17-أكتوبر-2021

آليات عسكرية تركية تدخل سوريا للمشاركة في دورية مشتركة مع القوات الروسية (Getty)

ألتراصوت- فريق التحرير

أفادت مصادر مختلفة، بناء على معطيات عسكرية وسياسية، أن منطقة الشمال السوري مقبلة على صدام عسكري جديد، بين الجيش التركي مسنودًا بفصائل سورية داعمة له، و"قوات سورية الديمقراطية" المعروفة اختصارًا ب (قسد)، واعتبرت المصادر أن التوازنات والتفاهمات الإقليمية والدولية ستكون حاسمةً في نشوب أي صدام عسكري جديد أو احتوائه والحيلولة دونه.

ومن بين المؤشرات الدالة على التصعيد العسكري المتوقع، الخطاب الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي، والذي هدّد فيه باستعمال القوة من جديد ضد ما أسماها بالتنظيمات الإرهابية في إشارة للفصائل الكردية الموجودة في الشمال السوري، قائلًا أي أردوغان: "إن كفاحنا في سورية سيستمر بشكل مختلف للغاية في الفترة المقبلة"، مضيفاً: "سنخوض كل أشكال الكفاح اللازم ضد تلك التنظيمات الإرهابية والقوات المدعومة أميركياً هناك، وكذلك ضد قوات النظام، ونحن عاقدون العزم في هذا الخصوص". كما أفاد أردوغان في كلمته أن "تنظيم حزب العمال الكردستاني، وامتداداته: الوحدات الكردية، وحزب الاتحاد الديمقراطي، تصول وتجول ليس في الشمال فقط، بل في عموم سورية، وتتلقّى الدعم من قوات التحالف وفي مقدمتها الولايات المتحدة".

هدّد أردوغان في خطابه الأسبوع الماضي  باستعمال القوة من جديد ضد ما أسماها بالتنظيمات الإرهابية في إشارة للفصائل الكردية الموجودة في الشمال السوري

وفي ذات السياق أدلى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بتصريحات تصعيدية يوم الخميس الماضي قال فيها:  "سنقوم باللازم في المكان والزمان المناسبين لوقف الهجمات الإرهابية شمالي سوريا" مضيفًا "تركيا تحترم حقوق وسيادة دول الجوار، وفي حال عدم اتخاذ أي خطوة تجاه (لجم) الإرهابيين هناك (سوريا) فإن تركيا ستقوم باللازم". وجاءت تصريحات وزير الدفاع التركي خلال حفل افتتاح العام الدراسي 2021-2022، لجامعة الدفاع الوطني في إسطنبول.

وفي الصدد ذاته نقلت وكالة "رويترز"، الجمعة الماضي، عن مسؤول تركي وصفته بالبارز قوله إنه "من الضروري تطهير المناطق (في شمال سورية) وخصوصاً منطقة تل رفعت (شمال حلب) التي تنطلق منها هجمات ضدنا باستمرار". وذكر المسؤول التركي لرويترز أن الجيش ووكالة المخابرات الوطنية يتخذان الاستعدادات للعملية العسكرية المحتملة ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية، الجناح العسكري لحزب "الاتحاد الديمقراطي السوري"، والمكوّن الرئيس لـ"قسد". متابعًا: "القرار بذلك اتُخذ، والتنسيق اللازم سيتم مع دول بعينها. سيُناقش الموضوع مع روسيا والولايات المتحدة".

اقرأ/ي أيضًا:  رويترز: مساعي تركيا للحصول على مقاتلات إف-16 تواجه العديد من العثرات

 ونقلت رويترز عن مسؤولين تركيين آخرين  أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيناقش موضوع التعصيد والعملية العسكرية المزمعة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال قمة مجموعة العشرين في روما نهاية  تشرين الأول / أكتوبر الجاري، فيما أشار مصدر ثالث حسب رويترز إلى أن الرئيس التركي سيتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد المحادثات مع بايدن.

التصعيد في اللهجة من الجانب التركي جاء إثر عدة هجمات استهدفت قوات تركية في مواقع مختلفة من الشمال السوري، أوقعت عدة قتلى من الجيش التركي، آخرها تفجير استهدف رتلاً عسكرياً تركياً قرب مدينة معرة مصرين في ريف إدلب، ليلة السبت، وأسفر عن مقتل جنديين تركيين وإصابة 5 آخرين، لترد القوات التركية فجر أمس السبت باستهداف مواقع تابعة لقوات "قسد" في ريفي الرقة وحلب.

وخلال الأسبوع الماضي، استهدفت قوات تحرير عفرين القوات التركية في ريف حلب الشمالي أكثر من مرة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الأتراك.

ردًا على أنقرة اعتبر مسؤول كبير في "مجلس سورية الديمقراطية"، الذراع السياسية لقوات "قسد"، أنّ "تركيا تهدد الطرف الضعيف في سورية بحجج واهية لا معنى لها"، معتبرًا أن"موسكو وواشنطن متفقتان على ألا تتغير الاتفاقات والحدود المتفق عليها، معتبرًا أن "تركيا تخسر، وسوف تخسر باستمرار"، على حد تعبيره.

في المقابل، أعلنت "جبهة التحرير السورية"، وهي إحدى مكونات ما يسمى "الجيش الوطني السوري"، استعدادها لإطلاق عمليات عسكرية جديدة ضد ما وصفتها بالتنظيمات الإرهابية، وقالت الجبهة في بيان، صادر عنها يوم السبت، "نعلن استعدادنا العسكري الكامل لاستئناف العمليات، نحن مصممون على تطهير مناطقنا من جميع التنظيمات الإرهابية، وخاصة (بي كا كا) و(ب ي د) و(داعش)".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

توترات جديدة شمالي سوريا ودخول تعزيزات عسكرية أمريكية وتركية

كتاب "السياسة الخارجية التركية".. استراتيجية تعزيز الاستقلالية