29-ديسمبر-2021

تساؤلات وشكوك يثير غياب الملا هيبت الله أخوند زاده (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

لا يزال غياب زعيم حركة طالبان الملا هيبت الله أخوند زاده عن المشهد الأفغاني يثير التساؤلات والشكوك، فبعد أربعة أشهر من سيطرة الحركة على العاصمة الأفغانية كابول لم يظهر أخوند زاده للعلن، على الرغم من أن طالبان أعلنت في مرات سابقة أن زعيمها شارك في اجتماعين بقتدهار، وأصدر عددًا من المراسيم في مناسبات عدة على الرغم من أنه لم تبث له أي صور أو تسجيلات فيديو.

لا يزال غياب زعيم حركة طالبان الملا هيبت الله أخوند زاده عن المشهد الأفغاني يثير التساؤلات والشكوك

إلا أن المصادر المرتبطة بالحركة قالت إن الملا أخوند زاده ليس وحده من يعمل في الخفاء بعيدًا عن أنظار الإعلام، بل أيضًا زعيم "شبكة حقاني" ووزير الداخلية الملا سراج الدين حقاني الذي يرفض الظهور والخروج إلى العلن على الرغم من مشاركته في اجتماعات عدة من دون تسجيل أو صورة، ويعتبر حقاني أحد أبرز المطلوبين للعدالة الأمريكية بتهم الإرهاب.

اقرأ/ي أيضًا: عبد الغني برادر.. كيف منحت أمريكا الحرية لوجه طالبان الأبرز؟

هذا وأكد نائب المتحدث باسم حركة طالبان بلال كريمي في حديث مع صحيفة "العربي الجديد" بأن زعيم الحركة على قيد الحياة وما يتم تداوله بشأن مقتله أو وفاته لا أساس ولا مصداقية له ولا يستحق النقاش، والحديث عن أنه لم يظهر إلى العلن غير صحيح، فهو يعقد اجتماعات بشكل متواصل مع قيادات الحركة، وقد زار مدرسة رحمانية الدينية في قندهار نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وعقد  اجتماعًا آخر مع المسؤولين في حكومة قندهار المحلية.

إلا أن المسؤول الأفغاني لم يرد عن السبب وراء غياب أي تسجيل صوتي أو مرئي أو صور لزعيم الحركة للرد على الشائعات حول غيابه وهو ما يدعم الشبهات حول مصيره.

الزعيم القبلي في ولاية بكتيا عصمت الله خان يقول في هذا الشأن، إن البلاد تمر بمرحلة عجيبة، يحكمها شخص لم نره ولا نظن أننا سنراه في القريب العاجل. وتحدث الزعيم القبلي أن الملا أخوه زاده كان من المفترض أن يأتي إلى كابول بعد سيطرة طالبان عليها ويخاطب الشعب بشكل علني لكي يقضي على كل تلك الشكوك والشبهات حول مصيره، لكن مع الأسف زاد غيابه من الغموض الذي تمر به البلاد. وأضاف الزعيم القبلي أننا نسمع بين الحين والآخر مراسيم وقرارات صادرة عنه وهي نافذة فعلًا، لكن الشعب يريد أن يراه لأن للحركة سابقة في ذلك حين أخفت نبأ وفاة زعيمها الأول ومؤسسها الملا عمر لسنوات عدة، وهو ما يخاف عامة المواطنين الأفغان من تكراره.

أما الإعلامي الأفغاني نصير أحمد طاهري، فقد أكد أن لا أحد يمكنه الجزم في الوقت الراهن بأن الرجل على قيد الحياة، فلا توجد أدلة ملموسة تثبت ذلك، وهو ما يثير الشكوك والشبهات، وبالتالي فان كل الاحتمالات مفتوحة.

 بالمقابل، لم يستبعد طاهري أن تكون طالبان خائفة على حياة زعيمها وهذا من بين أسباب عدم ظهوره، لافتًا إلى أن الأجواء الأفغانية لا تزال تحت سيطرة القوات الأمريكية والطائرات بلا طيار التي تحلق في سماء أفغانستان بشكل دائم ومتواصل.

أما الإعلامي الأفغاني ميرويس أفغان، فذهب بعيدًا حين قال إن شريحة من عناصر وقادة حركة طالبان لديها شكوك حول شخصية وحياة أخوند زاده، وأشار إلى أن هناك فئة من الحركة تعتقد أن زعيمها  لم يعد على قيد الحياة، وأنه قُتل في باكستان قبل سنوات، لكن الفئة الأكبر من طالبان تؤكد أنه حي ويدير شؤون البلاد ويعقد اجتماعات بشكل متواصل في قندهار مثل ما كانت الحركة تفعل سابقًا في مناطق من جنوب غربي باكستان. وشدد أفغان على أن شخصية الملا أخوند زاده وحياته مهمة جدًا لما يسمى بمجلس شورى كويتا أو طالبان الأم، لأنها تعطي ثقلًا كبيرًا للمجلس مقابل شبكة حقاني، لذا يسعى مجلس شورى كويتا بكل وسيلة لأن يخرج أخوند زاده إلى الإعلام، وإذا صحت الأنباء عن أنه لم يعد على قيد الحياة كما يقول البعض فإن الثقل سيكون لشبكة حقاني.

وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية قد أثارت في أيلول/سبتمبر الماضي مسألة غياب اثنين من كبار قادة طالبان عن المشهد، ما دفع بعض الأفغان للتساؤل عما إذا كان زعيم الحركة ونائب رئيس الوزراء الجديد الملا عبد الغني برادر على قيد الحياة.

كما كشفت شبكة "بي بي سي" وقتها عن شجار كبير حصل في القصر بين قيادات من طالبان، ونقلت عن مصادرها أن برادار وخليل الرحمن حقاني الشخصية البارزة في شبكة حقاني تبادلا كلمات قوية، بينما تشاجر أتباعهما مع بعضهما البعض في مكان قريب من القصر الرئاسي. ونفى المتحدث باسم الحركة سهيل شاهين هذه الشائعات وغرد على تويتر قائلًا: "ينفي الملا برادر نائب رئيس وزراء إمارة أفغانستان الإسلامية في رسالة صوتية كل الادعاءات بأنه أصيب أو قتل في اشتباك، ويقول إنها أكاذيب ولا أساس لها على الإطلاق".

أكد نائب المتحدث باسم حركة طالبان بلال كريمي في حديث مع صحيفة "العربي الجديد" بأن زعيم الحركة على قيد الحياة وما يتم تداوله بشأن مقتله أو وفاته لا أساس ولا مصداقية له

وتمت مشاركة مقاطع فيديو وصورة على الإنترنت قيل إنها تظهر الملا برادر في قندهار، لكن شيئًا يمكن أن يؤكد وقت التقاطها لم يظهر. أما بخصوص زعيم طالبان فقالت الشبكة "سيكون من الغريب أن يكون هيبة الله الآن بعد أن أصبحت الحركة في السلطة، على قيد الحياة ولا يزال منعزلًا للغاية، ويبدو في الوقت الحالي أنه يعمل كرمز صوري يمكنه التوحيد دون الظهور أو التحدث فعليًا".

 

اقرأ/ي أيضًا:

 من سايغون إلى كابول.. هل يسير بايدن على استراتيجية واحدة؟