22-يوليو-2018

مزجٌ بين وجهي ترامب وبوتين في وجه واحد، على غلاف مجلة التايم (Time)

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالًا تلقي فيه الضوء على صورة غلاف عدد مجلة التايم الأمريكية الأخير، والذي يجمع وجهي ترامب وبوتين في وجه واحد، مع ذكر خلفيات الصورة، وعلافة ترامب المضطربة بالمجلة. في السطور التالية ترجمة للمقال.


على الغلاف الأخير لمجلة تايم الأمريكية، ظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والروسيّ فلاديمير بوتين كشخص واحد. ففي صورة غلاف عددها الأخير والمقرر صدوره في 30 تموز/يوليو، والذي كشفت عنه المجلة في صورة متحركة مدتها 19 ثانية يوم الخميس الماضي على موقعها الإلكترونيّ ونشرتها كتغريدة على تويتر، وتبدأ الصورة بوجه الرئيس الأمريكيّ ترامب الذي يتحوّل تدريجيًّا إلى وجه الرئيس الروسيّ بوتين، وتعود مرة أخرى إلى عرض صورة ترامب، ثم تنتهي بصورة مريبة تدمج بين الوجهين كابن سِفاح.

في غلاف عددها الأخير وضعت مجلة تايم صورة تجمع وجهي ترامب وبوتين في وجه واحد بشكل مريب كابن سفاح

ويأتي الغلاف الجديد وسط تراجعات وتوضيحات وتصريحات متناقضة للرئيس ترامب بعد مؤتمر صحفيّ مشترك عقده مع بوتين يوم الإثنين الماضي في العاصمة الفنلندية هلسنكي. فقد أخفق الرئيس الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي المنعقد بالقصر الرئاسيّ الفنلنديّ، وأثناء وقوفه بجوار الرئيس الروسيّ، في دعم النتائج التي توصّلت إليها أجهزة الاستخبارات الأمريكية بشكل مشترك، والتي اتهمت روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة عام 2016، والتي أوصلت  ترامب إلى البيت الأبيض، بل إنه عارضها ضمنيًا.

اقرأ/ي أيضًا: حلف هلسنكي.. "ترامبوتين" في مواجهة المؤسسة الأمريكية

وقد صرّح  ترامب للصحفيّين قائلًا: "لقد جاء إليَّ شعبي، وأتاني دان كوتس وآخرون، وقالوا إنهم يعتقدون بأنها روسيا التي تدخلت في نتائج الانتخابات الأمريكيّة. وهنا يقف بجواري الرئيس بوتين، وقد قال للتوّ بأنها ليست روسيا. سأقول هذا: لا يوجد لديّ أيّ سبب للاعتقاد بأنها قد تكون روسيا، خلف التلاعب بنتائج الانتخابات".

وفي مواجهة الانتقادات، ومن بينها ما وجّهه أعضاء في حزبه، قال الرئيس الأمريكيّ يوم الثلاثاء الماضي، إن ما صدر منه أثناء المؤتمر الصحفي لم يكن مقصودًا، مضيفًا بأنه كان يقصد القول: "لا يوجد لديّ أيّ سبب للاعتقاد بأنها قد لا تكون روسيا (خلف التلاعب بنتائج الانتخابات)". أي نفي النفي، كما زعم.

ولكن في اليوم التالي، الأربعاء، بدا أن الرئيس الأمريكي يعتقد أن روسيا لم تعد تستهدف الانتخابات الأمريكيّة، وهو ما يتناقض مع النتائج التي خلصت إليها نتائج تحقيقات وكالات الاستخبارات الأمريكيّة. وبعد ساعات، قال البيت الأبيض إنّ جواب ترامب على أحد الأسئلة قد أُسِيء فهمُه.

