13-يناير-2025
تتزايد أعداد جنود الاحتلال القتلى في غزة (منصة إكس)

تتزايد أعداد جنود الاحتلال القتلى في غزة (منصة إكس)

مع تزايد أعداد الجنود الإسرائيليين القتلى في قطاع غزة، ترتفع في إسرائيل الأصوات التي تتساءل عن الزمن الذي ستنتهي فيه الحرب، وعن الثمن الذي يُدفع لتحقيق أهدافها.

تعترف الكاتبة سيما كادمون، في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن كلمات عيناف تسينغاوكر، وهي والدة أحد الجنود المحتجزين في غزة، والتي ألقتها أمام الكنيست، لا تزال أصداؤها تتردد في الفضاء الإسرائيلي العام. وقد تساءلت: "لا يوجد محتجزون في جباليا، فلماذا يُقتل الجنود هناك؟ ومن سيدفع الثمن من أجلهم؟ كم من الوقت ستستمر هذه الحرب؟".

جزء كبير من الجمهور الإسرائيلي، يتساءل: "ما هو هدف البقاء في غزة؟ ولماذا تم تجاوز أهداف الحرب المعلنة، التي تمثلت بإعادة المحتجزين، والإطاحة بحماس، واستبدال حكومتها؟ ماذا يعني هذا؟ هل الهدف هو استمرار الحرب؟"

وأكدت كادمون أن هذه الأسئلة لا تُطرح فقط من قبل تسينغاوكر أو أفراد عائلات الجنود، بل هي أيضًا موضع تساؤل من قبل جزء كبير من الجمهور الإسرائيلي، الذي يتساءل: "ما هو هدف البقاء في غزة؟ ولماذا تم تجاوز أهداف الحرب المعلنة، التي تمثلت بإعادة المحتجزين، والإطاحة بحماس، واستبدال حكومتها؟ ماذا يعني هذا؟ هل الهدف هو استمرار الحرب؟".

وأشارت الكاتبة الإسرائيلية إلى أن هذه التساؤلات بدأت تتسلل إلى معسكر اليمين أيضًا، حيث بدأ بعض أفراده يشككون في أهداف الحرب. وأضافت أن القتال في غزة يذكّرهم بأيام حرب لبنان عام 1982، حين كانت أعداد القتلى في ارتفاع مستمر.

صور الجنود القتلى وأسماؤهم ووجوههم تحدق بالإسرائيليين من كل مكان. مقاطع الفيديو الخاصة بهم، جنازاتهم، وقصصهم تُدمي القلوب، وفق وصفها. وأوضحت أن هذا كله يكشف حجم الخسارة التي تزداد صعوبة تقبلها يومًا بعد يوم.

تساءلت الكاتبة: "لأي مدى يمكننا أن نتحمل هذه الأثمان الباهظة؟ ماذا ننتظر؟ لماذا لا تُعلن نهاية الحرب؟ ما هو الهدف من البقاء في غزة عندما أصبح من الواضح أن حماس تجنّد في صفوفها كل يوم أكثر من أولئك الذين يُقتلون؟ ما هو الهدف؟ وعندما يتضح أن إطلاق سراح المحتجزين عبر عملية عسكرية أصبح أمرًا غير وارد، فما هي الجدوى؟".

ووصفت كادمون رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه "مصاب بجنون العظمة"، مدفوع بموقفه المتشدد للحفاظ على بقائه في السلطة. وأشارت إلى أنه لا يريد إعلان انتهاء الحرب، لأن ذلك يعني نهاية حكومته، وتشكيل لجنة تحقيق، وربما إجراء انتخابات مبكرة.

وحملت الكاتبة الوزراء ذوي الخبرة في الحكومة مسؤولية "استمرار هذه الحرب دون خطة واضحة أو أهداف زمنية محددة". وأكدت أنهم "يلتزمون الصمت ويتحالفون مع نتنياهو في كل شيء، ويظهرون كأنهم قطيع، أو يستغلون الوضع لصالحهم، رغم علمهم بأنه مستعد لتعريض الجنود للخطر، وتقليص فرص نجاة المختطفين الذين يشكّل كل يوم يقضونه في الأنفاق مسألة حياة أو موت".

وختامًا، اعتبرت كادمون أنه إذا كانت الفرضية بأن نتنياهو ينتظر من ترامب تقديم صفقة للتبادل ووقف إطلاق النار صحيحة، فإن ذلك أمر مرعب. إن فكرة أن نتنياهو مستعد لتعريض حياة الجنود والمحتجزين للخطر من أجل مصالحه السياسية هي فكرة صادمة للغاية.