16-يناير-2022

من الحدود التركية الأرمينية (رويترز)

الترا صوت – فريق التحرير

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وفدًا تركيًا وأرمينيًا وصلا إلى دار الضيافة التابع للوزارة  في موسكو، حيث عقدا الجمعة أول اجتماع للممثلين الخاصين للبلدين بشأن تطبيع العلاقات الثنائية. وتحدث الطرفان عن أن الجولة الأولى من المحادثات التي تعقد منذ أكثر من عشر سنوات كانت إيجابية وبناءة، ما يعطى تصورًا لاحتمال تطبيع العلاقات وإعادة فتح الحدود بعد عقود من العداء.

تعتبر محادثات موسكو أول محاولة لربط العلاقات بين أرمينيا وتركيا منذ اتفاق السلام الموقع في 2009 الذي بقي حبرًا على ورق ولم تنفذ بنوده على الأرض

يشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية والتجارية مقطوعة بين البلدين منذ تسعينات القرن الماضي، وتعتبر محادثات موسكو أول محاولة لربط العلاقات بين البلدين منذ اتفاق السلام الموقع في 2009 الذي بقي حبرًا على ورق ولم تنفذ بنوده على الأرض.

اقرأ/ي أيضًا: قلق ومخاوف من استمرار التصعيد بين أرمينيا وأذربيجان

وفي بيانين صحفيين منفصلين، أعلنت وزارتا خارجية تركيا وأرمينيا عن لقاء الممثلين الخاصين بعملية التطبيع بين تركيا وأرمينيا، السفير سيردار قليج ونائب رئيس البرلمان الأرمني روبين روبينيان في موسكو، وخلال الاجتماع الأول الذي جرى في أجواء إيجابية وبناءة، تبادل الممثلان الخاصان وجهات النظر الأولية بشأن عملية التطبيع التي ستجرى عن طريق الحوار. واتفق الطرفان على مواصلة المفاوضات بهدف التطبيع الكامل دون شروط مسبقة. وسيتم تحديد مكان وموعد الاجتماع الثاني بين الممثلين الخاصين في وقت لاحق من خلال القنوات الدبلوماسية.

وفي 13 كانون الأول/ديسمبر الماضي ألمح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في كلمته بالبرلمان التركي عن بدء صفحة جديدة في العلاقات بين تركيا وأرمينيا، مشيرًا إلى تعيين المبعوثين الخاصين. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن الخارجية الأرمينية قولها إنها تتوقع أن تؤدي المحادثات إلى إقامة علاقات دبلوماسية وفتح حدود مغلقة منذ عام 1993.

وأعلنت تركيا عن استئناف الرحلات المباشرة بين العاصمتين المتوقفة منذ 2020، ولكن دون تحديد موعد لذلك. بدورها أعلنت الحكومة الأرمينية في نهاية العام الماضي عدم تمديد الحظر المفروض على استيراد البضائع التركية تلبية لطلب رجال الأعمال في البلاد. وحصلت شركة الطيران الأرمينية "فلاي ون أرمينيا" على إذن من السلطات التركية لتسيير رحلات بين أرمينيا وتركيا، وسيتم بدء تسيير الرحلات بين يريفان وإسطنبول، بتاريخ 2 شباط/ فبراير المقبل.

وكانت تركيا قد أعلنت الأسبوع الماضي عن تعيين سردار قليج ممثلًا خاصًا بخصوص تطبيع العلاقات مع أرمينيا في خطوة تعتبر محاولة لتجاوز الخلافات التاريخية المتجذرة والمعقدة بين البلدين. وجاء القرار بموجب مرسوم نُشر الثلاثاء في الجريدة الرسمية التركية حمل توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وشغل سردار قليج في وقت سابق منصب سفير تركيا لدى كل من الولايات المتحدة الأمريكية ولبنان واليابان.

من جهتها، كانت أرمينيا قد عينت في وقت سابق الشهر الماضي نائب رئيس برلمانها روبن روبينيان ممثلًا خاصًا لها لدى تركيا، حيث ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأرمينية فان أونانيان أن تعيين روبينيان يأتي في إطارعملية الحوار بين البلدين.

يذكر أنه جرت محاولات في السابق للتقريب بين الجانبين، فقد أبرمت تركيا وأرمينيا عام 2009 اتفاق سلام تاريخي حول إحياء الاتصالات الثنائية وفتح الحدود بعد عقود من إغلاقها، لكن الوثيقة لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن، وظلت العلاقات بين الدولتين متوترة. والعام الماضي ساعدت تركيا أذربيجان على السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ التي تعتبرها أرمينيا في نطاق أراضيها بعد معارك طاحنة كان للسلاح التركي دور فعال في حسمها لصالح أذربيجان.

ويأتي التقارب التركي الأرميني بالتزامن مع توترات على جبهة أذربيجان، حيث أعربت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية عن مخاوفها من الأحداث الأخيرة على الحدود الأرمينية، كما حثت الطرفين على مواصلة الحوار السياسي كحل بديل عن العنف. وفي بيان نقلته وكالة الأناضول، عبّرت المنظمة "عن قلقها من الاشتباكات التي تجددت على الحدود بين البلدين، ومن سقوط ضحايا جراء هذا العنف".

يأتي التقارب التركي الأرميني بالتزامن مع توترات على جبهة أذربيجان، حيث أعربت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية عن مخاوفها من الأحداث الأخيرة على الحدود الأرمينية

 

وفي تصعيدٍ جديدٍ للصّراع الدّائر بين أرمينيا وأذربيجان أعلنت الأولى سقوط ثلاثة من جنودها يومي الأربعاء والثلاثاء، وذلك في اشتباكات مسلّحة على الحدود مع الجيش الأذربيجاني. وفي المقابل أعلنت السلطات في العاصمة الأذرية باكو عن مقتل شخص واحد على الأقل بسبب الاشتباكات. وتُعتبَر المواجهات الحالية هي الأشد من نوعها منذ بداية العام.