23-مايو-2023
p;oihjg

ثمة 125 موقعًا على الأقل أنشئت بالكامل أو جزئيًا بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي. (GETTY)

وجد تحليل لأحد المواقع المختصة، وهو موقع "نيوز غارد" (NewsGuard) أن عدد مواقع الأخبار والمعلومات التي أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، والتي تعمل مع القليل من الإشراف البشري أو بدونه، قد وصل إلى أكثر من ضعفه في غضون أسبوعين، وذلك بحسب بيانات الشركة التي تتعقب المواقع الناطقة بلغات مختلفة. 

فبحسب "نيوز غارد" ثمة 125 موقعًا على الأقل أنشئت بالكامل أو جزئيًا بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، وأضاف الموقع أنه تعقب 49 موقعًا ظهرت في غضون أسبوعين فقط، وذلك في تقرير خاص يسلط الضوء على اكتشاف المواقع الأولى التي تندرج تحت هذا التصنيف.

 التقرير الأخير من الموقع يشير إلى أن التقنية التحويلية التي تعتمد عليها مولّدات المحادثة مثل "تشات شي بي تي" و"جوجل بارد" وغيرها، يجري استخدامها بشكل متزايد وعلى نطاق واسع، لإنشاء مواقع إخبارية وإعلامية رديئة الجودة، لكنها ذات قدرة على إنتاج المحتوى ونشره بأقل قدر من التدخل البشري.

التقرير رصد 125 موقعًا أنشئت بالكامل أو جزئيًا بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، وكشف عن تصنيف جديد للمواقع التي تعتمد على هذه التقنيات لإنتاج محتواها.

 تكمن فرصة تحقيق الأرباح لهذه المواقع في جذب إعلانات مبرمجة منشورة من قبل أفضل العلامات التجارية الغربية التي يذهب إنفاقها الإعلاني عن غير قصد إلى هذه المواقع غير الموثوقة. تعرف هذه الظاهرة باسم "مزارع المحتوى" (Content Farms)، وهي آخذه بالازدياد عالميًا، إذ سهل انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي حصول زخم في نموها، ولاسيما فيما يخص القدرة على إنشاء مواقع إلكترونية بكودات بسيطة منتجدة عبر أدوات المحادثة الإلكترونية.

من أجل التصدي لهذه الظاهرة، أعلن موقع "نيوز غارد"، التابع لمؤسسة أمريكية غير ربحية مقرها نيويورك، عن إطلاق إطار عمل مرجعي، يتم الاعتماد عليه لرصد هذه المواقع وتصنيفها على أنها مواقع أخبار غير موثوقة مولدة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي  (UAIN).

وبحسب "نيوز غارد"، فإن الموقع يكون عرضة للدخول ضمن هذا التصنيف إذا كانت تنطبق عليه المعايير الأربعة المتمثلة بأن يكون هناك دليل واضح على أن جزءًا كبيرًا من محتوى الموقع يُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي. وأن تكون هناك أدلة قوية على أن المحتوى يُنشر دون إشراف بشري معتبر، كأن يظهر في المحتوى قدر كبير من الأخطاء على مستوى الصياغة، أو يشتمل على رسائل غريبة، يتضح أنها ناتجة عن النسخ واللصق من أداة المحادثة الإلكترونية. وأن يتعمد الموقع تضليل القراء بأن محتواه أنتج بواسطة صحفيين وكتاب حقيقيين، إذ لا يقر بوضوح أن محتواه منتج بشكل كلي أو جزئي بالاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي.

كخهعا

 المواقع الـ125 التي رصدها الموقع وصنفها بأنها مولدة عبر الذكاء الاصطناعي هي مواقع تستهدف نطاقًا جغرافيًا واسعًا عالميًا، وتغطي عشر لغات هي الإنجليزية والعربية والصينية والتشيكية والهولندية والفرنسية والإندونيسية والبرتغالية والتاغالوغ والتايلاندية.

وبحسب "نيوز غارد"، فإن هذه المواقع تصبح تلقائيًا فريسة سهلة للرصد والكشف، وذلك لأنها غالبًا ما تكون رديئة المحتوى، ولا يكلف القائمون عليها أنفسهم لمراجعة الأخطاء التحريرية الواضحة في محتواها، مثل ظهور رسائل المحادثة مع نموذج الذكاء الاصطناعي كما هي، واشتمال الموقع على مقالات غير مكتملة تكون غالبًا إجابات غير مكتملة من النموذج نفسه، وغيرها من الأخطاء الجليّة التي تدلّ على أن المحتوى لم يخضع لمراجعة بشرية.

الذكاء الاصطناعي

 ويأتي هذا التقرير في أعقاب جلسة استماع بالكونجرس الأمريكي في 16 أيار/مايو 2023 أقر فيها الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) سام ألتمان بأن "ما يثير القلق فيما يخص هذه التقنيات هو إمكاناتها بشكل عام على التلاعب والإقناع وتقديم نوع من المعلومات المضللة بطلب من المستخدم"، وهو تحدّ يرى آلتمان أن شركته ستكون قادرة على مواجهته خلال الأشهر المقبلة.

 أما عن أثر هذه التقنيات وتفشي المواقع الإخبارية المضللة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، فقد قال ستيفن بريل، الرئيس التنفيذي المشارك في "نيوز غارد" إن مستهلكي الأخبار يثقون بشكل أقل في مصادر الأخبار بشكل عام، وذلك  بسبب الإرباك الحاصل وعدم القدرة على تمييز ما هو صحيح مما هو مفبرك وغير خاضع للتدقيق البشري المهني. وأضاف بريل أن هذه الموجة الجديدة من المواقع التي أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي ستجعل من الصعب على المستهلكين معرفة من يزودهم بالأخبار، مما يضعف ثقتهم على نحو خطير.