزوكيتش بشكل لافت، وسجّل هدف الفوز لفريقه ضد إنكلترا في نصف النهائي ليقود بلاده للعب المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخها، لم يكن الحظ إلى جانب ماندزو في المباراة النهائية، فحوّل ركلة حرة فرنسية عن طريق الخطأ داخل مرماه لتتقدم فرنسا 1-0، ليكون أول لاعب يسجّل هدفًا عكسيًا في مباراة نهائية لكأس العالم،  وبالرغم من أن ماندزوكيتش عاد وسجّل هدفًا لفريقه مستغلًا هفوة فادحة للحارس هوغو لوريس، إلا أنه لم ينقذ فريقه من الخسارة 4-2، ليحصل الفرنسيون على نجمتهم الثانية في المسابقة.

الأهداف العكسية في دوري أبطال أوروبا: باريزي أول الضحايا

على مستوى دوري أبطال أوروبا بنسخته الجديدة، لم يسجّل اي لاعب أكثر من هدفين عكسيين. وتضم اللائحة الطويلة للاعبين الذين سجلوا هدفين أسماءً هامة كسيرجيو راموس، جيرارد بيكيه، ويس براون، إيفان هيليغيرا والحارس الروسي إيغيو أكينفيف، وإذا كان برشلونة وسبورتينغ لشبونة هما أكثر الفرق التي سجّلت أهدافًا عكسية بواقع 9 أهداف، فإن برشلونة نفسه، بايرن ميونيخ وتشيلسي هي الفرق الأكثر استفادة برصيد 14 هدفًا عكسيًا سجلها خصومهم، في ربع نهائي نسخة 2018، سجّل لاعبو روما هدفين عكسيين في المباراة التي خسروها من برشلونة، كأكبر عدد يسجله فريق في المراحل الإقصائية، قبل أن يعود الذئاب إيابًا ويخطفوا بطاقة التأهل، بعد الفوز 3-0 في الأولمبيكو.

ولم تشهد أول نسختين من دوري الأبطال بالحلّة الجديدة أية أهداف عكسية، وكان أول هدف عكسي قد سجّله أسطورة الدفاع الإيطالي فرانكو باريزي، في مباراة فريقه ميلان التي خسرها أمام أياكس أمستردام 0-2 في نسخة 1994.

سجّل الدون ضدّ الجميع ولم يستثنِ شباك فريقه من ذلك

خلال فترة لعبه مع ريال مدريد، لم يكتفِ كريستيانو رونالدو بالرقم العظيم الذي حقّقه، من خلال التسجيل ضد كل فرق الليغا الـ31 التي واجهها، بل أضاف فريقه ريال مدريد إلى قائمة ضحاياه ليرفع العدد 32، ففي مباراة فريقه ضد غرناطة في موسم 2013، حوّل رونالدو ركلة ركنية بالخطأ في مرمى الحارس لوبيز، ليكون الهدف العكسي الوحيد الذي يسجّله الدون في مسيرته الاحترافية، وخسر الفريق يومها 1-0 ، وكانت الخسارة الأولى في الدوري للفريق ضد غرناطة.

اقرأ/ي أيضًا:

صنعوا أمجاد الميلان.. لاعبون مثّلوا جيلًا ذهبيًّا لن يتكرر

بالفيديو.. خمسة أخطاء كارثيّة ارتكبها ستيفن جيرارد في مسيرته