29-أكتوبر-2021

(Getty Images)

ألتراصوت- فريق التحرير

تواصل تركيا تحضيراتها لشن عملية عسكرية واسعة في مناطق الشمال السوري، وذكرت وسائل إعلام مختلفة قيامَ أنقرة بإرسال قوات وذخائر وأسلحة نحو محافظة إدلب، في مشهدٍ يعيد إلى الأذهان أحداث شتاء 2020 التي مهدت لعملية درع الربيع.

تتزامن هذه الأنباء مع تصريحات أمريكية وصينية وروسية محذّرة من نتائج وعواقب العملية العسكرية المزمعة

 وتتزامن هذه الأنباء مع تصريحات أمريكية وصينية وروسية محذّرة من نتائج وعواقب العملية العسكرية المزمعة، في مقابل اتهامات تركية لروسيا والولايات المتحدة وحلفائها بالتهاون في التعامل مع التنظيمات التي تستهدف بعملياتها الجيش والأمن القومي التركيين.

أهداف العملية التركية المزمعة

يرى الخبراء أن الهدف الاستراتيجي لأي عملية عسكرية تركية موسعة في الشمال السوري هو  تحييد تهديد المسلحين الأكراد في تل رفعت ومنبج في حلب، إلى جانب عين عيسى وتل تمر بريف الحسكة، وهذه هي أماكن وجود قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بالأساس، علمًا بأن أنقرة دأبت على اتهام المسلحين الأكراد باستهداف جنودها وتهديد حدودها وأمنها القومي، واستطاعت أنقرة بين عامي 2016-2019 أن تسيطر على عدة مناطق شمال سوريا.

اقرأ/ي أيضًا: البرلمان التركي يصادق على مذكرة تفويض بإرسال قوات إلى سوريا والعراق لمدة عامين

هذا بالنسبة للهدف الاستراتيجي، أما الأهداف القريبة المدى للعملية العسكرية التركية المزمعة فتتعلق أساسًا بتشكيل حزام أمني جديد لحماية المناطق التي يسيطر عليها الجيش التركي في الشمال السوري، والقضاء على ما تسميه أنقرة ب "الممر الإرهابي" للمقاتلين الأكراد، وفي هذا الصدد قالت صحيفة "صباح" القريبة من الحكومة التركية  "إن المخابرات التركية وهيئة الأركان على تواصل مع القوات الفاعلة في المناطق المحددة لاتخاذ الخطوات اللازمة لتدمير الأهداف الإستراتيجية داخل الخط الآمن".

أما صحيفة "ملييت"، فذكرت أن الجيش التركي يراقب ويرصد عن كثب الأنشطة العسكرية لـقوات سوريا الديمقراطية في تل رفعت، ونقلت صحيفة "تركيا" القريبة من الحكومة، عن مصادر  خاصة بها أن تنفيذ العملية العسكرية سيكون ب"خطين رئيسيين وجيش قوامه 35 ألف شخص"، وأنه تم تحديد مواقع وأعداد الجنود الذين سيخدمون في جبهات تل رفعت ومنبج وعين عيسى وتل تمر بريف الحسكة"، وبعد إقرار البرلمان التركي تمديد مذكرة التفويض للحكومة، باتت الطريق ممهدة لإطلاق العملية العسكرية المزمعة في أقرب الآجال". 

وشهدت الأيام القليلة الماضية إطلاق عدد من المسؤولين الأتراك تهديدات قوية وإلماحات بإطلاق عملية عسكرية جديدة. وفي هذا الصدد قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده "لن تسمح أبدا بظهور أي كيان في المنطقة المقابلة لحدودها في شمال سوريا"، مضيفًا، خلال مشاركته في مناورات عسكرية للجيش في وسط تركيا، أن هدف بلاده هو "ضمان أمن حدودها وشعبها فقط وإن هناك من كان يحلم بتأسيس ممر إرهابي في شمال سوريا، ولكننا دمرنا هذا الممر على رؤوس هؤلاء الإرهابيين ولم نسمح لهم بتأسيسه، ولن نسمح بظهور أي كيان في المنطقة المقابلة لحدودنا، وعلى الجميع أن يعي ذلك جيدا".

