06-سبتمبر-2022
Abdel Moneim Aboul Fotouh

كان أبوالفتوح أحد مرشحي انتخابات الرئاسة في مصر عام 2012 (Getty)

قال أحمد أبو الفتوح، نجل السياسي المصري المعارض المعتقل لدى السلطات المصرية عبد المنعم أبو الفتوح، إن والده كتب وصيته بعد تجاهل مطالبه لتلقي العلاج، مع استمرار تدهور حالته الصحية، مشيرًا إلى أن العائلة أخذت بكل الأسباب والسبل لرفع الظلم عن أبو الفتوح ووقف الانتقام منه وقتله بدم بارد، على يد " ناس ما تعرفش معنى الشرف" على حدّ تعبيره.

 

أبويا في جواب النهاردة كتب وصيته وقال أن حالته الصحية كما هى داعياً الله بحسن الخاتمة ، احنا أخدنا بكل الأسباب والسبل...

Posted by Ahmed AboulFotouh on Monday, September 5, 2022

وتوالت الدعوات داخل مصر وخارجها من قبل الناشطين والحقوقيين لمطالبة السلطات المصرية بالإفراج عن رئيس حزب مصر القوية والمرشح السابق للانتخابات عبد المنعم أبو الفتوح، بعد تدهور حالته الصحية في الأيام الأخيرة نتيجة لالتهاب البروستات، مع العلم أنه يعاني أيضًا من ارتفاع ضغط الدم والسكري، و لانزلاق غضروفي في عموده الفقري.

من ضمن التحركّات في هذا المجال، تقدّمت أسرة أبو الفتوح قبل أيام ببلاغات عاجلة إلى النائب العام والمجلس القومي لحقوق الإنسان، من أجل ضمان إجراءات طبية تنقذ أبو الفتوح، بعد تعرضه لثلاث نوبات قلب في السجن، في وقت وقّع عشرات الناشطين والحقوقيين على طلب إفراج صحي عن عبد الفتوح، وتمّ توجيهه إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

Abdel Moneim Aboul Fotouh

15 سنة سجن بتهمة نشر الأكاذيب

اعتقلت السلطات المصرية عبد المنعم أبو الفتوح، شتاء عام 2018 بتهمة "نشر أخبار كاذبة والتحريض ضد مؤسسات الدولة "، وذلك قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية المصرية، حيث دعت شخصيات مصرية في مقدمها أبو الفتوح إلى مقاطعة الانتخابات لإنها " غير نزيهة ". ويخضع أبو الفتوح للحبس في زنزانة انفرادية على ذمة القضية رقم 1059 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ، وذلك بتهم "تأسيس وقيادة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها".

غضب على مواقع التواصل

الأخبار القادمة من زنزانة أبو الفتوح، بالإضافة إلى منشور نجله أحمد ، أشعلت مواقع التواصل في مصر، وأطلق الناشطون لهذه الغاية عدة وسوم من بينها #الحرية_لعبد_المنعم_أبو _ الفتوح و#أنقذوا_عبد المنعم_أبو_الفتوح، وقد تم استخدامها بشكل أساسي للمطالبة بالإفراج عن السياسي السبعيني، أو السماح على الأقل له بالحصول على الرعاية الطبية اللازمة واللقاء مع عائلته.

في أبرز التغريدات حول القضية، قالت الإعلامية حياة اليماني،إلى أن حياة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في خطر، مضيفةً : "مفيش شرف ولا منطق ولا عقل في إنك تنتقم من كل معارض سياسي أو شخصية سياسية مستقلة بحبسه وقتله ببطء بدم بارد. أوقفوا #القتل_النظامي للمعتقلين داخل السجون ".

ونشرالمغرّد أحمد حمدي صورة لعبد الفتوح مع حفيده وعلّق بالقول : " الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أصيب بذبحه صدريه للمره الرابعه ومازال النظام الحاكم يرفض خروجه للعلاج الراجل بيموت وكتب وصيته امبارح وبعتها لابنه أحمد راجل يبلغ من العمر 77 سنه بيتم قتله عمدا والحقيقه صعب جدا تطلب الرحمه من نظام لا يعرف معنى الانسانيه ولا الشرف فلا نمتلك إلا الدعاء".

ضمن السياق نفسه، أشار المغرد سمير العركي إلى أن عبد المنعم أبو الفتوح يواجه الموت بقلب متعب ولن يتحمّل طويلًا وقد يتوقف في أي وقت، في ظل الظروف السيئة في السجون المصرية، متوقعًا أن تكون السلطة أخذت قرارها بالقضاء عليه، وهو أمر ليس غريب عليه بحسب تعبير العركي.

الكاتب والباحث السعودي المستقل مهنا الجبيل كتب بدوره : "يواصل نظام السيسي عمليات الإعدام وتصفية المناضلين في السجن عبر القتل البطيء في ظل غياب اي مبادرة إنقاذ إنساني تفاوض النظام المجرم فلله المشتكى في مصير احرار مصر من الإسلاميين وغيرهم حين تغلق عليهم أبواب الطغاة وتُفقد كل وسيطة لنجدتهم".

كما نشرت الأستاذة أهداف سويف تعليقًا حول ذلك باللغة الإنجليزية، وقالت إن ما يحدث لأبوالفتوح جريمة قتل "بالتخفي". 

 

60 ألف سجين سياسي في مصر

بحسب تقديرات عدة منظمات حقوقية، فإن عدد المعتقلين السياسيين في مصر يبلغ 60 ألف معتقل، وهو ما يصر الرئيس السيسي على نفيه. في المقابل، نقلت مصادر صحفية، من بينها صحيفة العربي الجديد، عن حقوقيين من مصر، تقديرهم عدد السجناء الإجمالي بزهاء 120 ألفًا، أكثر من نصفهم سجناء سياسيون. كما ترجح منظمات حقوقية تجاوز السجون في مصر لقدرتها الاستيعابية بأكثر من 150%، هذا عدا عن حالة التكدّس الخانقة في مقرات الاحتجاز الأخرى.

وبحسب خبراء في الأمم المتحدة، فإن ظروف الاعتقال المسيئة في مصر قد تضع صحة وحياة آلاف السجناء تحت تهديد شديد، وذلك بحسب تصريحات سبقت تفشي جائحة كوفيد-19 في مصر ببضعة أشهر، وهو ما يعني أن الوضع قد تفاقم خلال العامين الماضيين. 

تؤكد منظمات حقوقية دولية، من بينها هيومان رايتس ووتش، على أن المساجين في مصر لا يتلقون الرعاية الصحية اللازمة، وخاصة ذوي التهم السياسية

وتؤكد منظمات حقوقية دولية، من بينها هيومان رايتس ووتش، على أن المساجين في مصر لا يتلقون الرعاية الصحية اللازمة، وخاصة ذوي التهم السياسية، حيث يحرم الكثير منهم من حقوقهم كالحصول على محاكمة عادلة والتعرض للشمس والهواء والحصول على الزيارات. ويأمل الناشطون اليوم أن تشكل قضية أبو الفتوح فرصة للإضاءة مرة أخرى على هذا الملف، وتحرّك الجمعيات الحقوقية العالمية لحماية السجناء في مصر، علمًا أن النظام المصري يحيط مسألة السجون وأوضاعها بسريّة تامّة، إذ تغيب الإحصاءات الرسمية التي يمكن الوثوق بها عن أعداد النزلاء وأوضاعهم الصحية والنفسية، أو أسباب وفاة من يقضي منهم داخل هذه السجون.