02-أكتوبر-2022
وليد سيف والجزء الأول من الرواية

الكاتب وليد سيف والجزء الأول من الرواية

في إطار مشروعه القائم على تحويل أعماله الدرامية إلى روايات، أعاد الكاتب والشاعر الفلسطيني وليد سيف كتابة عمله التلفزيوني الشهير "التغريبة الفلسطينية" في شكل رواية صدرت، حديثًا، عن "الدار الأهلية" في جزئين يحمل الأول عنوان "أيام البلاد"، والثاني "حكايا المخيم".

يستنبط وليد سيف في روايته العوالم الداخلية لشخصيات "التغريبة الفلسطينية" ويجعل فيها من الشعب جزءًا من العملية السردية

عُرض المسلسل الذي أخرجه حاتم علي، وشارك في بطولته مجموعة من الفنانين السوريين والفلسطينيين والأردنيين، منتصف تشرين الأول/ أكتوبر عام 2004. ويُعتبر أهم عمل درامي تناول القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني منذ بداية الانتداب البريطاني، وصولًا إلى نكبة عام 1948، فنكسة حزيران/ يونيو عام 1967.

يتناول المسلسل قضية الفلسطينيين من خلال سيرة عائلة فلسطينية تمتد على أكثر من 3 عقود، وتغطي مراحل زمنية وسياسية فارقة في تاريخ فلسطين بين ثلاثينيات وأواخر ستينيات القرن الفائت، حيث يلقي الضوء على نضال الفلسطينيين ضد الاستعمار البريطاني، وهجرة اليهود إلى فلسطين، ووقوع النكبة وما ترتب عليها من مجازر ارتكبتها الميليشيات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الذي هجّرت أكثر من نصفه خارج مدنهم وقراهم عام 1948.

غلاف الجزء الأول

وتمثل شخصيات المسلسل مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، حيث نجد الفلاح والاقطاعي والمثقف والشاعر والمناضل وغيره. ومن خلالهم، يستعرض الأحوال الاجتماعية والفوارق الطبقية في فلسطين قبل النكبة وبعدها، ويلقي الضوء على إشكالية العلاقة بين الاقطاعيين والفلاحين الذين تنتمي إليهم عائلة أبو أحمد، الذي يروي المسلسل قصتها ويعكس من خلال معاناتها، سواءً في القرية قبل النكبة أو في مخيمات اللجوء بعد تهجيرهم منها، معاناة الشعب الفلسطيني بأكمله.

تتناول الرواية جميع ما سبق ولكن بأسلوبها ومقتضياتها وخصائصها أيضًا، إذ يفرد الكاتب الفلسطيني فيها، وفقًا لما ذكره خلال ندوة تكريمية أقامها له "معرض عمّان الدولي للكتاب" في دورته الحادية والعشرين، بصفته الشخصية الثقافية لهذه الدورة، مساحات واسعة لاستنباط العوالم الداخلية لشخصيات العمل، والوقوف على كيفية تلقيها لما يدور حولها، واستدعاء التراث الشعبي والمخيلة الشعبية التي يرى أنه جزء من الرواية الفلسطينية لا يجوز القفز عنها، ناهيك عن تحويله للشعب إلى جزء من العملية السردية.

يُعتبر المسلسل أهم عمل درامي تناول القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين منذ بداية الانتداب البريطاني، وصولًا إلى نكبة 1948، فنكسة 1967

يُذكر أن سيف بدأ مشروعه قبل نحو 3 سنوات، قام خلالها بتحويل مسلسلي "ربيع قرطبة" و"صقر قريش" إلى روايتين بعنوان "مواعيد قرطبة" و"النار والعنقاء" التي صدرت في جزئين، أولهما بعنوان "الرايات السود" والثاني "صقر قريش". على أن يشمل المشروع أيضًا، بعد "التغريبة الفلسطينية"، عدة مسلسلات أخرى منها "ملوك الطوائف" و"ملحمة الحب والرحيل".

ويسعى الكاتب الفلسطيني من خلال مشروعه هذا إلى إتاحة أعماله الدرامية، المكتوبة بالأصل برؤية أدبية، بين يدي القراء والباحثين كنصوص مقروءة يتوفر فيها ما لا يتوفر في العمل التلفزيوني، سواءً لناحية السرد والوصف، أو الجوانب الداخلية والأوضاع النفسية لشخصيات أعماله.