10-مارس-2021

أثناء التظاهرة النسوية في المكسيك (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تحوّلت تظاهرة نسائية قامت بها آلاف النساء في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي بمناسبة اليوم المرأة العالمي، إلى تظاهرة مطلبية رفعت النساء فيها شعارات مناهضة للرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور-ألمو، بسبب أدائه ومواقفه، خاصة فيما يتعلق بدعمه لترشيح أحد أعضاء حزبه لمنصب حاكم ولاية، بالرغم من أن هذا المرشح متّهم بدعاوى اغتصاب. كما عبرت النساء عن غضبهن الشديد بسبب حوادث العنف التي تلحق بالنساء في المكسيك، وتطال الآلاف منهن سنويًا قتلًا، اغتصابًا وتحرّشًا. 

تحولت تظاهرة نسوية في العاصمة المكسيكية، متزامنة مع يوم المرأة العالمي، إلى أعمال عنف واحتجاجات ضد رئيس البلاد بسبب ترشيحه حاكم ولاية من حزبه متهم بالاغتصاب

وقد اصطدمت النساء المتظاهرات مع رجال الشرطة المكسيكية عندما حاولن هدم الجدار الحديدي قرب المتاريس المحيطة بالقصر الوطني في العاصمة، فقام رجال الشرطة برشّهن برذاذ الفلفل بهدف تفريقهن. 

اقرأ/ي أيضًا: مقطع مصور لجريمة تحرش بطفلة يستفز رواد مواقع التواصل في مصر

بهذا الخصوص أشارت الوكالة الفرنسية إلى أن الرئيس المكسيكي سعى الأسبوع الماضي لتفادي الانتقادات التي طالته، بسبب دعمه  لمرشح الحزب لمنصب حاكم ولاية غيريرو الجنوبية، فيليكس سالغادو، الذي اتهمته امرأتان بالاغتصاب، على الرغم من عدم توجيه اتهامات رسمية إليه. وقال لوبيز أوبرادور إن القضية يجب أن تترك للناخبين في غيريرو، وادعى أن خصومه المحافظين هم من طرحها. ولم يوجه الادعاء العام التهم إلى سالغادو بسبب تقادم قضية الاغتصاب الأولى، والاستمرار في التحقيقات في الثانية، بالرغم من أنه ينكر حدوثهما. وقد طالبت نائبات في حزب مورينا الحاكم، الذي يتزعمه لوبيز أوبرادور، سحب الترشيح من سالغادو، ما دفع قيادة الحزب إلى تحديد إجتماع لإجراء اقتراع داخلي حول استمرارية ترشيحه من عدمها.

وعن ذات الحدث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فرع شرطة مكسيكو سيتي أكّد إصابة ما لا يقل عن 62 شرطيًا، و19 مدنيًا، في المواجهات التي شهدتها العاصمة ليل الإثنين في الثامن من آذار/ مارس. ونقلت الصحيفة عن سيدة خمسينية شاركت مع ابنتها في التظاهرات، قولهما إنهما تعبران عن غضبهما عبر الكفاح اليومي ضد الاعتداءات الجنسية التي تطال النساء في المكسيك. وذكرت السيدتان أنهما تعرضتا لمختلف أنواع الاعتداءات الجنسية على مرّ السنين، كالتحرش بهما في المترو وفي الشارع. ونقلت الصحيفة عن سيدة اخرى رفضها من ناحية المبدأ لاستخدام العنف من أجل تأمين حقوق النساء، لكنها تأسف لأن العنف أثبت أنه الطريقة الوحيدة التي تجعل السلطات تستمع إليهن بعد سنوات من النضال. 

من جانبها قالت الناشطة ريتا روزنفلد عبر صفحتها في تويتر، إن المحتجات في مكسيكو سيتي طالبن الحكومة بحماية النساء من حوادث القتل والعنف على أساس الجندر. وقالت إن 939 امرأة تعرّضن للقتل في المكسيك في العام 2020. وقالت الناشطة الحقوقية والنسوية ماريا باليستيروس إن النساء المتظاهرات حوّلن المتاريس التي نصبتها الحكومة لمنع المحتجين من الوصول إلى القصر الوطني، إلى نصب تذكاري يرمز إلى النساء الـ11 اللواتي يُقتلن يوميًا في المكسيك. وقالت ماريا أن العنف ضد النساء في المكسيك، هو ما دفعها لدراسة الجندر والعنف السياسي في الجامعة.

ومن جهتها، اعتبرت  الصحفية والناشطة مادلين واتنبرغ أن الحكومة المكسيكية ومكتب المدعي العام والشرطة المكسيكية، تحاول جميعها توجيه رسالة واضحة للحركة النسوية في مكسيكو سيتي. فقوى الأمر الواقع في البلاد لا تزال تشعر بالحرج بسبب نجاح النساء في آب/أغسطس من عام 2019 في اقتحام مقرّ الشرطة وإضرام النار فيه. وبالتالي فإن لجوء الشرطة للعنف في تظاهرة يوم المرأة العالمي، هدفه إعادة الاعتبار للشرطة، وإيصال تهديد واضح للنسويات في المدينة. وذكرت واتنبرغ في تغريدة أخرى أن الشرطة المكسيكية ألقت القبض على 13 ناشطة نسوية في مكسيكو سيتي، عشية اليوم العالمي للمرأة، على خلفية مشاركتهن في تظاهرات مناهضة للعنف ضد النساء في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ورأت واتنبرغ أن توقيت توقيفهن سببه أن الشرطة حاولت توجيه تهديد مسبّق للنسويات لردعهن عن المشاركة في تظاهرات الإثنين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ادعاءات بانتهاكات جنسية بحق العاملات تطال معمل توريد لـ"H&M" في الهند

ماذا تريد مصر من تعليم الديانة اليهودية في المدارس؟