قرر أستاذ جامعي إسرائيلي عدم المشاركة في مؤتمر أكاديمي لعلم الاجتماع، وذلك بسبب مشاركة جهة أكاديمية داعمة للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما يسلط الضوء على علاقة المؤسسات الجامعية والأكاديمية الإسرائيلية بأوساط المستوطنين في الضفة الغربية.
فقد أعلن الأستاذ الجامعي في جامعتي تل أبيب والعبرية، الشاعر والناقد الأدبي والناشط اليساري، عمير سيغال، قراره بإلغاء مشاركته في المؤتمر السنوي للجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع.
جاء هذا القرار بعد أن اكتشف أنه سيشارك في جلسة تضم ممثلة من "المؤسسة الأكاديمية في أريئيل"، وهي "جامعة" مقامة في مستوطنة "أريئيل" غير القانونية والتي تعد من أكبر المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، والمبنية على أراضي بلدات سلفيت، واسكاكا، ومردة، وكفل حارس.
انتقد عمير سيغال قبول الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية لمؤسسة أريئيل، واصفًا إياها بأنها "فرع أكاديمي للاستيطان"
أوضح سيغال في مقال، بموقع "زمن إسرائيل"، أنه لا يعرف الممثلة شخصيًا أو مهنيًا، وليس لديه أي رأي شخصي أو مهني عنها، لكنه يعتبر أن "المؤسسة الأكاديمية في أريئيل" هي رمز للاحتلال.
معتبرًا أن هذه الكلية أُنشئت لتعزيز الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. مشيرًا إلى أنها حصلت على وضع "جامعة" بطرق غير سليمة، وتروج لنفسها بأنها "هنا لتبقى"، مما يعكس وعيها الكامل بأنها مؤسسة إسرائيلية لتعزيز الاستيطان والاحتلال قبل أن تكون مؤسسة أكاديمية.
"بتسلئيل سموتريتش": "في حين أن هناك من يسعى في إسرائيل والعالم إلى تقويض حقنا في منطقة يهودا والسامرة والبلاد بشكل عام، نحن نعزز الاستيطان من خلال العمل الجاد، وبطريقة استراتيجية في جميع أنحاء البلاد". pic.twitter.com/bkO2yP3osg
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 23, 2024
وطلب سيغال من منظمي المؤتمر نقله إلى جلسة أخرى، لكن طلبه قوبل بالرفض، حيث برر المنظمون ذلك بعدم رغبتهم في "التمييز ضد الباحثين في أريئيل".
وعلق سيغال على هذا الرد بأنه "غير مناسب"، مؤكدًا أن الباحثين الأكاديميين ليسوا أشخاصًا ضعفاء، وأن من يختار العمل في "أريئيل" يتخذ خيارًا سياسيًا وأيديولوجيًا.
وقال: "توقعت أن يتم احترام طلبي بعدم الظهور مع ممثلي هذه الهيئة الاستيطانية في اللجان الأكاديمية، لأني لست مستعدًا لإضفاء الشرعية عليها، أو الظهور مع ممثليها في الجلسات الأكاديمية".
انتقد سيغال قبول الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية لمؤسسة أريئيل، واصفًا إياها بأنها "فرع أكاديمي للاستيطان". وأعرب عن أسفه لأن الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع تشارك في هذا الموقف. وأكد أنه كان يتوقع على الأقل أن يُفهم أن مؤسسة استيطانية لا تحظى بتوافق عام، بل هي بطبيعتها مثيرة للجدل، إن لم تكن غير مقبولة.
بناءً على ذلك، قرر سيغال عدم المشاركة في المؤتمر هذا العام، مشددًا على أن "المؤسسة الأكاديمية في أريئيل"، دليل آخر على أن العديد من المؤسسات الإسرائيلية تشارك في ترسيخ الاحتلال، مثل الجيش والنظام القضائي، وحتى الأوساط الأكاديمية، وليس من قبيل المصادفة أن يقود المستوطنون وشركاؤهم "الانقلاب القضائي"، ما يؤكد أن إسرائيل مريضة بشكل خطير، والمرض هو الاحتلال طويل الأمد.
تحت غطاء الحرب على #غزة.. الاستيطان يتمدد في الضفة الغربية.
تابع التفاصيل: https://t.co/1RwctYpSYS pic.twitter.com/Rh5xTyzYoz
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 7, 2024
وشدد سيغال على ضرورة القول بوضوح أن "الاحتلال ظلم مستمر، أوصلنا للوضع الحالي الذي شهد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وإلى وضعنا البائس بعد عام وثلاثة أشهر، حالة أسر فيها رجال ونساء، وما زالوا أسرى، بسبب حكومة فاسدة ومتعطشة للدماء، ويتهم فيها الجيش بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة، ويدعم جرائم المستوطنين في الضفة الغربية".
وختم سيغال مقاله بالقول: "من المؤسف أنني أكن احترامًا كبيرًا للعديد من الباحثين الذين هم جزء من الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية، ومن علماء الاجتماع الإسرائيلي الذين سيقدمون عروضًا في المؤتمر. إنهم أحد الأوساط التي أنتمي إليها، وأنا سعيد بالانتماء إليها. ولكن حتى عندما تنتمي إلى وسط ما، فمن المهم الالتزام بالخطوط الحمراء. وخاصة في ظل الحالة المزرية التي وصلت إليها بلادنا، والتي أصبحت أشبه بالتيتانيك أكثر فأكثر".