30-مارس-2025
انهارت صورة الولايات المتحدة الأميركية بشكل كبير في نظر الفرنسيين (منصة إكس)

انهارت صورة الولايات المتحدة الأميركية بشكل كبير في نظر الفرنسيين (منصة إكس)

انهارت صورة الولايات المتحدة الأميركية بشكل كبير في نظر الفرنسيين، وتراجع مستوى تأييدهم لها إلى أسوأ معدلاته منذ عهد الرئيس جورج بوش الابن خلال غزو العراق.

 وبعد شهرين فقط من تولي دونالد ترامب الرئاسة، لم تعد الولايات المتحدة وجهة مفضلة للعمل أو الدراسة أو حتى الإقامة، وفقًا لتقرير صادر عن معهد "إيفوب" لاستطلاعات الرأي والماركتينغ.

وفي ظل انتشار وسم #BoycottUSA على منصات التواصل الاجتماعي، تساءل موقع "نيس. أف. أر": ما تأثير إدارة ترامب على صورة الولايات المتحدة؟ في محاولة لاستكشاف رأي الفرنسيين وخلفيات الدعوات لمقاطعة المنتجات الأميركية بعد شهرين فقط من حكم ترامب.

انخفض مستوى تعاطف الفرنسيين مع الولايات المتحدة إلى 25 %، مقارنةً بالقياس الأخير الذي أجري في العام الثاني من حكم باراك أوباما عام 2010، ما يمثل تراجعًا قدره 40 نقطة

وقد كلف موقع "نيس. أف. أر"، وهو دليل سياحي خاص بمدينة نيويورك، معهد "إيفوب" بإجراء استطلاع حول الموضوع، شمل عينة من 1000 شخص من المجتمع الفرنسي، ممن تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق. أجري الاستطلاع عبر الإنترنت بين 14 و17 آذار/مارس، وأسفرت نتائجه عن مؤشرات لافتة:

تراجع شعبية الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى منذ 40 عامًا

انخفض مستوى تعاطف الفرنسيين مع الولايات المتحدة إلى 25 %، مقارنةً بالقياس الأخير الذي أجري في العام الثاني من حكم باراك أوباما عام 2010، ما يمثل تراجعًا قدره 40 نقطة.

كما سجلت صورة الولايات المتحدة تدهورًا غير مسبوق، متجاوزةً حتى فترة جورج بوش الابن عام 2003 خلال الحرب على العراق، والتي أضرّت بالعلاقات الفرنسية-الأميركية، حيث لم ينخفض التعاطف حينها إلى أقل من 30 % (31 % عام 2005، و30 % عام 2007).

وتختلف نسبة التعاطف وفق الانتماءات الأيديولوجية، حيث بلغت 15 % بين اليساريين، و33 % بين أنصار اليمين، و36 % لدى اليمين المتطرف، و37 % بين مؤيدي مارين لوبان والتيار الليبرالي الجديد.

وبحسب "إيفوب"، فإن تراجع صورة أميركا يسير جنبًا إلى جنب مع اتساع الفجوة بين القيم الفرنسية والأميركية، إذ يعتقد 26 % فقط من الفرنسيين اليوم أن البلدين يتشاركان قيمًا متقاربة، مقارنة بـ49 % عام 2004، كما أن 63% من الفرنسيين يشعرون "بانفصال" عن المجتمع الأميركي الحالي، مقابل 48 % عام 2004.انخفاض جاذبية "الحلم الأميركي".

تراجعت جاذبية الولايات المتحدة في عهد "أميركا الترامبية" لدى فئة واسعة من الراغبين في العمل والدراسة فيها، مقارنة بما كانت عليه قبل 15 عامًا.

وفي سياق ما وُصف بـ"نهاية الحلم الأميركي"، أشار التقرير إلى أن نسبة الراغبين في الذهاب إلى أميركا تراجعت إلى أقل من الربع (22%، مقارنة بـ 48% في عام 2010)، فيما انخفضت نسبة الراغبين في العمل هناك إلى 20%، مقارنة بـ 37% في عام 2010، وهو أدنى مستوى سُجّل خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية.

ويرى "إيفوب" أن هذه الأرقام أسوأ مما سُجّل خلال أزمة العراق في العقد الأول من القرن الحالي، حيث كانت رغبة الفرنسيين في الدراسة أو العمل في الولايات المتحدة أعلى مما هي عليه اليوم. كما تراجعت جاذبية الولايات المتحدة كمكان للإقامة الدائمة بنسبة -8 نقاط منذ عام 2010، إلى 22 %.

أما السياحة، فقد شهدت تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفضت رغبة الفرنسيين في زيارة أميركا إلى 51 %، متراجعة -4 نقاط مقارنة بعام 2022، وخاصة بين النساء (-7 نقاط) والفئات الأكثر تعليمًا (-7 إلى -9 نقاط).

ومع ذلك، لا تزال بعض المدن الكبرى مثل نيويورك تحتفظ بجاذبيتها، حيث أعرب 62 % من الفرنسيين عن رغبتهم في زيارة المدينة، و28 % في الإقامة بها لمدة عام على الأقل، و16 % يفكرون في العيش فيها بشكل دائم.

ويرجع ذلك إلى التمييز الذي يجريه الفرنسيون بين "أميركا العميقة"، التي يُنظر إليها على أنها محافظة ومعادية للقيم الأوروبية، وبين المدن التقدمية مثل نيويورك وسان فرانسيسكو.

تراجعت جاذبية الولايات المتحدة في عهد "أميركا الترامبية" لدى فئة واسعة من الراغبين في العمل والدراسة فيها

دعوات متزايدة لمقاطعة المنتجات الأميركية

وفقًا للتقرير، فإن 62 % من الفرنسيين يؤيدون مقاطعة الشركات الأميركية، حيث بلغت نسبة التأييد 72 % بين اليساريين، و65 % بين أنصار اليمين المعتدل، و49% لدى اليمين المتطرف.

كما أشار التقرير إلى أن فرنسيًا من كل ثلاثة يُقاطع على الأقل منتجًا أميركيًا، وكانت أبرز الشركات المستهدفة بالمقاطعة هي شركات المشروبات الغازية، مطاعم الوجبات السريعة، والشركات التابعة لإيلون ماسك.

ورغم أن المقاطعة جاءت كرد فعل على سياسات ترامب، إلا أن التقرير يشير إلى أن هناك عوامل أخرى تدفع الفرنسيين لهذا التوجه، مثل النزعة الوطنية الاقتصادية والرغبة في الدفاع عن القيم التقدمية.