وعلى الصعيد الدبلوماسي أدلى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بتصريحات أمس الخميس قال فيها "إن اعتداءات تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية زادت خلال الفترة الماضية، وروسيا والولايات المتحدة لم تفيا بوعودهما حول سحبهم (من مناطق في سوريا)، وفي وضع كهذا سنعمل ما يلزم". مضيفًا في ذات السياق أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "بحث الأوضاع في سوريا وعدم الوفاء بالالتزامات بسحب الإرهابيين من المنطقة المتفق عليها مع واشنطن وموسكو بعد عملية "نبع السلام"، وذلك خلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسيتناولها في لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية الشهر الجاري".

وتمهّد تركيا لعمليتها العسكرية الواسعة بقصف متقطع هذه الأيام على مناطق تابعة لقوات سوريا الديمقراطية ، آخرها قيام الجيش التركي أمس الخميس باستهداف مناطق بريف حلب الشمالي، بواسطة المدفعية، وفي هذا السياق قالت وكالة الأنباء الكردية "إن الجيش التركي والمسلحين الموالين له أطلقوا قذائف وصواريخ على قرى "عين دقنة" و"البيلونية"، مساء الخميس، وانفجرت عشرات القذائف في هذه المناطق."

الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها العسكري في سوريا

نقل موقع الجزيرة نت عن مسؤول أميركي كبير في مجلس الأمن القومي، فضل عدم الكشف عن هويته، قوله إنه "من غير المرجّح خروج الجيش الأميركي من سوريا في أي وقت قريب"، مشيراً إلى أنه على الرغم "من تزايد التكهنات بأن واشنطن ستفعل ذلك بعد انسحابها من أفغانستان، فإن الجنود الأميركيين ال 900 في شمال شرقي سوريا سيبقون هناك".

في ذات السياق أجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مباحثات هاتفية مع مستشار الرئيس التركي إبراهيم قالن "بحثا فيها قضايا الدفاع وطرق حل الخلافات"، وذلك بعد أيام من تهديد الرئيس التركي بطرد سفراء غربيين، من بينهم السفير الأميركي.

وخلال تلك المحادثة أكد قالن، حسب رويترز، أن "معركة تركيا ضد الميليشيات، التي تهدد أمن حدود تركيا، وسلامة أراضي سوريا، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، ستستمر بطريقة حازمة".

تلاسن تركي صيني في مجلس الأمن

شهدت الجلسة المنعقدة في مجلس الأمن والمخصصة لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في سوريا ملاسنةً حادة بين ممثليْ تركيا والصين، حيث اتهم ممثل الصين قنغ شوانغ تركيا باحتلال أجزاء من شمالي شرق سوريا بشكل غير قانوني، وأنها تقطع المياه عن المدنيين في مناطق مختلفة شمالي سوريا، داعياً أنقرة إلى "الامتثال للقانون الدولي بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين وصون البنى التحتية وتيسير الوصول الإنساني للأمم المتحدة".

شهدت الجلسة المنعقدة في مجلس الأمن والمخصصة لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في سوريا ملاسنةً حادة بين ممثليْ تركيا والصين، حيث اتهم ممثل الصين قنغ شوانغ تركيا باحتلال أجزاء من شمالي شرق سوريا

وردًّا على تلك الاتهامات  قال ممثل تركيا الدائم  في مجلس الأمن فريدون سينيرلي أوغلو إن "تركيا لن تتعلم من أولئك الذين ينتهكون القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني (في إشارة لانتهاكات الصين ضدّ أقلية الاويغور المسلمة)"، منوهًا إلى أن الأزمات في سوريا يتسبب بها النظام السوري والتنظيمات الإرهابية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

البرلمان التركي يصادق على مذكرة تفويض بإرسال قوات إلى سوريا والعراق لمدة عامين

سفراء الدول العشرة في أنقرة يتراجعون عن "بيان كافالا" وأردوغان يرحّب