وفي المقال الصحفيّ المصاحب لغلاف مجلة تايم، طرح أحد كبار مراسلي المجلة لشؤون البيت الأبيض، وهو بريان بينيت، السؤال التالي: "بمَن يثق ترامب أكثر؟"، وكما كتب بينيت، فإنّ المؤتمر الصحفيّ في هلسنكي كان لحظة ملائمة لترامب لتوبيخ أحد ألدّ خصوم الولايات المتحدة بشكل حازم. ولكن بدلًا من ذلك، فقد بدا الرئيس الأمريكيّ وكأنّه يسوّي بين مصداقيّة الوكالات الاستخبارية لبلاده ومصداقيّة بوتين، والذي -أي ترامب- كان "قويًّا وحاسمًا للغاية" في نفي أي دور لروسيا في الانتخابات الرئاسيّة الأمريكية.

كما أضاف بينيت، أنه "بعد مضيّ عام ونصف العام على توليه الرئاسة، لا زال انجذاب ترامب المحيّر تجاه بوتين بحاجة إلى مزيد من التوضيح. إنّ ترامب يستاء من فكرة أنّ التدخل الروسيّ في الانتخابات الأمريكيّة تشوب ما حققه من انتصار في الانتخابات، حسبما يشير المقرّبون منه، ولا يمكنه الاعتراف بحقيقة أنّ روسيا قد حاولت بالفعل التدخل في تلك الانتخابات، بغض النظر عما إذا كان لهذا التدخّل أي أثر على نتائجها".

هذا وسيكون عدد 30 تموز/يوليو من مجلة تايم، هو العدد السادس خلال هذا العام، الذي تتصدّر فيه صورةُ الرئيس الأمريكيّ أو رسم له، غلاف المجلة.

وتبدو علاقة الرئيس الأمريكيّ بالمجلة علاقة محبة وكراهية في آن، فقد سبق وأن امتدحها ووصفها بأنها "مهمّة جدًّا"، ثم وبّخها بقسوة بقوله: "ستموت قريبًا مثل نيوزويك".

إلّا أنّ  ترامب يستمتع بوجوده صوره على غلاف المجلّة، "ربما أكثر من أيٍّ من عارضي الأزياء" كما قال ذات مرّة. وفي كثير من العقارات التابعة لترامب، جرى عرض غلاف مزّيف للمجلّة يعرض صورته. كما أبدّى كذلك اهتمامًا بالتقليد السنويّ للمجلة في اختيار "شخصيّة العام"، مغردًّا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أنّه كان ليكون غالبًا هو شخصيّة العام، لكنه انسحب، حسب زعمه، ما اضطر المجلة للتعليق قائلة: "لا نعلق على الاختيارات قبل نشر العدد". 

علاقة ترامب بمجلة التايم مضطربة فهو يمدحها حينًا ويهاجمها أحيانًا، ويستمتع بصوره على غلافها لدرجة أنه يزور نسخًا منها عليها صورته

وقد أثارت المجلة بعض الجدل الشهر الماضي حين كشفت عن غلافٍ لها تتصدّره صورة للرئيس الأمريكيّ  ترامب ناظرًا باستعلاء إلى يانيلا، وهي طفلة تبلغ العامين من هندوراس، والتي أصبحت رمزًا لفصل العائلات الناتج عن سياسة "عدم التسامح" التي تنتهجها إدارة ترامب. ومع الصورة كُتِب على الغلاف "أهلًا بك في أمريكا".

لكن في الحقيقة يانيلا لم يجرِ فصلها عن أمها التي وصلت معها إلى الحدود في تكساس. وقد كان هذا سببًا لانتقادات وجّهها البيت الأبيض والمحافظون للمجلة، واتهموها باستغلال صورة الطفلة. لكن التايم أصرت على موقفها ودافعت عن صورة الغلاف، قائلة إن صورة يانيلا -والتي التقطها مصوّر "Getty Images" المرموق جون مور- هي "أبلغ رمز" للنقاش الدائر حول الهجرة في أمريكا.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بالون ترامب "الطفل".. الاحتجاج بالضحك

وثائق برادايس تكشف المستور في علاقة وزير التجارة الأمريكي مع بوتين