11-مايو-2021

تخبط يواجهه المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

يعيش المجلس الانتقالي الجنوبي حالة تخبّط بسبب الانتقادات الشعبية المتزايدة ضدّه في عدن وحزامها، وذلك على خلفية فشل المجلس المدعوم إماراتيًا في تلبية الحاجيات المعيشية للسكان وتردّي قطاع الخدمات، (الكهرباء، الماء، الصحة، النقل) في المناطق التي يُحكم عليها سيطرته، هذا فضلًا عن تباين الآراء بين قيادات المجلس، وبروز خلافات  بينه وبين الحكومة التي تتهمه بعرقلة عملها، وبالتلكؤ في تنفيذ اتفاق الرياض وفق الآلية التي أعدتها السعودية والتعامل بدلًا من ذلك بانتقائية مع بنود الاتفاق.

يعيش المجلس الانتقالي الجنوبي حالة تخبّط بسبب الانتقادات الشعبية المتزايدة ضدّه في عدن وحزامها، وذلك على خلفية فشل المجلس المدعوم إماراتيًا في تلبية الحاجيات المعيشية للسكان

تزامنت هذه التطورات، ولا سيما منها الانتقادات، مع عودة قياديي "المجلس الانتقالي"، وعلى رأسهم رئيس المجلس عيدروس الزبيدي مصحوبًا بقيادات أمنية وعسكرية، من أبوظبي إلى عدن، وأثارت عودة قيادات المجلس الانتقالي ضجة إعلامية، بسبب الخطاب الذي ألقاه الزبيدي في الرابع من شهر أيار/مايو الجاري، ودعا فيه إلى ما أسماها "وحدة الصفّ الجنوبي، والدخول في حوار جنوبي - جنوبي لتوحيد الجهود والمواقف".

اقرأ/ي أيضًا: تصاعد حدة المواجهات في اليمن وجولة تفاوض ثانية بين الرياض وطهران

واعتُبرت هذه الدعوة محاولة للتغطية على الوضع المعيشي المتأزم في الجنوب من جهة، وأيضًا على خلفية فشل "المجلس الانتقالي الجنوبي" في تسويق نفسه كممثل شرعي ووحيد للقضية الجنوبية وللجنوب اليمني، أمام الأطراف الإقليمية والدولية، علمًا أن مساعي المجلس الحالية لتوحيد الأطراف السياسية الجنوبية خلفه سبق وباءت بالفشل.

خطاب الزبيدي حمل أيضًا مفاجأة بالنسبة لليمنيين في الجنوب عندما تحدث عن "الدولة العميقة التي تدير عدن" وتفرض على حد تعبيره "عقوبات على شعبنا في عدن"، وقد كانت هذه التصريحات مثار استغراب واستهزاء من الزبيدي والقيادات المحيطة به في المجلس الانتقالي، لأن الواقع عكس ذلك فعدن واقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي الذي يتزعمه الزبيدي "سياسيًا وأمنيًا وإداريًا واقتصاديًا". وبالتالي فالحديث عن دولة عميقة ما هو إلا نوع من الهروب من تحمل المسؤولية بحسب المتابعين.

خطاب الزبيدي حمل أيضًا مفاجأة بالنسبة لليمنيين في الجنوب عندما تحدث عن "الدولة العميقة التي تدير عدن" وتفرض على حد تعبيره "عقوبات على شعبنا في عدن"

مصادر يمنية جنوبية أشارت إلى أن الزبيدي ربما يقصد بتصريحاته تراجع السعودية عن تنفيذ بعض الالتزامات كراع وضامن لاتفاق الرياض، إلا أن ذات المصادر ترجّح أن يكون تراجع السعودية عن تنفيذ تلك الالتزامات مردّه تهرب المجلس ومماطلته في تنفيذ الاتفاق، ومحاولة عرقلة أداء الحكومة التي شُكّلت مناصفة بينه وبين الطرف الذي يمثله الرئيس هادي، حيث قامت قوات محسوبة على المجلس مؤخرًا باقتحام قصر المعاشيق مقر الحكومة والقوات السعودية، في 16 من آذار/مارس الماضي، هذا فضلًا عن تحريض بعض قواعده الإعلامية والسياسية المستمر.