21-يناير-2025
من المتوقع أن تثير أوامر ترامب التنفيذية جدلًا داخل الولايات المتحدة (The New York Times)

من المتوقع أن تثير أوامر ترامب التنفيذية جدلًا داخل الولايات المتحدة (The New York Times)

 

استهل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ولايته بسلسلة من الأوامر التنفيذية التي ستعيد تشكيل السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.

شملت هذه القرارات قضايا محورية كالهجرة، الاقتصاد، الصحة العامة، والمساواة. ومع ذلك، أثارت هذه الخطوات جدلًا واسعًا، خاصةً أنها تضمنت إلغاء عدد كبير من الأوامر التنفيذية التي أصدرها سلفه جو بايدن، بما في ذلك قرارات صدرت في الأيام الأخيرة من ولايته.

شملت قرارات ترامب الأولى قضايا محورية كالهجرة، الاقتصاد، الصحة العامة، والمساواة وقد أثارت جدلًا واسعًا

صرّح ترامب بأن قراراته تهدف إلى "إعادة بناء أميركا" وفق رؤيته التي تسعى لتقليل التدخل الحكومي، تعزيز الهوية الوطنية، وتقليص النفوذ الأجنبي في سياسات البلاد. وبينما يرى مؤيدوه أن هذه الخطوات تمثل استعادة للقيم التقليدية، يرى معارضوه أنها تهدد حقوق الإنسان وتعرّض المكتسبات الديمقراطية للخطر.

 

أبرز قرارات ترامب التنفيذية

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليوم الأول لرئاسته عفوًا عن نحو 1500 من المتهمين بأعمال عنف ضد الشرطة في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021.

 

كما شمل العفو تخفيف أحكام صادرة بحق بعض من القادة البارزين لعملية الاقتحام، مثل إنريكي تاريو الذي كان يقضي أطول فترة سجن في قضية اقتحام مبنى الكابيتول، وستيوارت رودس المنتميين إلى جماعات يمينية متطرفة مثل "شباب فخورون " (Proud Boys) و"حماة القسم" (Oath Keeper). كما وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا يطالب بالتحقيق في أنشطة الحكومة الفيدرالية خلال السنوات الأربع الماضية، زاعمًا أنها استُخدمت لاستهداف المعارضة السياسية.

وألغى ترامب حق الجنسية بالولادة لأبناء المهاجرين غير النظاميين، وهو إجراء يُعتبر نقضًا للتعديل الـ14 في الدستور الأميركي.ووقع أيضًا أمرًا يعلق برنامج إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة لمدة 4 أشهر.

كما أعلن حالة طوارئ وطنية على الحدود الجنوبية، ووقّع أمرًا تنفيذيًا بهدف منع تدفق المهاجرين غير النظاميين.

 

وألغى الرئيس الأميركي قرارات تنفيذية عززت المساواة العرقية وحقوق المثليين والمتحولين جنسيًا، مؤكدًا أن الحكومة ستعترف فقط بجنسين: ذكر وأنثى. كما ألغى تدابير تهدف إلى دعم الفئات المهمشة، مثل السود، اللاتينيين، والآسيويين وسكان جزر المحيط الهادي، معلنًا رفضه "هندسة العرق اجتماعيًا".

ألغى الرئيس الأميركي قرارات تنفيذية عززت المساواة العرقية وحقوق المثليين والمتحولين جنسيًا، مؤكدًا أن الحكومة ستعترف فقط بجنسين: ذكر وأنثى

وأمر ترامب جميع الإدارات والوكالات التنفيذية بتقديم إغاثة طارئة للأميركيين في ظل ارتفاع الأسعار وبزيادة رخاء العامل الأميركي. وتشمل التدابير خفض اللوائح والسياسات المناخية التي ترفع التكاليف، والإجراءات اللازمة لخفض كلفة الإسكان وتوسيع المعروض من المساكن.

ووقع الرئيس المنتخب على أوامر بتجميد التوظيف الحكومي واللوائح الاتحادية الجديدة، بالإضافة إلى أمر يلزم العاملين الاتحاديين بالعودة التامة إلى العمل بنظام الحضور الشخصي. وأمر بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا، معتبرًا ذلك جزءًا من تعزيز الهوية الوطنية، وفقه.

أعطى ترامب تطبيق "تيك توك" مهلة لمدة 75 يومًا لإيجاد مشترٍ أميركي، مع اقتراح أن تستحوذ الولايات المتحدة على 50% من التطبيق، ما أثار استغراب المتابعين حول أولوية هذه الخطوة.

 

على الصعيد الخارجي، وقع ترامب أمرًا بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، منتقدًا إدارتها لجائحة "كوفيد-19 "، وأزمات صحية أخرى. كما وقع على قرار انسحاب الولايات المتحدة للمرة الثانية من اتفاقية باريس للمناخ، معتبرًا أن الالتزام بها يضر بالاقتصاد الأميركي. وهي خطوة تُشكّل تحديًا لجهود دولية تبذل لمكافحة الاحترار العالمي. وقوبلت قرارات الانسحاب من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ بانتقادات حادة من الدول الأوروبية والهيئات الدولية.

ألغى الرئيس الأميركي عقوبات فرضها سلفه على مستوطنين إسرائيليين متطرفين ارتكبوا أعمال عنف ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية

كما وقع الرئيس الأميركي قرارًا بإعادة كوبا إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو ما أثار استياء عدد من دول أميركا اللاتينية، التي اعتبرته خطوة تعيق جهود تحسين العلاقات الأميركية-الكوبية. وأوقف ترامب المساعدات الإنمائية الخارجية لمدة 90 يومًا في انتظار تقييم مدى فعاليتها.

كما ألغى الرئيس الأميركي عقوبات فرضها سلفه على مستوطنين إسرائيليين متطرفين ارتكبوا أعمال عنف ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية المحتلة.

 

وقد أُشيد بقرارات ترامب من قبل الجمهوريين والمحافظين، الذين رأوا فيها استجابة لوعوده الانتخابية. في المقابل، وصف الديمقراطيون هذه القرارات بأنها رجعية وتتنافى مع قيم المساواة والتقدم، معتبرين أنها مثيرة للجدل وهو ما قد يعمّق الانقسام السياسي والاجتماعي في أميركا، مشيرين إلى احتمالية أن تواجه بعض القرارات طعونًا قانونية.

ويبدأ ترامب ولايته بتحديات داخلية وخارجية، مستندًا إلى أجندة مثيرة للجدل تعكس رؤيته الخاصة. وبينما يرى البعض أن هذه الخطوات تعيد صياغة مستقبل الولايات المتحدة، يخشى آخرون أن تكون مقدمة لفترة من التراجع في الحقوق والحريات.