13-سبتمبر-2021

كتاب "غزليات حافظ الشيرازي" (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

أصدرت "منشورات الجمل" في العاصمة اللبنانية بيروت، حديثًا، كتاب "غزليات حافظ شيرازي: دراسة مختارة وشروحات"، وهي ترجمة محمد مظلوم العربية لكتاب غيرترود لوثيان بيل "The Hafez Poems"، الذي صدرت الطبعة الإنجليزية منه عام 1897، عن "دار هاينمان" في العاصمة البريطانية لندن، بينما صدرت طبعته الثانية عام 1928، مرفقة بمقدمة وضعها المستشرق البريطاني إدوارد دينيسون روس.

ما يميِّز ترجمة غيرترود لوثيان بيل لغزليات حافظ الشيرازي عن بقية الترجمات الأخرى، هو التفريق بين المذكر والمؤنث

يُعتبر الكتاب الذي أعاد ناشرون غربيون كُثر طباعته خلال السنوات الأخيرة، مدخلًا أساسيًا في فهم شعر حافظ الشيرازي، ومرجعًا في قراءة تجربته الشعرية، إذ يضم بين دفتيه، إلى جانب مختاراتٍ مترجمة من غزلياته التي لا تشكّل أكثر من ثلث الكتاب تقريبًا، دراسة مهمة وشروحات عميقة، أرادت بيل من خلالها إلقاء الضوء على غاية تلك الغزليات ومناسباتها، بهدف تقديمها في سياقاتٍ جديدة تقدّم فهمًا مختلفًا لها.

اقرأ/ي أيضًا: العدد 37 من دورية "تبيُّن".. قراءات عربية في فلسفة فتغنشتاين

في تقديمه للكتاب، يشير الشاعر والمترجم العراقي محمد مظلوم، إلى وجود تصرف، بقدرٍ أو بآخر، في ترجمة بيل للغزليات، فهي: "غالبًا ما تكيف الجملة مع موسيقى بناء البيت الشعري في الإنجليزية، فيتسع نوعًا ما، ليغدو الشطر بيتًا والبيت بيتين أحيانًا، بمعنى أنها لم تقم بترجمة حرفية، إنما إعادة صياغة (Paraphrase) فقدّمت بذلك فهمًا شعريًا للنص لا نقلًا لغويًا للسياق، لكنها بالتأكيد لم تضف أبياتًا أو مقاطع من عندها لتنسبها لحافظ".

ويَذكر مظلوم أنه وجد: "اختلافات كثيرة وواضحة وزيادات في القصائد، والأبيات، في الأشعار التي ترجمتها بيل بما يجعل كتابها ينطوي على زيادات ربما لا توجد حتى في الطبعات الفارسية العديدة لديوان حافظ". وأن ما يميِّز ترجمة غيرترود لوثيان بيل عن بقية الترجمات الأخرى هو: "التفريق بين المذكر والمؤنث، فقد اعترف الشواربي بأنه واجه صعوبة كبيرة في تحديد جنس العديد من الأسماء والصفات الفارسية مثل: "دوست" و"يار" و"آشنا" و"دلبر" و"شاهد" و"نكار" و"دلدار" التي تتراوح معانيها بين: أليف (ة) أو خليل (ة) أو معشوق (ة) أو حبيب (ة) أو مليح – حسناء... الخ".

 يُعتبر الكتاب الذي قدّمته غيرترود بيل مدخلًا أساسيًا في فهم شعر حافظ الشيرازي، ومرجعًا في قراءة تجربته الشعرية

ويضيف في هذا السياق: "ولأن ضمائر هذه الأسماء لا تحسم اللغة الفارسية مسألة تذكيرها أو تأنثيها لذا جاءت جميعها تقريبًا بصيغة المذكر، في جميع الترجمات، وهذا من شأنه أن يكرِّس في ذهن القارئ فكرة "العشق السماوي" والمعشوق الإلهي، ويرجحها على فكرة العشق الحسي والأرضي، ويكرِّس بالتالي فهمًا ذا بعد واحد للغزليات، فلو ميَّزت الترجمة بين المذكر والمؤنث في شعر حافظ، لظهر الجانب الآخر من تجربته مع المرأة، وهو ما أقدمت عليه بيل وكانت جريئة في هذا التفريق مما جعل كثيرًا من الغزليات متجهًا إلى عشق امرأة جسدية لا رمزية لاهوتية".

اقرأ/ي أيضًا: جريدة "المبتدأ".. الهوية المشتتة لجيل الألفية الفلسطيني

استطاعت بيل في ترجمتها هذه أن تميط اللثام وتكشف المجهول والمغيَّب في شعر حافظ الشيرازي. ونجحت، بحسب المستشرق البريطاني إدوارد براون، في تقديم ترجمة أقرب إلى: "شعر حقيقي من طراز رفيع للغاية، وباستثناء إعادة صياغة "فيتزجيرالد" لرباعيات عمر الخيّام، فهي الأفضل بلا جدال من حيث الأداء، والترجمة الأكثر شاعرية على الإطلاق من بين جميع الشعراء الفرس الذين تُرجموا إلى الإنجليزية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتاب "التحولات الاجتماعية في دول الخليج العربية".. الهوية والقبيلة والتنمية

محمد عُبيد الله في كتابه "بلاغة المنفى".. تجربة في قراءة القصيدة الدرويشية